البشير: لا نأخذ دروس سلام من أحد



واصل نظام عمر البشير في السودان، أمس، جهوداً مكثفة لدرء تهديد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فأعلنت حكومته أنها دعت خبراء أجانب لـ»فحص« النظام القضائي السوداني، بغية تقييم قدرته على النظر في ملف جرائم دارفور، حيث يتهم المدعي العام للمحكمة لويس مورينو ـ أوكامبو، الرئيس السوداني، بارتكاب »إبادة« وجرائم ضد الإنسانية.
في هذا الوقت، اختتم البشير جولة استغرقت يومين على عواصم ولايات دارفور الثلاث، الفاشر ثم نيالا فالجنينة، روّج خلالها لـ»مبادرة أهل السودان« لحلّ مشكلة الإقليم المضطرب. وأكد أمام حشد من مناصريه في الجنينة، كبرى مدن غربي دارفور، أنه »لم نستثنِ أحداً (من مبادرة السلام)، لا القيادات القبائلية ولا السياسية... لا الحركات الموقّعة (على اتفاقيات السلام) ولا غير الموقّعة«. وتابع »لا نحتاج إلى أن يعطينا أي أحد دروساً في السلام«، في إشارة ضمنية إلى مورينو ـ أوكامبو، فيما راح الحشد يهتف »يا أوكامبو يا جبان، يا عميل الأميركان«.
ودشّن البشير خلال جولته مشاريع تنموية، وعقد محادثات مع مسؤولين محليين وآخرين من قوات حفظ السلام، متجنباً مخيمات النازحين البائسة التي تعجّ بمليوني نازح جراء الحرب. وأوضح أن الغرض من زيارته تأكيد الالتزام التام بتحقيق السلام في دارفور، الهدف الاستراتيجي والقضية الأولى لحكومته.
في هذه الاثناء، نقلت »رويترز« عن وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات قوله، إن دعوة وجهت إلى خبراء الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية »للحضور والتعرف بأنفسهم على النظام القضائي في السودان«، بعد يوم من الكشف عن تفاصيل خطة عربية لإنشاء محكمة سودانية تنظر في ملف دارفور، وتطيح قانونياً بصلاحية المحكمة الدولية.
وأوضح سبدرات أن البشير هو من قدم الاقتراح بنفسه للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لدى زيارته إلى الخرطوم قبل أيام. أضاف أن بلاده ستستأنف المحاكمات بحق مرتكبي جرائم الحرب في دارفور، استناداً إلى ثلاث محاكم خاصة تشكلت بعيد إحالة مجلس الأمن ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية في العام .٢٠٠٥ وأكد أن الخرطوم لم تمتنع قط عن تنفيذ العدالة، لكن استمرار الحرب عرقل ذلك.
دبلوماسياً، أصدر مجلس النواب الأردني، بحضور مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين، بيان رفض لطلب مورينو ـ أوكامبو، وأنهى المستشار الرئاسي بونا ملوال زيارة إلى أديس أبابا ضمن جولة أفريقية لحشد الدعم للبشير، فيما يزور سبدرات صنعاء اليوم، حاملاً رسالة من البشير إلى نظيره اليمني علي عبدالله صالح.
وفي الداخل، أعلنت حكومة الجنوب الإقليمية عن »تحركات« ستقودها »الحركة الشعبية لتحرير السودان« (المتمردة سابقاً)، لمواجهة حملة لاهاي على البشير. كما أعلن نائب الرئيس علي عثمان طه، عن البدء بتنفيذ برامج دمج لمقاتلي الشرق من المتمردين.
في المقابل، تحدث المسؤول عن عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، جان ـ ماري غيهينو، في مقابلة نشرتها صحيفة »فايننشال تايمز« البريطانية، عن »أسباب وجيهة تحملنا على التردد« في إرسال قوات إضافية إلى دارفور، حيث »لا تتوفر اليوم عملية سياسية أحرزت التقدم الكافي لتأمين النجاح لمهمة حفظ السلام في دارفور«. أضاف غيهينيو أن الامم المتحدة بلغت »أقصى« قدراتها في الإقليم المضطرب، وان اي فشل بسيط يمكن ان يؤثر سلبا على مجمل عملياتها.
وفي السياق، نصح وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط السودان بـ»عدم الدخول في صدام مع المجتمع الدولي، لأن المحكمة الجنائية محكمة دولية تحظى برعاية الامم المتحدة ومجلس الأمن«.
(رويترز، أ ب، أ ف ب، أ ش أ)
الجمعة 25/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع