إلى حبيب فارس: أهلاً بك في عيترون



 

 

بعد أربعة وثلاثين عاماً
كبرت يا حبيب
صار قلبك أكبر
تطلّ عليّ كقارّة أستراليا البهيّة
تحمل ثقافة الغربْ
ولكنّي أراك في تلّ الزّعتر
منهمكاً في حزب...
أقارن بين الصّورتين
فأراك أجمل ما تكونْ
كيف خلق الله الكونَ
وغيّرنا، يا الله ما أطيب الإنسانَ
مهما كان!
لن تغيبَ بعدَ الآن عنّي
لقد حضرتَ وأنا كنتُ مشتاقاً لحضورك.
ماذا جرى في هذا العمر؟
هذا النهر المتدفّقُ الجارف
جرف قلبي، دحرجه، أدماهُ
أوجعني ورسيتُ قرب صخرةٍ
أنتظر النّماءْ
هي أرضُنا المعطاءُ كالغيومْ
مدرارةٌ بالقمح
والتبغ
والعواطف النّبيلة
هي حقولنا تحملُ ندوب الحربْ
ما أشرف هذي الندوبْ!
جبالُنا مسرح ٌ للمحتلّ كانت، أتذكرُ؟
واليوم صخرُها مقاومْ

***

يا حبيبُ لو شاهدتهم
وهم يموتون من أجل أرضنا
يجوعون، ينامون في الخنادق والكهوفْ
قلبي لهم مخبأ ومتّسعْ
لا خوف بعد الآن
فوردُنا غزيرْ، وقمحنا تلالْ
وماؤنا عبيرْ
اللحنُ الجميلُ يوشوشُ في الجبالْ
والحقولْ
سنعيشُ في هذه الأرض الحبلى
بالزنودْ
سنموتُ فيها شرفاءْ
هي أمّنا
ما أطيبَ حليبَها!
ما أطيبَ أريجها!
ما أطيب رصاصها!
في كلّ بيت بندقيّة مقاومة
والتّلالُ في أمانْ
والمدرسة في فرحْ
لا تهابُ العدوانْ
كانت دبّاباتُهم عقاربْ
واليومَ هم أرانبْ
حلمي الجميلُ
أن يعمّ السّلام في وطني
أن يعي الأقزامُ قيمة الكرامْ

***

مسمّمةٌ نفوسهم، ذاقوا حلاوة الأعداءْ
لم يستوعبوا الشّرف والكرامة
والدّفاع عن الأرضْ
كانوا عبيدَ الدولار والشّيكل
ونحن كرَمُ الأرض، ديناميتُها
صناديق ذخيرتها

***

العمرُ زهرةٌ تورقُ لا ينضبُ وردُها
فلنكمل المشوارْ
فالصّخرُ في عيترونَ لهبْ
والوديانَ غلالْ
والزّنود فوّاحةٌ
مقاومةْ

***

لنا النّصرُ، لنا الغدُ
لنا الغيومُ الكريماتُ
لنا الشّبابُ الشرفاء
ولنا الدّبكة في ساحة البركة
القديمة
عربونَ وفاءٍ لدم الشهداءْ

تيسير حيدر
السبت 19/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع