رغبت يارفيقة الروح ان اصل الى قلبك كما وصلت انت منذ زمن الى قلبي.
طمعت ان يعبر حبك مرحلة العشق العادية وها هو قد عبر . اصبحت انت حبيبتي الغير عادية واصبحت اعشقك انا بصورة غير عادية .
هاانا احاول ان اكتب لك هذه الرسائل الغير عادية . احاول فيها ملامسة الروح ودفء القلب وخفايا النفس الانسانية المجردة من كل شيء والتي مازالت حائرة بين الحياة والموت وبين الموت والخلود وبين الموت والبعث
الجديد ربما منذ عهد " جلجامش " الذي اراد الخلود لذاته ولشعبه بعد ان راى ان الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة البشرية وفي حياة كل الناس العاديين .
الموت نهاية الحب ونهاية الوصل ونهاية الصداقة ونهاية كل شيء جميل في هذه الدنيا التي تسير دائما الى زوال .
نعم يارفيقة الفكر والروح .. كل شيء يسير الى النهاية ماعدا خيوط الشمس التي تتجدد كل يوم وشدو البلبل الذي خبرتك عنه فيما مضى من احاديث حبنا . نعم ذاك البلبل الذي يصدح كل صباح فوق التينة ذاتها التي شاخت وهرمت وبان عليها الكبر وانحنت اغصانها التي يبست في بعض حناياها . ستنبت في زاوية القلب تلك حيث تتربعين تينه جديدة وسيصدح دوما بلبل جديد. اما انا ابحث دوما لك ولحبك عن طريق الخلود كما فعل الجد " جلجامش " عندما خطف الموت صديقة الاقرب " انكيدو " . ساذهب الى الجد الاكبر " اوتنابشتيم " هناك خلف حدود الشمس الى جزيرة الخلود وسابحث عن سر الخلود واطرق دروب كل العرافات واقرع بعنف بوابات الصمت التي اغلقت طريق الابدية منذ ان وجدت هذه الحياة على الارض.
نعم يا زنبقة ابدية سنركض معا الى الابدية ومعنا هذا الحب وسيكون قلادة على صدر الخلود . جلجامش ملك " اوروك " كما تخبر اسطورة بابل العتيقة عبر حدود هذا العالم الى المعبر الوحيد منه واليه حيث التقت السماء بالارض واشرقت منه الشمس وغابت صباح ومساء كل يوم .
هناك الحد الفاصل بين هذا العالم وذاك الاخر وعلى ذاك الحد قام حارس راسه انسان وجسدة عقرب . عبر الملك الصنديد البوابة بعد ان قتل حارسها وابحر بلا وجل في بحر الموت حتى وصل الى الجد الاكبر الانسان الوحيد الذي خلد وبقي بعد الطوفان الكبير . ساعده الجد ورأف عليه ودله على سر الخلود . كان السر حشائشا بحرية تنمو في قعر ذاك اليم الرهيب. غطس جلجامش في عمق البحر ومسك السر العظيم واراد العودة الى شعبه الذي افتقده ليمنحه سر الخلود .غافلتة افعى الزمن بقيلولته هناك في طريق عودتة الى اوروك وبلعت الحشائش وعاد البطل بخفي حنين . عبر من جديد بحر الموت الى الموت وبقي الخلود نائيا في جزيرة الخلود التي لم تطاها قدم انسان حتى هذا اليوم . ها انا اسعى قدري واجاهد لبقائك خالدة في قلبي وبكلماتي وفي حنايا كتبي.
حبك غدا قيثارة السحر التي تعزف الحان الخلود على الطرقات وفي الحارات التي هرب منها الحب ومن مدن الكابة التي استوطن فيها الالم وغابت فرحة القلوب. بقي جلجامش عالقا على ضفة دجلة تحت الجسر العتيق بين الرصافة والكرخ منتظرا جن علاء الدين وسفينه السندباد لرحلة الاياب .
اردت ان اكون جلجامش عصرك واحاول ان اعبر على سفينة حبك الى تلك الجزيرة الخالدة خلف كل العواصف وخلف بحور الموت .
اتوق دوما الى حبك والى سحر الخلق الجديد . احاول زرع مروج ذاك الحب بحشائش الخلود وحمايته من غدر افاعي الارض كلها ومن عواهن الدهر وصلف العصور . عل هذه الكلمات تكون السم الزعاف للافاعي المؤلفة في صدور البشر في عالم الزيف هذا وحتى الحد الفاصل مع ذاك الاخر في بوابة العبور . لن يترجل حبك ويرفض الكف عن الدوران ويابى الا البحث عن احلى الكلام في حقول خالدة من النرجس البري والورد الجوري بين السماء والطارق .
نعم يا عنوان حياتي لك كل هذا العشق وهذا العالم وتلك الوعود ما وراء بحر الموت في جزيرة الخلود .
د. فؤاد خطيب *
الأربعاء 23/7/2008