كلمة <<الاتحاد>>
استعراض عضلات اليمين دعم لمخطّط شارون

قام أعداء الحرية والسلام وحق الشعوب، اعداء الانسانية، من اوباش عصابات المستوطنين السائبة والقوى اليمينية المغامرة والمتطرفة والعصابات الفاشية العنصرية، امس الاحد،  بمظاهرة استعراض عضلات القوة، شارك فيها عشرات الالوف من مجرمي الحرب والاستيطان وبمشاركة وزراء من حكومة الكوارث اليمينية الشارونية و"ربانيم" - رجال دين - من دعاة  شيطان الاستيطان والعدوان وترانيم "ارض اسرائيل الكبرى"  على حساب مصادرة حق الشعب الفلسطيني في الوجود والسيادة على أرضه المحتلة. والدافع لتنظيم هذه المظاهرة تحت شعار "لن نخنع ونتراجع" وحسب ادعاء منظميها، هو "مواجهة وكبح جماح تنازلات شارون السياسية"!!
نحن لا نشك للحظة واحدة ان قوى الاستيطان واليمين المتطرف معادية لاي جهد أو مبادرة  او مشروع تسوية سياسية يمكن ان تقود الى وقف نزيف دم الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وبلورة تسوية سياسية سلمية يكون في مركزها زوال الاحتلال ودرنه الاستيطاني السرطاني. ولكن، بالرغم من ذلك، فإن مظاهرة قوى اليمين والاستيطان امس في "ساحة رابين" في تل ابيب، قد جاءت لتخدم في نهاية المطاف برنامج اريئيل شارون التوسعي الاستيطاني العدواني وليس ابدًا كربجة وافشال سياسة شارون "للتسوية" مع الفلسطينيين. فشارون سيستغل هذه الظاهرة للابتزاز السياسي من القيادة الفلسطينية ولتضليل الرأي العام العالمي بأنه يواجه معارضة شديدة "لتنازلاته" ولبرنامجه "السلمي" الذي يطلق عليه "فك الارتباط" من طرف واحد مع الفلسطينيين!
ان المستوطنين اكثر من يعلم جيدًا أن خطة جنرال الاستيطان، شارون، لاخلاء وازالة بؤر استيطانية "غير شرعية" هشة وخالية غالبيتها من السكان، هي خطة هامشية جاءت لتعزيز  الوجود الاستيطاني، تعبئته وتوسيعه، وهم اكثر من يعلم انهم يواصلون تحت تغطية قوات  الاحتلال توسيع رقعة الاستيطان، وان برنامج شارون لفك الارتباط من الطرف الاحتلالي يعني فرض سيادة الاحتلال الاستيطاني على اكثر من نصف المناطق المحتلة وضمها تحت السيادة الاسرائيلية، وان مهمة جدار العزل العنصري تحقيق هذا الهدف الذي يعرقل عمليًا قيام دولة فلسطينية مستقلة على الارض المحتلة.
ان قوى اليمين المغامر من مستوطنين وغيرهم يصعّدون من نشاطهم المنظم ضد التسوية السياسية . وامس الاول، تغذت هذه القوى برافد جديد، بقيام تنظيم جديد جمع بين صفوفه ايتامًا من عصابة كهانا الفاشية  ومن فلول "موليدت" الترانسفير ومن غلاة ارض اسرائيل الكبرى. تنظيم يطلق على نفسه اسم "جيل" - جبهة يهودية قومية وفي صلب "برنامجه السياسي" اقتلاع وهدم قرى عربية وفلسطينية وترحيل اهاليها الى شرق نهر الاردن للحفاظ على الطهارة اليهودية لاسرائيل الكبرى!!
ان التحرك الناشط لقوى اليمين المغامر والاستيطان يضع على جدول اعمال قوى السلام والدمقراطية في اسرائيل، اليهودية والعربية، تحديات مصيرية تستدعي نهوضها الناشط الى المعترك الكفاحي السياسي والجماهيري.

("الاتحـــــــــــاد")


الأثنين 12/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع