إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل
القنطار يؤكّد على صحة درب المقاومة، مقابل درب الخنوع



* نصر الله: زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات * الرئيس اللبناني: "فرحتنا تكتمل فقط بتحرير باقي الأرض اللبنانية المحتلة"* والدة سمير القنطار: دقيقة تختصر 30 سنة من الانتظار* الحزب الشيوعي يفخر ويهنئ بـ"اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين، وبإكبار الوطن، باستعادة رفات الشهداء الأبطال"* د. حنين في أعقاب صفقة التبادل: ليطلق سراح البرغوثي فورا مقابل غلعاد شليط*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- انتهت مساء أمس عملية تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، بعد أن انهت اسرائيل عملية التعرف إلى جثماني جندييها اللذان أسرهما حزب الله اللبناني قبل سنتين، حيث سمح التعرف النهائي على الجثمانين، بنقل الأسرى اللبنانيين المحرّرين الخمسة، وعلى رأسهم عميد الأسرى اللبنانيين والعرب، سمير القنطار.
وعبر الأسرى المحرّرون الخمسة المعبر الحدودي في الناقورة، باتجاه الأراضي اللبنانية، حيث أجري لهم استقبال رسمي عسكري شعبي حاشد، ارتدوا خلاله الزي العسكري، ومن هناك نقلوا في ثلاث مروحيات تابعة للجيش اللبناني على مطار بيروت الدولي للاحتفال الرسمي بإطلاق سراحهم، حيث ألقى رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشيل سليمان كلمة بالمناسبة، تعبيرًا عن الوحدة اللبنانية في هذا اليوم، حيث "تختفي كافة الانقسامات" كما قالت مصادر لبنانية مختلفة. وقال سليمان: "فرحتنا تكتمل فقط بتحرير باقي الأرض اللبنانية المحتلة".
ووصل الأسرى المحرّرون، في وقت لاحق، إلى ملعب في ضاحية لبنان الجنوبية، للاحتفال الشعبي بتحريرهم، حيث ألقى سمير القنطار كلمة، أكّد فيها على صحّة درب المقاومة، مقابل درب الخنوع والتبعية. ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة من أجل النجاح في دحر الاحتلال.
ونقلت محطة تلفزيون "المنار" الناطقة باسم حزب الله صور عبور قافلة من سيارات الاسعاف ترفع علم المنظمة الدولية معبر الناقورة حيث كان يقف وفيق صفا المسؤول في حزب الله عن لجنة الارتباط والتنسيق.
والاسرى المحررون الخمسة هم عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار، العضو في جبهة التحرير الفلسطينية الذي حكم عليه في اسرائيل في 1980 بالسجن 542 عاما واربعة عناصر من حزب الله اسرتهم اسرائيل في معارك حرب صيف 2006 وهم خضر زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان.
وبدأت اسرائيل وحزب الله صباح أمس الاربعاء عملية تبادل اسرى ورفات بينهما حيث سلم حزب الله اسرائيل جثتي اثنين من جنودها كان أسرهما في العام 2006 وتسلم رفات نحو 199 مقاتلا لبنانيا وفلسطينيا ومن جنسيات عربية اخرى، من بينها رفات الشهيدة دلال المغربي، الفلسطينية التي قادت مجموعة من الفدائيين ونفذت عملية احتجاز ركاب حافلة اسرائيلية لتبديلهم مع أسرى فلسطينيين، في العام 1978، وقتلت خلال العملية.
وبموجب صفقة التبادل تسلم حزب الله ايضا خمسة اسرى لبنانيين تفرج عنهم اسرائيل بعد تأكدها من رفات جندييها.
وقال وفيق صفا المسؤول في حزب الله عن لجنة الارتباط والتنسيق لعملية مفاوضات التبادل، صباح أمس لقناة المنار الناطقة باسم حزب الله في الناقورة قرب الحدود اللبنانية الاسرائيلية: "نقوم الان بتسليم الجنديين اللذين اسرتهما المقاومة وبقي مصيرهما مجهولا حتى اللحظة رغم الحرب التي شنتها اسرائيل (2006) لاستعادتهما ورغم الضغوط الدولية لكشف مصيرهما". وتبين في وقت لاحق أنّ الجنديين ميتين.
وظهر على شاشة التلفزة نعش الجندي الاول تلاه نعش الجندي الثاني يتسلمهما الوسيط الالماني غيرهارد كونراد وفيهما جثتا الداد ريغيف وايهود غولدفاسر.
من ناحيتها، سلمت اسرائيل حزب الله رفات سبعة من مقاتليه سقطوا صيف عام 2006 وجثمان الفلسطينية دلال المغربي، كما اكد مصدر في الحزب.
ودلال المغربي التي كانت تنتمي الى حركة فتح قادت العام 1978 عملية كوماندوس نوعية داخل الاراضي الاسرائيلية اسفرت عن 36 قتيلا.
ورفات هؤلاء الثمانية هي من ضمن صفقة التبادل التي تشمل استعادة رفات 199 مقاتلا غالبيتهم من احزاب لبنانية غير حزب الله ومن فصائل فلسطينية وبينهم من يحملون جنسيات عربية اخرى قتل معظمهم قبل الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982.
وفي حين اعلن رئيس الحكومة ايهود اولمرت منذ فترة ان الجنديين الاسرائيليين ليسا على قيد الحياة، ابقى حزب الله مصيرهما مجهولا تماما حتى لحظة الكشف عن نعشيهما.


وامام منزلي الجنديين ايهود غولدفاسر والداد ريغيف في نهاريا وكريات موتسكين في شمال اسرائيل، تجمع العديد من الاشخاص وبدأوا بالبكاء لدى رؤيتهم على التلفزيون مشاهد النعشين الاسودين اللذين وضعت فيهما جثتي الجنديين.
وتحدث جميع المعلقين الاسرائيليين أمس الاربعاء عما وصفوه بـ"لا انسانية" حزب الله الذي انتظر حتى آخر لحظة لتأكيد مقتل الجنديين.
وتحدث كثيرون في اسرائيل عن ثمن باهظ دفعته اسرائيل في مقابل استعادة رفات جندييها.
وصفقة التبادل هذه هي الثامنة من نوعها بين حزب الله واسرائيل منذ 1991.
وتجري مراسم التبادل عند رأس الناقورة على جانبي الحدود بين البلدين.
واطلق حزب الله على عملية التبادل هذه اسم "الرضوان" تيمنا بعماد مغنية (الحاج رضوان) القيادي العسكري البارز في الحزب الشيعي والذي اغتيل في دمشق في شباط واتهم الحزب اسرائيل بقتله.
وعزز الجيش اللبناني انتشاره على الطريق الممتدة بين صور والناقورة وضاعف نقاط التفتيش عليها.
ورفعت على طول الطريق اعلام الاحزاب التي ينتمي اليها العائدون احياء وامواتا وهي الاعلام الحمراء رمز الحزب الشيوعي والصفراء رمز حزب الله والخضراء رمز حركة امل، بينما صدحت الاناشيد الوطنية الفلسطينية من المخيمات الفلسطينية في صور.
واعلنت الحكومة اللبنانية الاربعاء يوم عطلة بمناسبة عملية التبادل.

 

نصر الله: زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات

وسط حشد ضم مئات الآلاف في ملعب الراية اختلطت فيه أعلام لبنان وفلسطين وكذلك أعلام »حزب الله« وباقي الأحزاب والقوى اللبنانية التي انخرطت في مراحل مختلفة في المقاومة، وبعد دقائق من اعتلاء الأسرى الخمسة منصة الاحتفال، وصل السيد حسن نصر الله، في ظل إجراءات أمنية مشددة حيث حيا الجمهور وصافح وعانق الأسرى، قبل أن يرتجل كلمة قال فيها إن زمن الهزائم قد ولى وجاء زمن الانتصارات ولبنان لا يمكن أن تلحق به هزيمة بعد الآن.
مسافة زمنية قصيرة على مغادرة السيد نصر الله، ألقى سمير القنطار كلمة مرتجلة، قوطعت مرارا بالتصفيق والهتاف، واستذكر فيها كل الشهداء الذين سقطوا، خاصاً السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والقائد عماد مغنية، ووجه تحية خاصة الى رئيس لبنان المقاوم إميل لحود (الذي كان أول السياسيين الواصلين الى ملعب الراية). ودعا الفصائل الفلسطينية الى الوحدة على قاعدة برنامج أساسي واحد ووحدة الأهداف المقاومة القادرة على تحقيق النصر. وبعد انتهاء كلمة القنطار أطل السيد نصر الله عبر شاشة عملاقة، وتحدث الى الأسرى واللبنانيين والعرب في خطاب استحضر فيه تضحيات كل المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب الذين سبقوا »حزب الله«، وقال إن هذا التراكم والاستمرارية يدلان أن الهوية الحقيقية والأصلية والراسخة والثابتة لمنطقتنا وأمتنا هي هوية وإرادة وثقافة المقاومة، وأن راية المقاومة لا تسقط بل تنتقل من يد الى يد تأكيدا لذلك الجوهر الحقيقي المقاوم.
وتناول نصر الله قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب وقال انه من غير الجائز أن ينفض العالم يده منهم، متحدثا عن رسالة بعث بها الى الأمين العام للأمم المتحدة في ما يخص الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم بعد فترة ضمن صفقة التبادل.
وأعلن نصر الله أننا نصر من الآن وصاعدا على أن تشارك الدولة وكل الفرقاء في حماية البلد، وقال إننا سنطالب كل الفرقاء بالمشاركة هذه ومن يتخلف عن ذلك يكن خائنا.
وقال السيد نصر الله إننا جاهزون للتعاون في مناقشة كل الملفات ومنفتحون على مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، أضاف ان لبنان وطن جدير بأن يضحي الإنسان بدمه وأولاده من أجل رفعته وكرامته.
وإذ أيد نصر الله كل كلمة وردت في خطاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في استقبال الأسرى في مطار بيروت، أكد على وجوب لم الشمل وتجاوز الحساسيات، داعيا الى الاستفادة من الفرصة الجديدة المتاحة أمام الجميع من أجل معالجة كافة المشاكل.
وقال إن لا أحد يدخل الى الحكومة من أجل أن يكايد أو يناكف أو يعطل، الجميع يدخلها من أجل أن يشارك في شكل فعّال وجاد في حل مشكلات البلد الأساسية.

 

 

 

*والدة سمير القنطار: دقيقة تختصر 30 سنة من الانتظار*

وعبرت والدة سمير القنطار عميد الاسرى اللبنانيين الذي افرجت عنه اسرائيل الاربعاء، عن ارتياحها اثناء مشاهدة الصور الاولى لعودة ابنها الى لبنان، مؤكدة ان هذه اللحظة التي تعيشها مكافأة "30 سنة من الانتظار".
وقالت سهام القنطار (71 عاما) التي عجزت عن ضبط مشاعرها في حديث مع صحافيي قناة "المنار" التابعة لحزب الله "الحمد لله على سلامته. نحن بانتظاره. اريد ان اراه وان اقبله".
واضافت: "انها دقيقة تختصر 30 سنة من الانتظار، لم افقد الامل يوما".
كما قالت: "اهدي هذه اللحظة الى جميع المقاتلين والجنود الذين يحرسون الحدود"، وهي تتابع عودة ابنها عبر شاشة عملاقة الى جانب عائلات الاسرى الآخرين في مطار بيروت حيث وصل لاحقا في ساعات مساء أمس.
وادين سمير القنطار الناشط في جبهة التحرير الفلسطينية عام 1980 بخمسة احكام بالسجن مدى الحياة و47 عاما اضافيا لقتله ثلاثة اشخاص في اسرائيل.
وامضى القنطار قرابة 30 عاما في السجون الاسرائيلية.
ونفذ القنطار عملية عام 1979 في شمال اسرائيل قام فيها بقتل شرطي واتخاذ مدني اسرائيلي وابنته رهينة ثم قتلهما، بحسب القضاء الاسرائيلي.
وتم الافراج عن القنطار واربعة اسرى آخرين بموجب صفقة لتبادل الاسرى والرفات بين اسرائيل وحزب الله.
وسلم حزب الله اللبناني صباحا رفات الجنديين الاسرائيليين ايهود غولدفاسر والداد ريغيف اللذين اختطفهما عام 2006 الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وتحول منزل ام جبر وشاح في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة الاربعاء الى مزار لتقبل التهاني بافراج اسرائيل عن الاسير اللبناني سمير القنطار الذي يعتبر ابنها بالتبني.
وتقول هندومة وشاح (ام جبر) التي تبلغ من العمر 72 عاما وهي تستقبل مئات الفلسطينيين المهنئين في بيتها وسط المخيم "فرحتي اليوم اكبر من فرحتي بالافراج عن ابني جبر رفيق درب البطل سمير القنطار".
وكانت اسرائيل افرجت عن جبر وشاح بعد قضائه 15 عاما في السجون الاسرائيلية بتهمة الانتماء الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ايلول 1999.
وعبرت هذه الام وهي تحتضن صورة للقنطار كتب عليها "سمير القنطار موعد مع الحرية" عن سعادتها للافراج عنه وعن اربعة من رفاقه، لكنها عبرت عن الاسف لعدم تمكنها من السفر الى لبنان لاستقباله.
واكدت ام جبر التي وزعت الاربعاء الحلوى الفاخرة على المهنئين انها كانت تزور سمير باستمرار في السجون التي اعتقل فيها وآخرها هداريم (شمال).
وقالت "انه ابني مثله مثل جبر" مثمنة "الدور البطولي والوطني لسماحة السيد حسن نصر الله (امين عام حزب الله اللبناني)".
وكانت ام جبر تسلمت درعا من حزب الله لا تزال تحتفظ به، عندما زارت لبنان وعائلة القنطار التي بقيت على تواصل معها في عام 2004.
ودرجت امهات الاسرى الفلسطينيين على تبني رفاقهم العرب وخاصة اللبنانيين وزيارتهم بشكل مستمر في السجن بسبب منع اسرائيل ذويهم من زيارتهم.
ويعبر جبر وشاح وهو نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة من جهته عن سعادته للافراج عن رفيقه سمير.
ويقول جبر "يجب ان يتم الافراج عن كافة الاسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الاسرائيلي".
وفي المنزل رفعت صورة كبيرة لسمير القنطار وصورة اخرى تجمع جبر وشاح والقنطار في السجن.
ووصل الى منزل ام جبر عشرات النساء والاطفال الذين اطلقوا الزغاريد وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا اسير".
وتحرص ام جبر كعشرات النساء من زوجات وامهات الاسرى الفلسطينيين على المشاركة في الاعتصام الاسبوعي التضامني مع الاسرى الذي يقام كل اثنين في مقر منظمة الصليب الاحمر في غزة.
ومن بين الوافدين الى منزل ام جبر كان اسماعيل هنية رئيس الوزراء الذي هنأها بالافراج عن ابنها بالتبني سمير القنطار.
وقال هنية "نحن نشهد عملية كبرى (..) اليوم هو يوم عظيم سجل فيه نصر لتحرير الاسرى وجثامين الشهداء".
واضاف هنية امام الصحافيين في منزل ام جبر "نحن مصممون على تحقيق صفقة مشرفة واخراج اسرانا" مشددا انه على الاسرائيليين ان "يعلموا بانهم سيدفعون الثمن مقابل التبادل".
وفي جباليا في شمال قطاع غزة شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة نظمتها حماس احتفالا بالافراج عن الاسرى اللبنانيين.
وخلال التظاهرة رفعت صور للاسرى الفلسطينيين وللقنطار.
ورحبت الفصائل الفلسطينية في بيانات منفصلة بالافراج عن الاسرى اللبنانيين واعتبرته "انتصارا للمقاومة".


*د. حنين في أعقاب صفقة التبادل: ليطلق سراح البرغوثي فورا مقابل غلعاد شليط*

عقب د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، على صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله بالقول: "تنفيذ الصفقة يؤكد مجددا أنه لم يكن ما يبرر المماطلة بابرامها في وقت سابق، ويجب التعلم منها أنه من الخسارة تضييع الوقت فكل لحظة تحمل معها المعاناة الزائدة!".
وكرر د. حنين دعوته للحكومة بالتوصل إلى اتفاقية تبادل للأسرى، يطلق بموجبها سراح أسرى فلسطينيين وعلى رأسهم المناضل مروان البرغوثي، مقابل تحرير الجندي غلعاد شليط.
هذا وكان د. حنين قد دعا إلى تبادل الأسرى منذ الأيام الأولى لأسر الجنديين الاسرائيليين، وحذر في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، في 17.7.06 من خطورة الدعوات لاستغلال اختطافهما للخوض في المستنقع اللبناني وأكد في حينها أن إطلاق سراح الأسرى لا يتم إلا من خلال المفاوضات وفي صفقات تبادلية وحذّر من الدعوات الحربجية قائلا: "الاختطاف مأساة، ولا مكان لصناعة الأرباح على حساب المآسي وأصحابها".

 


الحزب الشيوعي اللبناني يفخر ويهنئ باطلاق سراح الاسرى والمعتقلين، وباكبار الوطن، باستعادة رفات شهدائه الأبطال

أصدر الحزب الشيوعي اللبناني، بواسطة أمينه العام د. خالد حدادة، بيانًا، بخصوص إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل. وفيما يلي نص البيان:
وبعد سنتين، وفي الذكرى الثانية لصمود تموز الكبير، يستكمل الشعب اللبناني، وتستكمل مقاومته انتصارها باطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار. وكذلك باطلاق سراح جثامين شهداء المقاومة ليعودوا الى تراب الوطن، الذي من أجله استشهدوا، من اجل تحريره قاوموا، ومن أجل حياة كريمة لوطنهم ولأبنائهم اسروا واستشهدوا.
إن الحزب الشيوعي اللبناني، إذ يهنئ الاسرى وعائلاتهم والمقاومة بهذا الانتصار، الكبير يتوجه بالتحية لذكرى شهداء الوطن كلهم وبشكل خاص ذكرى شهدائه الثمانية الذين لا زالت جثامينهم معتقلة لدى العدو، وهم الشهداء الياس حرب، حسام حجازي، ميشال صليبا، حسن علي موسى، جمال ساطي، فرج الله فوعاني، إياد قصير، حسن ضاهر. الذين اشتاق تراب الوطن لاحتضانهم منتظرين ان يكونوا بين الجثامين العائدة.
إن هذه المناسبة، هي حكما مناسبة للوحدة الوطنية وللفرحة الوطنية العامة، ولكنها فرحة يجب ان تستلزم تقييما شاملاً لقواعد الانتصار الذي تكتمل احدى حلقاته اليوم...
إنها مناسبة للإقرار الجماعي بنهج المقاومة، من أجل التحرير ومن أجل تحصين الوطن وحمايته ارضًا وبحرا وجوا بالتكامل مع منطق الدولة المقاومة المحددة بوضوح لأعدائها والمتمسكة بقوة بوحدة أرضها والمتصدية للخرق اليومي لسيادته من قبل العدو الاسرائيلي، والمنطلقة بشعار السياسة الدفاعية منطلق التكامل بين المقاومة والدولة السيدة وليس من منطق زج موضوعة المواجهة مع اسرائيل في اتون الفتن الطائفية المذهبية في الداخل والمستدرجة لتسخيف فعل المقاومة ومنهجها...
إن هذه المناسبة هي فرصة من أجل التفكير الجماعي بضرورة استكمال فعل المقاومة التحرري بفعل تغيير دمقراطي يؤسس لبناء وطن حقيقي، تسوده العدالة والمساواة وتحكمه انظمة دمقراطية حقيقية بعيدة عن اشكال الفرز المذهبي والطائفي، وطن علماني عربي، دمقراطي يليق بالعائدين الابطال الاسرى والشهداء
إنها فرصة لإعادة النظر بالسياسة الاقتصادية الاجتماعية التي اغرقت وطن الاسرى والشهداء بالديون وجوعت آباءهم وأبناءهم... إنهم جديرون بالعودة الى وطن محصن اقتصاديا كما في الجانب الوطني والسياسي، وطن يعمل لنمو اقتصاده المنتج ويؤمن فرص عمل لأبنائه ويحكمه منطق العدالة الاجتماعية..
إننا نتوجه لرفاقنا واصدقائنا في كل المناطق اللبنانية، للانخراط النشيط في عرس استقبال الاسرى وجثامين الشهداء الى اية منطقة واي سياسة انتموا، فهم جميعا اسرى الوطن وشهداؤه.
إن العودة الظافرة وتأكيد الانتصار الكبير هو تأكيد لحقيقة ان من يحب الحياة، هو القادر على مقاومة الموت.

الخميس 17/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع