(الجزء الثالث والأخير)
(90) عاما من النضال والتضحية... والحزب يواصل عطاءه ويتجدد



*في لبنان عام 1978... نشاط منظمة الحزب في لبنان*

وفي لبنان اثر الاجتياح الاسرائيلي عام 1978، فان القوة الوحيدة المتماسكة التي بقيت في صور تقاتل هي جيش التحرير الفلسطيني وهم من الشباب الذي طوعهم الحزب ودربهم، وان صمود هذه الوحدة كان في وقت لم يتبقى من القياديين للفصائل الاخرى احد تقريبا فيما بقي من قيادة الجيش الشهيد العقيد " عبد الله صيام " والرفيق الشهيد "حامد الكحلوت.
وفي احداث عام 1979 والقصف العشوائي الاسرائيلي للبنان فقد قاد رفاقنا العديد من الوحدات المقاتلة لصد العدوان خاصة في المنطقة الواقعة بين قلعة شقيف والعيشية، كان من رفاقنا الشهداء في تلك الحادثة الرفيق الرائد"حامد الكحلوت" والشهيد " خليل ابو شلوف" واصدقاء اخرون للحزب.
في صيف عام 1982 تعرضت المقاومة المسلحة في لبنان للعدوان الاسرائيلي حيث استهدف م.ت.ف وفصائلها واقتلاعها من لبنان بما كانت تشكله من مخاطر حقيقية على الاحتلال الاسرائيلي، وقد بادر حزبنا بدعوة من اعضائه واصدقائه خاصة في الخارج للتعبئة العامة والانخراط في طوابير المقاتلين دفاعا عن حركة المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، وقد بذلوا ما في طاقاتهم لدرء الغزو الصهيوني، وقد شاركوا بفعالية في المقاومة المسلحة،وقد ابلوا بلاءاً حسنا ومتميزا في مواقعهم النضالية خاصة في صور وصيدا وبيروت.

 

*الحزب يعلن اعادة تأسيسه عام 1982*

في عام 1982 وفي شهر شباط، اعلن الحزب عن اعادة تأسيسه في عام 1983 اندمج الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة في الحزب الوليد بعد محادثات امتدت سنة تقريبا، حيث اقر برنامجه السياسي ونظامه الداخلي الذي اكد على شعاراته السياسية الواقعية في دحر الاحتلال وتقرير المصير لشعبنا واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كافة اللاجئين وفقا لقرارات الامم المتحدة، وقد تبنى الحزب في  برنامجه مختلف السبلوالاشكال النضالية المناسبة لظروف ومواقع عمل كل فروعه في مواقع تواجد الشعب الفلسطيني معتبرا ان اشكال واساليب النضال ليس هدفا بل هي وسيلة تخدم الهدف الوطني العام، وان فعاليتها تقاس بمدى قدرتها علىتحقيق اهداف الحركة الثورية والحاق الهزيمة بالاحتلال الاسرائيلي.

 

*المؤتمر الاول للحزب عام 1983 وانتخاب الرفيق بشير البرغوثي امينا عاما*

عقد المؤتمر الاول للحزب في عام 1983 وأقر برنامجه السياسي ونظامه الداخلي منتخبا امينه العام الرفيق بشير البرغوثي، مدشنا بذلك مرحلة جديدة وانطلاقة جديدة بعد مرحلة من التشرذم والصعوبات التي واجهت مسيرةالشيوعيين الفلسطينيين.

 

*الحزب يتصدى لمشروع الاحتلال الاسرائيلي "روابط القرى" عام 1983*

في عام 1983 قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتشكيل ما يسمى بروابط القرى في محاولة للاستفادة من نتائج غزو لبنان وضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وقد ضمت هذه الروابط مجموعة من عملاء الاحتلال كبوابة لتنفيذ السياسات الاسرائيلية في عمق الاوساط الشعبية الفلسطينية وانجاح مؤامرته التصفوية، ومع بدايات هذا النشاط المشبوه، قام حزبنا بالتصدي بقوة محرضا الجماهير بعدم التعامل مع هذه الروابط وعزلها باعتبارها جزءا من السياسة الاحتلالية، واثر المواجهات التي قادها الحزب ضد هذه المؤامرة تعرض العديد من رفاقنا للاعتقال والتهديد واصيب العديد منهم جراء اطلاق العملاء النار عليهم مؤديا ذلك لاستشهاد رفيقنا القائد " داوود العطاونة" من الخليل.


*الحزب يتعرض لحركة انشقاق داخلي قادها عربي عواد عام 1984*

في عام 1984 تعرض الحزب لحركة انشقاق داخلي قادها الرفيق عربي عواد لاسباب خلافية مع قيادة الحزب وقد انعكس ذلك على الحزب سلبا خاصة في منظمات الحزب خارج الوطن واستطاع كسب العديد من الرفاق في بداية الامر الا ان ذلك لم يدم طويلا واستطاع حزبنا ان يعيد اتصاله مع كل هذه العناصر ليعيدوا نشاطهم في اطار حزبنا كالسابق.

 

*منظمة الحزب في لبنان تعيد تشكيل جناحها العسكري قوات الانصار عام 1984*

بدأت منظمة الحزب في لبنان بتشكيل فصيل مسلح خاص بالحزب والذي اطلق عليه " قوات الانصار " متيمنا باحياء الاسم القديم حيث تم تقويتها عام 1984.
وضعت منظمة الحزب في لبنان نصب عينيها كيفية الدمج الناجح بين النشاط المسلح والجماهيري في المخيمات الفلسطينية، فقد تعزز هذا النشاط على مختلف المستويات، اثر دخول الحزب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، حيث وفر ذلك المزيد من الامكانيات والدعم لهذه الانشطة مما امكن الحزب من القيام بدور اكبر في المقاومة المسلحة في لبنان خاصة في صيدا ومواجهة قوات جعجع كذلك في الدفاع ببسالة عن مخيم شاتيلا ومخيم برج البراجنة، حيث استلم رفاقنا مواقع متقدمة في اشد المحاور قتالا مؤديا ذلك بسقوط وجرح العديد منهم.
كما وشارك رفاقنا الى جانب قوات فصائل الثورة في الهجوم على مقدوشية الموقع الاستراتيجي لامل وللجيش اللبناني، وتصدى رفاقنا بشرف للهجوم المعاكس، وكان للمحور الذي صمد رفاقنا في مقدوشية دور هام ونقطة اسناد امامية استعانت به قوات الثورة الفلسطينية لشن هجوم جديد واستعادة مقدوشية وقد سقط  في المعركة الرفيق احمد ابو ربيع وجرح العديد من الرفاق الاخرين، ولقد نال رفاقنا نصيبهم من الاعتقالات في معتقل انصار "1" في لبنان وكان لهم دور هام في التخطيط لعملية الهروب من ذلك المعتقل.
وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وسكرتير منظمة الحزب في لبنان سابقا يقول في هذا السياق: "لقد شارك مقاتلوا الحزب ببسالة شهد لها الجميع من اجل السيطرة على  مغدوشة والصمود على تلة ماريا منعا لتعرض المقاتلين لهجوم معاكس على اثر الانهيار الذي اصاب القوات التي احتلت مغدوشة وسقط  نتيجة لذلك 112 شهيدا في ليلة واحدة واصيب اثناءها عدد من الرفاق وهكذا فقد اثبتت منظمة الحزب في لبنان قدرتها على الصمود والفعالية في المجال العسكري دفاعا عن الشعب والمخيمات واقامة قواعدها العسكرية في مغدوشة وجبل الحليب وتلة ماريا ومنطقة السكة وقد استولى الرفاق على جيب عسكري في تللك المعارك اضافة الى ما كان لديه  جيبين نوع تيوتا واثناء تلك المعارك تجلت بطولات الرفاق وصمودهم رغم تعرضهم لموجات من الهجمات المعاكسة بل وشاركوا  في خطة قطع الامداد على الذين كانوا يهاجمون القوات الفلسطينية وقد لعب رفاقنا الذين شاركوا بتلك العملية دورا بارزافي نجاحها  وابوا التراجع الا بعد ان اخلوا الجرحى تحت ستار ناري وفره رفاقهم في الاسناد كان من بينهم الجريح البطل محمد فاعور الذي حمله رفيقه شادي ايوب تحت النيران واصر على انقاذ حياته".

 

*الحزب الى جانب القوى الوطنية يقاوم اتفاق عمان عام 1985*

في عام 1985 قاوم الحزب الى جانب القوى الوطنية الاخرى اتفاق عمان الذي اضطرت قيادة منظمة التحرير للموافقة عليه حينها، حيث اعتبر الحزب ان هذا المشروع جاء متوافقا مع مشروع ريغان الذي يعتبر قضية الشعب الفلسطيني نزاعا حدوديا ويتنكر لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته الوطنية المستقلة، ويحصر حق تقرير مصيره في اطار الاتحاد الكونفدرالي العربي، وبسبب الموقف الشعبي  العام، فشل الاتفاق الذي كانت الموافقة عليه بمثابة خروج عن قرارات المجلس الوطني الفلسطيني حينها.

 

*اجراء اول انتخابات في اتحاد نقابات عمال فلسطين رغم محاصرة الاحتلال الاسرائيلي*

في اوائل عام 1987 كان لحزبنا شرف اجراء اول انتخابات في اتحاد نقابات عمال فلسطين رغم محاصرة الاحتلال الاسرائيلي لهذه الانتخابات ومحاولة افشالها، والتي جمدت منذ الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة، واستطاع رفاقنا من خلال نقابة النجارة والبناء ان يسطروا موقفا بطوليا وطليعيا في هذا المجال لتحذوا باقي النقابات حذوهم.

 

*اندلاع الانتفاضة الاولى ودور الحزب الريادي فيها*

في عام 1987 اندلعت الانتفاضة الشعبية التي كانت حصيلة تراكم من القمع الاحتلالي وتعبيرا عن الارادة والتصميم الفلسطيني على نيل حقوقه ومقاومة الاحتلال، وقد كان للحزب دور ريادي في هذا المجال حيث كان المبادر لاصدار اربعة بيانات باسم القوى الوطنية شكلت هذه البيانات برامج يومية للايام الاولى للانتفاضة و بالذات البيان الثاني الذي وزع منه الحزب خمسة وثلاثين الف نسخة في قطاع غزة داعيا لمسيرة شعبية واسعة، وقد شارك الحزب في كافة المواقع والى جانب القوى الاخرى وجماهير الشعب في كافة البفعاليات الشعبية واكثرها ضراوة.

 

*مبادرة الحزب بتشكيل اللجان الشعبية*

لقد كان للحزب موقفا نتميزا في المبادرة لتشكيل اللجان الشعبية باعتبار  ذلك ارساء لاسس الدولة والسلطة الشعبية الفلسطينية وباعتبارها مؤسسات يجب تطويرها لتسيير شؤون الحياة اليومية الفلسطينية بدل سلطة الاحتلال.

 

*الحزب يشكل مجموعاته الضاربة أبرزها "حراس الانتفاضة "*

في العديد من المواقع شكل حزبنا مجموعاته الضاربة والمسلحة لحماية الجماهير وللدفاع عن مصالحها وللضرب بيد من حديد على كل العابثين بمقدرات الشعب والانتفاضة،وابرز هذه المجموعات نشاطا كانت "حراس الانتفاضة" "وحراس الشعب".

 

*مواقف بطولية بارزة لرفاقنا*

لقد شارك رفاقنا في كافة المواقع بجهدهم واموالهم واجسادهم وارواحهم في الانتفاضة وقدموا مواقف بطولية في المواجهات الساخنة وفي تأدية المهام وداخل اقبية التحقيق، وفي السجون والمعتقلات حيث اعتقل المئات من رفاقنا وتعرضوا للاصابا ت البالغة حيث مازال يعاني بعضهم من عاهات دائمة، واستشهدوا في مواقع النضال والمعتقلات، وهنا لا يسعنا الا ان نقف اجلالا واكبارا لهم ولكافة رفاق حزبنا وشعبنا على طول مراحل النضال الوطني، ونقدر عاليا الموقف البطولي لرفيقنا المناضل الشهيد " اسعد الشوا " الذي تصدى بشجاعة وبعزة لمدير معتقل النقب الصحراوي " انصار 3 "الذي اطلق عليه النار مباشرة الى صدره فسقط شهيدا على ارض النقب مسطرا بدمه اسطورة للبطولة والصمود والتحدي في عام 1988 وكان ذلك خلال احتجاج المعتقلين على ظروف اعتقالهم ورفضهم لأوامر الإدارة، ولأن هذا الموقف البطولي يحمل في ثناياه الكثير من المعاني والدلالات كان لا بد لنا من وقفة.
في السادس عشر من آب عام 1988، أي بعد حوالي خمسة شهور فقط على افتتاح المعتقل، كانت أولى المواجهات الكبيرة مع إدارة المعتقل، حينما احتج قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم "ب" على ظروف اعتقالهم، وتمردوا على السجان وعلى أوامر إدارة المعتقل القمعية، وضج المعتقل بأقسامه المختلفة بالهتاف والنشيد والتكبير وقذف المعتقلون كل ما يقع تحت أيديهم على الجنود من حجارة وصواني بلاسيكية وأحذية، فما  كان من إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، إلاّ قمعهم بالغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص الحي من أسلحة أتوماتيكية، واستشهد في هذه الهبة المعتقلان الرفيق أسعد جبرا الشوا من مواليد 1969 ومن سكان حي الشجاعية بمدينة غزة واستشهد بتاريخ 16/8/1988 والشهيد بسام ابراهيم الصمودي من مواليد قرية اليامون عام 1958، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية، كما وأصيب العشرات من المعتقلين ما بين إصابة متوسطة وبسيطة.
ووفقا لشهود عيان فان المدعو " ديفيد تسيمح " قائد المعتقل هو من بدأ باطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل اسعد الشوا ليسقط مدرجاً بدمائه، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب.
وبالرغم من استشهاد ثمانين معتقلاً منذ العام 1967 وحتى ذاك التاريخ، ( أما الآن فقد وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة الى 190 شهيداً )، إلا أن استشهاد المعتقلين الرفيق اسعد الشوا والصمودي هو الأبرز و يعتبر الأول من حيث كيفية الإستشهاد، فهي المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلون جراء إطلاق الرصاص الحي عليهم، وبالمناسبة تصادف هذا الحدث مع وجود مندوب الصليب الأحمر الدولي الذي كان في زيارة للمعتقل ورأى كل شيء لكنه لم يفعل شيئا، وللأسف لم تتوقف هذه السياسة، ـ أي سياسة اطلاق الرصاص على المعتقلين ـ ولم يتم تسليط الضوء عليها بالقدر الذي تستحقه ولهذا استمرت، واستمر إطلاق الرصاص على المعتقلين لأتفه الأسباب.

 

*الحزب يعقد مؤتمره الثاني عام 1991*

في أواخر عام 1991 عقد الحزب مؤتمره الثاني وأجرى عددا من التغييرات والتطورات الفكرية والتنظيمية بما فيها تغيير اسمه الى " حزب الشعب الفلسطيني "، في الوقت نفسه حافظ على موقفه السياسي التاريخي.

 

*مؤتمر مدريد وموقف الحزب منه*

ومع انطلاق العملية السلمية ومؤتمر مدريد، وتواصلا مع رؤية الحزب السياسية التاريخية بضرورة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حلا سياسيا طبقا لقرارات الشرعية الدولية وبخاصة قرارات 242، 338، وقرار 194 الخاص باللاجئين الفلسطينيين فقد ايد الحزب مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقد شارك الحزب بممثليه في الوفد الى مدريد، وقد كان متوقعا حينها ان تجري المفاوضات كما هي معلنة وضمن الخطوط والاهداف المعلنة فلسطينيا، لكن تفاجأ الجميع بان هناك اتفاقيات سرية تجري بين وفد فلسطيني واخر اسرائيلي في النرويج متمخضا عن اتفاقية اوسلو، الذي اعلن الحزب موافقته عليها بتحفظات معروفة معتبرا انه ان احسن ترجمتها من قبل الفلسطينيين اثناء المفاوضات فانها  ستخدم الهدف الوطني العام وان اسيء ترجمتها اثناء المفاوضات فانها ستلحق الاذى بالهدف الوطني، وجاءت اتفاقية القاهرة وطابا كتفسير اسرائيلي لاتفاقية اوسلو الذي اعتبرهما الحزب في حينه ستلحقان الذى باتلقضية الفلسطينية واعلن رفضهما، وتمخض عن ذلك كله قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية للداخل.
لقد اعتبر الحزب ان السلطة مشروع وطني يجب الحفاظ عليه الامر الذي يرتبط باداء هذه السلطة ووقوفها بجانب قضايا الجماهير. واعتبر الحزب ان السلطة الوطنية هي جزء من منظمة التحرير وامتداد لها.

 

*اندلاع انتفاضة الاقصى..*

جاءت زيارة شارون للحرم القدسي الشريف بمثابة صاعق التفجير للانتفاضة المجيدة والتي كانت عوامل وتفجيرها تتراكم منذ فترة طويلة. ورغم تنوع هذه العوامل، الا انها تبلورت على شكل تراكم للغضب الشعبي كان لابد ان ينفجر في وجه الاحتلال.
لقد اذكت نار الغضب الشعبي تلك التراجعات الاسرائيلية عن تطبيق الاتفاقات الموقعة، والمماطلة المستمرة في تنفيذ التزاماتها، والمضي قدما، في نفس الوقت، في نهب الارض الفلسطينية، وتصعيد وتائر البناء الاستيطاني عليها واستهانتها المتواصلة بمشاعر شعبنا الوطنية، وبالاعراف الشرعية الدولية، والتنكر لحقوق شعبنا الوطنية.
لقد شارك حزبنا في هذه الانتفاضة مع باقي القوى الوطنية والاجتمعية الحية النشطة مقدما اسهامه في هذا الكفاح المجيد، ومواكبا مسار الانتفاضة وتفاعلاتها وتطوراتها منذ يومها الاول، ان كان ذلك على الصعيد السياسي وطرح مهام وقضايا وشعارات تحولت الى مواقف عامة لمجموع الحركة الوطنية، او على صعيد التعبئة الجماهيرية والتنظيمية، والمشاركة الكفاحية في فعاليات الانتفاضة المختلفة من مواجهات، مسيرات، تظاهرات، وكان من الطبيعي ان يدفع شعبنا بمن فيه رفاق حزبنا واصدقاؤه، ومؤيدوه نصيبهم في هذه المعركة، شهداء وجرحى، ومعتقلين ومطاردين، لقد كانت مواقف الحزب مواقف وطنية مسئولة، وبعيدة عن الشعارات الرنانة والمغلقة والاحادية الجانب. وقد اثبتت تجربة الانتفاضة صحتها. وباتت تشكل اساسا جامعا لمجمل قوى الحركة الوطنية الفلسطينية. وقد اكد على ضرورة المحافظة على استمرارية الانتفاضة وتعميقها وتطويرها على اساس مبدا المشاركة الجماهيرية السياسي والتنظيمي عبر تشكيل اللجان الشعبية، وتطوير اشكال التحرك الجماهيري على اسس ديمقراطية.مقرونا بالتضامن العربي الرسمي والشعبي الكفاحي وبالتاييد الدولي، وقد تميز حزبنا خلال الانتفاضة بالتركيز على تعزيز التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، فقد تمكن الحزب من اقامة علاقات وثيقة مع مجموعة واسعة من الاحزاب الشيوعية والديمقراطية في العالم شملت تقريبا جميع الاحزاب التقدمية والديمقراطية  في اوربا والصين وروسيا وجنوب افريقيا وفيتنام واليابان والهند وايران والعلاقات مع الاحزاب الشيوعية العربية وكما شارك الحزب في  العديد من المحافل الدولية من مؤتمرات ندوات وزيارات بالاضافة توجيه دعوات لوفود دولية لزيارة الاراضي المحتلة من اجل شرح قضية شعبنا وحشد التضامن معه، وقد تمكن الحزب من خلال هذه الانشطة  القيام باوسع حملة تضامن دولية.

 

*الحزب يعقد مؤتمره الرابع وينتخب الرفيق بسام الصالحي امينا عاما*

انعقد المؤتمر العام الرابع لحزب الشعب الفلسطيني في السادس والسابع من آذار ( مارس  ) 2008  في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا ومواقع الشتات المختلفة  وقد انتخب لجنة مركزية من 55 عضوا تمثل الحزب في الضفة وغزة والشتات ومنظمته في السجون وانتخب ايضا لجنة الرقابة الحزبية من 15 عضوا،وانتخبوا الرفيق العميد محمود انيس " ابو كفاح" رئيسا لها  وأقر رفع نسبة تمثيل المرأة في هيئاته القيادية الى 25%  وقد انتخبت عشر رفيقات للجنة المركزية وثلاث رفيقات للمكتب السياسي, و انتخب الرفيق بسام الصالحي يالاجماع امينا عام للحزب كماانتخبت اللجنة المركزية مكتبا سياسيا من 15 عضوا وقد عكس المؤتمر الاهتمام بالحركة الاسيرة وانتخب الرفيق باسم خندقجي  عضوا في لجنته المركزية
 وأن الشعار الذي عقد المؤتمر في ظله "اليسار طريقنا نحو التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية"  لقد نجح الحزب في عقد مؤتمره رغم الظروف الصعبة التي  يعيشها شعبنا ورغم العدوان المتواصل على اهلنا في الضفة وغزة.
ان هذا المؤتمر يعتبر محطة هامة في تاريخ الحزب، وفي تاريخ النضال الوطني، ويؤكد على مواصلة الحزب  على عطائه وكفاحه الوطني  ودوره في الدفاع عن المسحوقين والعمال والفلاحين.
واخيرا لابد ان نستذكر بكل فخر واعتزاز الرفاق الشهداء الذين  سطروا بنضالهم ومعاناتهم دروسا في العطاء ونكران الذات وكانوا مثالا يحتذى بهم في الدفاع عن شعبهم وحزبهم ومبادئهم الرفاق فؤاد نصار، بشير البرغوثي، سليمان النجاب، معين بسيسو، عمر عوض الله، توفيق زياد. اميل توما، اميل حبيبي، توفيق طوبي، رضوان الحلو، خليل عويضة، اسعد الشوا، حسني بلال، يوسف اديب طه، حامد الكحلوت،  سعيد فلفل، فضل البورنو، منصور الحداد، خليل ابو شلوف، عبدالله صيام، داوود العطاونة واحمد العبد وخليل قنقر ورياض سلهب وعماد الخراز واحمد الطنيب وإياد بدران و احمد ديب دحدول و باسم حجازي. والشهيدات رجاء ابوعماشة وفاطمة ابوجيش... الخ، هذه كوكبة من قوافل مناضلة مهدت دروب الكفاح وحملت على عواتقها اعباء النضال.

المراجع:


- الشيوعيون وقضايا النضال الوطني الراهن للدكتور ماهر الشريف..
- فؤاد نصار.. نضال ومواقف- نعيم الاشهب
- شهادات.. عبد المجيد حمدان.
- دفاتر فلسطينية.. معين بسيسو
- حزب الشعب الفلسطيني.. 74 عاما من النضال.. اللجنة الثقافية.. رفح
- العمل التطوعي في فلسطين.. شامخ بدرة.
- نشرات ثقافية خاصة بالحزب
- الانتفاضة والوضع الراهن- اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني اذار 2001
- منظمة الشيوعيين الفلسطينين في لبنان (حزب الشعب لاحقا).. وليد العوض (مقال)
- رجال صنعوا التاريخ.. فؤاد نصار نصف قرن من النضال... شامخ بدرة (مقال)
- في الذكرى العشرين لاعادة تاسيس حزبنا.. صوت الشعب.. شباط 2002 (مقال)
- تاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين.. عبد الرحمن عوض الله

شامخ بدرة
السبت 19/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع