*حماس: رواية المخاطر الأمنية هي اختراع إسرائيلي لمنع الزيارة، وكان على بلير أن يرفض هذه المزاعم الساذجة*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- ألغى توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الاوسط، أمس الثلاثاء، زيارة لقطاع غزة كانت ستجعله أرفع مسؤول غربي يزور القطاع منذ سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليه قبل عام.
وقال مسؤولون من الامم المتحدة في غزة بعد ان أعلنوا الغاء الزيارة ان بلير ما زال يأمل زيارة القطاع مستقبلا لكنهم لم يحددوا موعدا جديدا.
وصرح متحدث باسم مبعوث الشرق الاوسط بأن قرار بلير الغاء زيارة الثلاثاء نتج عن "تهديد أمني".
وقال المتحدث: "اضطر السيد بلير للأسف لتأجيل زيارته لغزة بسبب تهديد أمني محدد جعل الشروع فيها أمرا مستحيلا...وهو يأمل أن يتمكن من الذهاب لغزة في المستقبل".
وذكر مصدر دبلوماسي اسرائيلي ان وزير "الأمن" ايهود براك ابلغ بلير ان "هناك خطرا قد يتشكل خلال دخوله قطاع غزة".
ومن جانبه صرح سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية، حماس، بأن قوات الأمن التابعة لحماس اتخذت اجراءات لضمان سلامة بلير.
وقال ان رواية المخاطر الأمنية هي اختراع اسرائيلي لمنع الزيارة وانه كان على بلير ان يرفض هذه المزاعم الساذجة.
وقال مسؤولون فلسطينيون وغربيون ان بلير لم يكن يعتزم مقابلة أي من زعماء حماس التزاما بالمقاطعة التي تقودها الولايات المتحدة للحركة الاسلامية الفلسطينية بسبب "رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف".
وعين رباعي الوساطة للسلام في الشرق الأوسط الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة بلير في منصب مبعوث الشرق الاوسط منذ عام، وتتركز مهمته على الجوانب الاقتصادية لدعم فرص ابرام اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين في العام الجاري.
وكان من المتوقع ان يتفقد بلير مشروعا دوليا للتنمية بشمال القطاع.
ووصل أعضاء كبار من فريق بلير الى معبر إيرز مع قطاع غزة في الصباح وانتظروا هناك ساعتين قبل الاعلان عن الغاء الزيارة. ولم يكن بلير معهم.
وقال ضابط اتصال اسرائيلي ان اسرائيل لم تمنع موكب بلير من دخول غزة حيث يسرى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية منذ يوم 19 حزيران.
وقال بيتر ليرنر: "بلير دبلوماسي رفيع ولا يحتاج تفويضا منا بدخول غزة".
وصرح مسؤولو حماس قبل الاعلان عن الغاء الزيارة بأنهم يعتبرون قرار بلير زيارة القطاع دليلا على خروج حركتهم من العزلة الدولية. وقال اسماعيل رضوان وهو متحدث باسم حماس في بيان نشر أول أمس الاثنين في موقع مؤيد للحركة على الانترنت ان الزيارة المتوقعة تثبت استقرار الوضع الأمني في غزة وقال ان الحركة تتخذ "كل الترتيبات الامنية الضرورية".
وكان بلير قد زار قطاع غزة وهو يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا عام 1998 ولم تزر قطاع غزة أية شخصيات غربية بارزة تذكر باستثناء مسؤولي الامم المتحدة منذ أن سيطرت حماس على القطاع في شهر حزيران 2007.