شكاوى عصي الدمع
تنهدَ بحري على بُعدِ عامينِ منّي وأرّقَ ليلَ الهوى وأرّقَ ليلَ العناقْ وودّعَ سحرَ مدائنِ عشقٍ صار اسمها في المراثي عنراقْ تنهّدَ بحري فخُذْ شوكةَ القلبِ مني وحاذِرْ.. أنا المرشحُ للموتِ منذُ عامينِ تأخّرَ موتي قليلاً فشكراً.. لرفّ النوارسِ من بحر يافا وشكراً لضوء السنابلِ في مرج ابن عامر تنهّدَ بحري فخُذْ شوكة القلب مني وحاذر... يا أيها الجالسُ الآن في رحاب الأعالي يا أيها الجالسُ الآن في الطلوع الأواخرْ ففي بضعِ أعوامُ عمرٍ أخيره عددتُ الأيادي التي لوّحت لي وقالتْ وداعاً فأبصرتُ عشرينَ خالاً وعشرينَ عمّاً وعشرينَ ابنَ عمْ وعشرينَ جاراً وخمسينَ خِلاً وعشرينَ الفَ شهيدْ وعشرينَ الفَ شقيقْ لم تلدهم تلك التي ولدتني فماذا تريدون مني أن أرى عتمةَ الظلِّ بدراً وأن اعدَّ الكواكبَ حتى تنامَ الشياطينُ نوماً عميقاً وترقصَ حولَ جدارِ المقابر تنهّدَ بحري فخُذْ لوعةَ القلبُ مني وحاذرْ فكلُّ اللغات التي أطربتني وكلُّ الحروفِ وكل المنابرْ تكابرُ باسم العدالةُ دهراً طويلاً ولكن على عدلِكَ الالهيِّ دوماً تدور الدوائر وإلاّ لماذا يموتُ الملايينُ جوعاً ويُغرِقُ ماءُ المحيطِ بلاداً وناساً ..وأرضاً..؟ لأنَّ الفنارَ الذي يرصدُ البحرَ ليلاً وصبحاً تأكّدَ أنَّ الضحايا لهم سحنةُ الياسمين فلا يساوونَ حتّى.. نداءَ المحاذر؟!! تنهّدَ بحري .. فخُذْ دمعةَ القلبِ مني وحاذِرْ.. يا أيها الجالسُ الآنَ في رحاب الأعالي ترجّلْ على معبرٍ واحدٍ من مئات المعابرْ نزيه خير الجمعة 25/7/2008 |