حصل المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما، في العراق، امس، على ضوء رسمي »برتقالي« لخطته القاضية بسحب القوات الأميركية بحلول العام ،٢٠١٠ بعدما تبنت بغداد اقتراحه بشكل ضمني، رغم أنها ربطته بالتطورات على الأرض، ما استدعى رداً حاسماً من البيت الابيض، الذي شدد على ان أي اتفاق مع الحكومة العراقية لن يلحظ موعداً محدداً لانتهاء الاحتلال الاميركي، معلنا للمرة الاولى انه لن يتم التوقيع عليه قبل نهاية تموز. وفور وصوله الى بغداد، التقى اوباما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في المنطقة الخضراء. وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عقب اللقاء، إن المرشح الاسود لم يناقش أثناء المحادثات خطته لسحب القوات خلال ١٦ شهراً. واوضح »نحن نناقش الإدارة الأميركية المسؤولة الحكومية الحالية.. وحتى اوباما لم يتحدث عن شيء يخص الحكومة العراقية، لأنه حتى الآن لا يحمل صفة رسمية حتى يمكنه الحديث مع الحكومة العراقية«. غير ان المتحدث الحكومي اعلن بشكل ضمني، تبني الحكومة العراقية لخطة سيناتور ايلينوي، الذي شدد للصحافيين على ان لقاءه مع المالكي كان »بناء جداً«. وقال الدباغ ان بغداد »ليست مهتمة بخطة انسحاب للقوات تظهر في الحملة الانتخابية الرئاسية، لكنها تتطلع الى جدول زمني حقيقي يضعه العراقيون«. وعندما سئل عن موعد، اعلن ان »الحكومة العراقية ترى ان نهاية العام ٢٠١٠ هو الموعد المناسب لسحب القوات (الاميركية)«. ويقضي اقتراح اوباما بسحب القوات خلال ١٦ شهراً من تسلمه الرئاسة، اي في العام .٢٠١٠ وكانت مجلة »در شبيغل« الالمانية نقلت، السبت الماضي، عن المالكي قوله إنه يدعم خطة المرشح الديموقراطي، لكن الدباغ نفى حينها هذا التبني، قائلاً إن الحديث »أسيء فهمه« ولم يترجم بشكل دقيق. وفي بيان صادر عن رئاسة الوزراء، قال المالكي انه ابلغ اوباما بان »تطورات الأوضاع والظروف الموضوعية هي التي ستحدد مسألة وجود القوات الأجنبية في العراق.. من دون بقاء التواريخ مفتوحة«. ورد البيت الابيض سريعاً على قول الحكومة العراقية إنها تريد انسحاباً اجنبياً في العام .٢٠١٠ وقالت المتحدثة دانا بيرينو إنه من المتوقع ان تتضمن الاتفاقية بين بغداد وواشنطن »تاريخاً منشوداً« لكي يتسلم العراقيون المهام الأمنية، لكنها لن تحدد موعداً لإعادة الالوية القتالية الى الولايات المتحدة. وفي خرق لمسار التصريحات السابقة، أعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض أنه من غير المرجح أن تتوصل واشنطن وبغداد الى اتفاق بحلول الموعد النهائي وهو ٣١ تموز. وخلال يومه العراقي الطويل، التقى اوباما الذي يرافقه في جولته السيناتور الديموقراطي جاك ريد والسيناتور الجمهوري تشاك هاغل، اضافة الى المالكي، الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبي الرئيس طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي. واجتمع اوباما بقائد قوات الاحتلال الاميركي في العراق ديفيد بيتراوس، الذي رافقه في رحلة جوية فوق بغداد. (أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)