رسالة الجاحظ الى طلاب جامعة حيفا



الجاحظ من ابرز الكتاب في العصر الذهبي للعرب وهو صاحب "البيان والتبيين" و"البخلاء" وهنالك عدة رسائل كان يرسلها الى طلابه، وكل رسالة تحتوي على مضمون معين، في قيم الحياة ومفهومها ورسالة الانسان في هذا العالم المتعدد الجوانب.
لقد نسينا الميراث والارث، اثر النكبة واثر تركيا التي حكمت العرب أربعمائة سنة، ثم تلاها الانتداب ثم اسرائيل والاسرلة، والفواتير المتراكمة في صندوق البريد. لقد انغلق العقل واسدل ستاره على لب الثقافة العربية، وحلت الثقافة الاستهلاكية مكانها، ونسيناها في كنوز الحضارة العربية التي وصلت الاندلس تحت شعار الانفتاح على الآخرين والبناء والعمران وخير شاهد على ذلك غرناطة اشبيلية وقرطبة ثم قصر الحمراء وقصر الشجرة التي تعتبر من عجائب الدنيا السبع.
عندما أفَل نجم العرب في الاندلس وهدمت بغداد على يد التتار وحرقت مكتبتها، بدأت الملل والحلل والشيع تطفو على السطح كحالنا اليوم (التاريخ يعيد نفسه) فتفسخت الامة العربية، وظهر المتعصبون والاصوليون وبدلوا الاعلام من: خضر مرابعنا، حمر مواقعنا، سود ليالينا، بيض مواضينا. فكف العرب عن الازدهار والانفتاح وحملوا الرايات الخضراء وحتى التسمية للخلفاء تغيرت من هارون الرشيد الى المأمون، والمعتصم الى الحاكم بأمر الله، وناصر الله، والمنتصر لله وهنا بدأ التراجع الفكري والثقافي والتقوقع في صومعة الدين وانكار ابناء الوطن وتبديل العلم من الوانه الاربعة الى اللون الواحد.
الويل لك ايتها الاجيال الصاعدة. خيولكم ربضت في صحاريها، وعُلقت على اشجار النخيل، اما صواريكم فقد تجمدت في قعر المحيطات ونساءكم رهن العبودية.
استيقظوا ايها الطلبة العرب، ولا تتقوقعوا في منابتكم ومشاربكم ودينكم إذ "لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى"، املأوا الصناديق بالواوات.. وافتحوا قلوبكم الى كل شريف بغض النظر عن المنبت والمشرب فانه إرث باهظ علينا صعب التحرر منه.
الى اللقاء مع نصركم ايها الجبهويون..


(حيفا)

عايدة حوراني- نصر الله
الأربعاء 16/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع