بدأت أوركسترا فلسطين للشباب التابعة لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى تدريباتها استعدادًا لجولة من العروض الموسيقية وذلك في المخيم التدريبي الذي نظمه المعهد في مركز بير زيت للنشاطات وذلك في الفترة ما بين 17- 26 تموز 2008.
هذا وتنظم العروض هذا الشهر بمرافقة أوركسترا كوليجيوم ميوزيكوم التابعة لجامعة بون من ألمانيا وبقيادة الموسيقار الألماني والتر ميك في كل من فلسطين والأردن وسوريا.
ثمانون عازفا وعازفة من الأوركستراتين يتدربون هذه الأيام على البرنامج الموسيقي لسلسلة عروضهم الإقليمية هذا العام والذي يأتي تحت عنوان "القدس أغنيتي" ويتكون البرنامج من جزءين، الأول يتضمن عزف المتتالية الثانية وجزء من الثالثة من باليه "غيانيه" لآرام ختشادوريان، والجزء الثاني يتضمن مجموعة من الأغاني الخاصة بالقدس من ألحان الأخوين رحباني، وسهيل خوري، وعيسى بولص، وريما ترزي، وريم بنا، وستيفن آدمز، وتغنيها ريم بنا، وريم تلحمي، وديما بواب، وعبد الرحمن علقم.
هذا العام تعيش الأوركسترا لونًا خاصًا ومميزًا بقدوم الأوركسترا الألمانية إلى فلسطين لعرض مقطوعات خاصة بمدينة القدس. من الجدير بالذكر أن العروض ستتم الساعة الثامنة مساءً وذلك في السابع والعشرين في مدينة القدس ضمن مهرجان القدس وفي الثامن والعشرين من تموز في قصر رام الله الثقافي ضمن الاحتفالات المائوية لبلدية رام الله، وفي التاسع والعشرين في حيفا، وفي الواحد والثلاثين في عمان، وفي الثاني من آب في دمشق. هذا وتنظم العروض بالتعاون مع جامعة بون ووزارة الثقافة الفلسطينية، أما الراعي الرئيسي فهو باديكو، وبدعم من مؤسسة القطان، وDAAd وCordaid.
*العرض في حيفا*
ويأتي عرض حيفا، في 29.7.2008 في قاعة كريغر الكرمل الفرنسي، كجزء من التواصل بين اجزاء الشعب الفلسطيني من الوطن ومن المنفى وفي الداخل وفي الشتات. يستضيف العرض مركز مساواة في حيفا وبيت الموسيقى في شفاعمرو. وينظم مركز مساواة هذه الأمسية ضمن رؤيته الموضوعية الهادفة إلى الدفاع عن الحقوق الثقافية للأقلية الفلسطينية داخل اسرائيل وكشعار يعبر فيه الشعب الفلسطيني اينما كان عن حقه بالتواصل والحفاظ على ذاكرته وهويته الجماعية متواصلين مع شعبنا وشعوب العالم. ويرى بيت الموسيقى من خلال هذه الاستضافة نوعًا من تثبيت الوجود الثقافي والتأكيد على القدرات الثقافية الكامنة في المجتمع الفلسطيني. ويعتبر هذا العرض بمثابة تتمة لعمل بيت الموسيقى في تعليم وتمكين الطلاب في الموسيقى حيث سيشارك ويعزف طالب يتعلم في بيت الموسيقى في عرض الاوركسترا. ويعتبر بيت الموسيقى ومركز مساواة هذا النشاط مساهمة في ترسيخ حقنا في التواصل الثقافي والآنساني مع باقي أجزاء شعبنا أينما تواجد وبدون علاقة للحل السياسي المطروح. ويرعى العرض كل من: إذاعة الشمس، ونزارين تورز، وفتوش، والارز للإنتاج الفني، والشقحة، ودوزان.
*الموسيقار الألماني*
من جهته قال الموسيقار والتر ميك، الموجود حاليًا في بير زيت لتدريب الأوركسترا الفلسطينية بانتظار وصول الأوركسترا الألمانية خلال أيام قليلة: "نعمل ضمن أوركسترا جامعة بون على جعل الموسيقى تربطنا بثقافات وأديان أخرى وتكوين صداقات حول العالم، لذا كنا أول أوركسترا تقدم عرضًا في كوريا الشمالية تبعها عرض في كوريا الجنوبية وهكذا في العديد من المناطق في العالم العربي والغربي".
وأضاف: "فيما بعد التقيت بأصدقاء من فلسطين في الدول التي زرناها، وقمت العام الماضي بدعوة أوركسترا فلسطين للشباب إلى ألمانيا، وهذا العام دعانا المعهد للقدوم إلى فلسطين".
وأكد قائلاً: "مهمتي في فلسطين مهمة تحمل هدفًا مختلفًا، ففي ألمانيا يعتقد الجميع أن لدينا إعلامًا حرًا، لكن الصورة غير واضحة هناك عن حقيقة الوضع في فلسطين. أردت أن أمنح طلبتي الفرصة للنظر إلى المعلومات من وجهة نظر أخرى، ورؤية الواقع بشكل شخصي".
*العازفون الفلسطينيون*
لور محشي عازفة الكمان في أوركسترا فلسطين للشباب، وهي فلسطينية مقيمة في باريس تحدثت عن تجربتها قائلة: "في هذه الأوركسترا ألتقي بفلسطينيين مثلي، وهذا يذكرني بهويتي، ففي باريس لا يوجد فلسطينيون، أما هنا فأتذكر من أنا، وأشارك في تعريف العالم ببلدي، وأقول لهم أننا بشر نعزف ونحب الموسيقى".
من جهتها لا تجيد رنا الزعبي عازفة الكمان في الأوركسترا والقادمة من أمريكا، اللغة العربية، لكن مشروع الاوركسترا دفعها لتبدأ بتعلم لغتها، وقالت رنا: "لدي مشروع موسيقي دائمًا كل صيف، لكنني أردت أن أفعل شيئًا في المنطقة العربية، فقمت بالبحث عبر الانترنت وعرفت عن الأوركسترا فاتصلت بهم وانضممت إليها، وكانت إحدى أهم تجارب حياتي، فالالتقاء بأشخاص من عمري، ومن بلدي، تجمعنا الموسيقى خلف رسالة سياسية أكبر".
وأضافت: "سبق وعزفت موسيقى غربية في أمريكا، لكن هذه المرة أنا أرتبط بفلسطين بلدي بطريقة ابداعية، نقف على المسرح ونقول للجمهور انظروا هذا هو مستقبلنا".
أما سامر راشد عازف الفيولا من مدينة القدس والذي يرى أن رسالته كموسيقي "أن نحكي للناس أن الموسيقى جميلة ومن المهم أن يتعلمها الجميع فهي تصقل الشخصية وتجعلنا نقضي أوقات فراغنا بشيء مفيد ثم يتطور دورنا لنخدم بلدنا ونرفع اسمها عاليًا".
السبت 26/7/2008