الحزب الشيوعي الأوكراني يحيي مؤتمره الثاني والأربعين



*لا للفاشية! لا لحلف الناتو!* نعم للاشتراكية!* من الوحدة التنظيمية والقرار الموحد الى التنفيذ والعمل!*

 

تحت هذه الشعارات المسجّلة أعلاه عُقد في العاصمة الاوكرانية مدينة كييف، المؤتمر الثاني والاربعين للحزب الشيوعي الاوكرايني من العشرين وحتى الثاني والعشرين من حزيران.
جرت اعمال المؤتمر في مركز مدينة كييف في قصر ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى، الذي يبعد اقل من مائة متر عن الساحة المركزية لمدينة كييف، حضر المؤتمر ممثلون عن ستة وثلاثين حزبا شيوعيا ودولة- من اوروبا وآسيا وامريكيا اللاتينية من بينهم: السفير الكوبي في كييف، والحزب الشيوعي الصيني، والحزب الشيوعي الفيتنامي، والروسي، والفرنسي، والايطالي، والمكسيكي، والبرازيلي، والسوري، واللبناني، واليوناني وغيرهم من الاحزاب الشيوعية العالمية، وعن الحزب الشيوعي الاسرائيلي حضر المؤتمر الرفيق د. عبد الله ابو معروف عضو المكتب السياسي للحزب، ناقش المؤتمر خلال ايام اعماله أمور تنظيمية عديدة، وأمور سياسية وفكرية، وقد اُقرّت الامور التنظيمية في نهاية النقاشات والتلخيصات تقريبا بالاجماع بامتناع بعض الرفاق من اثنين حتى عشرة او معارضة رفيق حتى ثلاثة على قرارات مختلفة.
اما الامور السياسية والفكرية فقد اقرت بالاجماع التام من قبل المندوبين، (يجب الاشارة بانه تغيب عن المؤتمر فقط خمسة عشر مندوبا لأسباب شخصية مختلفة)، فالحزب الشيوعي الاوكرايني ما زال متمسكا بالماركسية اللينينية والاممية وهدفه الاول اعادة بناء الاشتراكية في اوكراينا، ويرى الحزب ان الصراع الطبقي هو الاساس في جميع الصراعات والتناقضات العالمية، وان العدو الاساسي للشعوب الآن هو الامبريالية الامريكية وعملاؤها في الاماكن المختلفة من العالم. ولذلك يناضل الحزب الشيوعي الاوكرايني ضد جميع المخططات الامريكية ويتصدى لها، والتي تهدف الى الاستيلاء التام على الدول والشعوب وتحويلها الى كتل استعمارية – اقتصادية وعسكرية. وهذا ما يحدث اليوم في اوكراينا، فقد استطاع الحزب الشيوعي الاوكرايني بنضاله الشعبي منع دخول اوكراينا الى حلف الناتو، ويعمل مع الاحزاب الشيوعية الاوروبية الاخرى لمنع نشر الصواريخ الامريكية في اوروبا.

 

 


تأسس الحزب الشيوعي الاوكرايني سنة 1917 وكان حتى سنة 1991 الحزب الثاني بعد الحزب الشيوعي الروسي من حيث العدد والتأثير في عهد الاتحاد السوفييتي، وفي الثلاثين من شهر آب سنة 1991 مُنع الحزب الشيوعي الاوكرايني من العمل رسميا حيث تطابق هذا المنع مع انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكيكه، كنتيجة للخيانة الكبرى لغورباتشوف، (السبب الاساسي للانهيار: د. عبدالله ابو معروف، تلخيصات مؤتمرات الاحزاب الشيوعية: الروسي – الاوكرايني وروسيا البيضاء سنوات 1993- 1998). وكانت الحجة لعدم شرعية الحزب ومنعه عن العمل السياسي، هي محاولة الحزب آنذاك بتنفيذ انقلاب في السلطة (كذلك الامر كان بالنسبة للحزب الشيوعي الروسي).
استمر الحزب الشيوعي الاوكرايني في عمله ونضاله على الرغم من منعه رسميا، ولم يستجب اعضاء الحزب لدعوة الحزب الاشتراكي بالانضمام اليه، واستطاع في شهر حزيران من سنة 1993 ان يعقد المؤتمر "الاول" لاعادة تأسيس الحزب في مدينة دنسك مدينة العمال والمناجم وانتخب الرفيق ييثر نيكلايفتش سيمانينكو سكرتيرا عاما للحزب، حيث انتخب الآن ايضا مجددا سكرتيرا عاما في المؤتمر الثاني والاربعين.
وحصل الحزب بعد اعادة تأسيسه في انتخابات سنة 1994 على ستة وثمانين مندوبا في البرلمان من اصل 450، وفي سنة 1998 حصل سكرتير الحزب الشيوعي الاوكرايني على 37,8 - سبعة وثلاثين – 8 بالمئة من اصوات الرئاسة لاوكراينا. في اكتوبر سنة 2001 استطاع الحزب وبقرار من المحكمة الاوكراينية العليا ان يعيد شرعيته رسميا.
خلال السنوات الست الاخيرة كان هناك تراجع في قوة ونجاحات الحزب ترجع الى اسباب عديدة من اهمها: 1) التحريض المستمر، المكثف والمبرمج اعلاميا من جميع الوسائل الرسمية وغير الرسمية على الحزب الشيوعي، والديماغوغية الموجهة ضد الشيوعيين والشيوعية من جهة، وتصعيد النزعة الشوفينية والفاشية والتعصب القومي من جهة اخرى، وخصوصا التعصب ضد الشعب الروسي والدولة الروسية وضد اللغة الروسية.
2) توثيق العلاقات الامريكية – الاوكرانية والتقارب مع الاتحاد الاوروبي تحت الشعار الكاذب والديماغوغية بان ذلك سوف ينهض باوكراينا اقتصاديا وسياسيا ويجلب الرفاه الاقتصادي للسكان؟؟

 

 


ان الاحتياط الاقتصادي لاوكراينا اكبر بأربعة اضعاف من المانيا واكثر بخمس عشرة مرة من اليابان ولكن اكثر من نصف السكان الذين يبلغ عددهم سبعة واربعين مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر – منهم سبعة مليون اوكرايني خارج البلاد من اجل لقمة العيش، والعاصمة كييف التي يبلغ سكانها رسميا مليونين ونصف انسان يسكنها ما يقارب اربعة ملايين ونصف بسبب لجوء سكان القرى اليها نتيجة الفقر وعدم توفر الظروف المعيشية الاساسية في القرى. هذه هي الرأسمالية المتوحشة ولا اعجب بأنني رأيت الحنين بحديثي مع الناس الى عهد الاتحاد السوفييتي (د. ابو معروف).
3. احد اسباب ضعف الحزب ايضا هو عدم بروزه وظهوره كحزب معارضة فعالة بين الناس، ودعوته في نفس الوقت الى الوحدة مع روسيا في ظروف التحريض والدعاية الرسمية ضد روسيا، مما ادى الى اتهامه بالعمل على تفكيك الوطن- اوكراينا- والتعامل مع روسيا- فزاد التحريض على الحزب الشيوعي فقامت دعوة من جديد لعدم شرعيته ومنعه رسميا.
- يحظى الحزب الشيوعي الاوكرايني اليوم بسبعة وعشرين مقعدا في البرلمان وهو يعمل على تنفيذ برنامجه الاقتصادي والسياسي والذي في اساسه: 1) تأميم الصناعات الثقيلة في اوكراينا. 2) ابطال ضريبة القيمة الزائدة. 3) على الدولة ان تشتري نصف المنتوج الزراعي. 4) على الدولة ان توظف عشرة بالمئة من الانتاج لدعم الزراعة. 5) عدم بيع الاراضي للاجانب بل تشجيع الزراعة واعطاء المواطنين اراضي لذلك. 6) تحديد اسعار الادوية، وضرائب السكن والكهرباء والمياه. 7) منع خصخصة الاماكن والمرافق السياحية العامة. 8) ان تكون الصحة مجانية للجميع وكذلك التعليم وبيوت الراحة، المصحات الطبية ومخيمات الاطفال الصيفية. 9) الاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية، فسبعة عشر ونصف بالمئة من السكان هم روس. 10) التصدي للفاشية. 11) الوحدة الاقتصادية مع روسيا، كازخستان وروسيا البيضاء.
لقد كانت تغطية اعلامية جيدة وكثيرة لاعمال المؤتمر، لكن على المستوى الرسمي اكتفى التلفزيون الرسمي الاوكرايني بنبأ عابر وسريع عن المؤتمر مرفق ببعض الصور السريعة. وكان اهتمام اعلامي بتحية الحزب الشيوعي الاسرائيلي للمؤتمر حيث اشيد بمواقف حزبنا المبدئية والصحيحة تجاه القضايا الاساسية، وبدورنا الاممي ودورنا في الحركة الشيوعية العالمية ومواقفنا غير المساومة ضد الامبريالية الامريكية والصهيونية، وطرحنا الصحيح من اجل السلام العادل في المنطقة.

(يركا)

د. عبد الله ابو معروف
السبت 19/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع