مسيرة العودة في الذكرى الستين لتهجير صفورية
*بركة: لم يورثونا ولن نورثكم الأرض، ولكنه أورثونا الذاكرة، ونحن ننقلها إليكم من جيل إلى جيل *جرايسي: شعبنا بات قادرا على منع تكرار جريمة تهجير 1948 *طه: لا يمكن التنازل عن حق العودة، ونشد على ايدي القيادة الفلسطينية التي لم تتنازل عنه* جرت مساء اليوم الثلاثاء، مسيرة العودة في الذكرى الستين لتهجير قرية صفورية، كبرى قرى فلسطين التي تم تهجيرها، وقد طافت شوارع في منطقة "الصفافرة" في مدينة الناصرة، بمشاركة حشد من الأهالي وخاصة الجيل الناشئ، والنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي والنائب واصل طه، من التجمع الوطني الديمقراطي، وأمين محمد علي، رئيس لجنة المهجرين القطرية. وحمل المشاركون يافطات عليها أسماء قرى تم تهجيرها وتدميرها في العام 1948، إضافة إلى شعارات تؤكد حق العودة، واختتمت المسيرة باجتماع خطابي، افتتحه عضو لجنة التراث والعودة إلى صفورية، عبد موعد، بكلمة رحب فيها بالحضور، أكد على حق العودة إلى القرى المهجرة، كما هو حق كافة لاجئي شعبنا الفلسطيني. وألقى رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي كلمة، قال فيها، إن شعبنا وعلى مدى سنوات الستين خاض النضال من أجل البقاء والتشبث بالوطن وحقق إنجازات على مستوى الوعي وعلى المستوى اليومي، وبات قادرا على منع تكرار جريمة التهجير التي جرت في العام 1948. وبعث جرايسي بتحياته إلى آلاف وعشرات آلاف لاجئي قرية صفورية في الشتات ومخيمات اللاجئين وبشكل خاص في لبنان وسورية، وتحدث بتأثر عن لقائه بمجموعة كبيرة من لاجئي صفورية، من عائلة بركة، سوية مع النائب بركة في الامارات قبل أسابيع قليلة، حيث لمس بوضوح تشبث العائلة بحق العودة وبالذاكرة، وهذا ما يمكن لمسه من الممارسة اليومية للعائلة، وحتى على مستوى مصدر رزقها، إذ أن أحد أبناء العائلة حرص أن تكون فيها مزروعا قرية صفورية التاريخية، وخاصة شجر الرمان وغيرها. وقال جرايسي، إن شعبنا نجح في الحفاظ على الذاكرة ونقلها من جيل إلى جيل، بشكل مثير للاعتزاز والاحترام. ثم القى النائب واصل طه (تجمع) كلمة قال فيها إن حق العودة هو حق لا يمكن لأية جهة أو قائد فلسطيني أن يتنازل عنه، واضاف، إن القيادة الفلسطينية التي تجري المفاوضات لم تتنازل عن هذا الحق، ومن هنا نشد على أيديها في هذا الموقف المبدئي. ودعا طه إلى ترسيخ حق العودة في نفس كل طفل، لكي لا نتنازل عنه في أي مرحلة، وأن نتمسك بالنضال من أجل هذا الحق الذي نصت عليه كافة المواثيق الدولية. وتحدث طه أيضا عن لقائه بعائلات من صفورية في سورية، مثل عائلة موعد، وغيرها من العائلات في لبنان. وألقى الشيخ عبد السلام مناصرة كلمة، تحدث فيها عن تجربته الشخصية كطفل في فترة التهجير من قريته أندور، وحيا جمعية تراث صفورية على دأبها بإحياء الذكرى سنويا، ودعا جميع لجان المهجرين بحذو حذوها. وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، أبن قرية صفورية، الذي حيا المشاركين، وعبر عن اعتزازه بحشد الجيل الناشئ الذي يشارك في هذه المسيرة، كتأكيد على أن الذاكرة تنتقل من جيل إلى جيل، ولا يمكنها أن تضيع، وقال، إن الآباء والأجداد لم يورثونا الأرض التي صودرت، ونحن لن نورثها لكن بالتالي، ولكنهم أورثونا الذاكرة والرواية الحقيقية، ونحن بدورنا ننقلها لكن بأمانه لتنتقل من جيل إلى جيل. وتابع بركة قائلا، إننا ننقل الذاكرة والرواية ليس على أمل العودة، لأننا لا نأمل فقط بل نعمل من أجل العودة، وهذا ما يجب أن يستمر، فالأمل لوحدة في طياته نوع من الخيبة، ولكننا نعمل من أجل تحقيق الأمل. وأكد بركة قائلا، قد يكونوا نجحوا في مصادرة الأرض، ولكنهم مهما زيفوا من أسماء المكان فإنه لن يكون بمقدورهم تزييف تضاريسه ومناخه ومياه القسطل فيه، فهذه شواهد المكان، وهذه الشواهد التي تعرف اصحابها وابنائها، وهم يعرفونها. واختتما بركة كلمته قائلا، إننا اليوم في الخامس عشر من تموز نحيي ذكرى صفورية ولكن سيأتي اليوم الذي يكون فيه هذه اليوم هو يوم العودة صفورية، لأننا مصرون على حقنا.
الأربعاء 16/7/2008 |