بعد إقرارها أمس نهائيًّا في الحكومة:
صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله صباح اليوم !



*"الأخبار" اللبنانية: أحد الجنديين الاسرائيليين الأسيرين، ميت بشكل مؤكّد، وحالة الآخر غير معروفة* الحزب الشيوعي اللبناني يفخر ويهنئ باطلاق سراح الاسرى والمعتقلين *

حيفا- مكتب "الاتحاد"- أقرت الحكومة، في جلسة استمرت عدّة ساعات، يوم أمس الثلاثاء، صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله التي تشمل إطلاق خمسة أسرى لبنانيين على رأسهم عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، وعدد من الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى جثث مقاتلين عرب قتلوا في خلال مواجهات مع إسرائيل، مقابل جنديين إسرائيليين أسرهما حزب الله قبل حرب لبنان في تموز 2006، وأشلاء جنود قتلوا في هذه الحرب.
ومهدت إسرائيل أول أمس الاثنين للصفقة عندما نقلت مصلحة السجون أربعة من الأسرى المعتقلين لديها وهم ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان لينضموا إلى سمير القنطار المسجون في سجن هداريم، تمهيدا لنقلهم جميعا إلى معبر رأس الناقورة، في عملية التبادل التي تقرر أن تبدأ صباح اليوم الأربعاء.
وبموجب الاتفاق- وهو الثامن من نوعه بين إسرائيل وحزب الله منذ العام 1991- ستسلم إسرائيل أيضا رفات مائتي عربي قتلوا في الحروب مع إسرائيل وسيعيد حزب الله رفات جنود إسرائيليين قتلوا في جنوب لبنان عام 2006.
وفي مقابل الإفراج عن الأسرى اللبنانيين الخمسة ستستعيد إسرائيل اثنين من جنودها أسرا في هجوم شنه حزب الله عبر الحدود، ولم يعرف بعد مصير الجنديين ايهود جولدفاسر والداد ريجيف ولم تصدر عن حزب الله أي تصريحات عن حالتهما، في حين رجح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مقتلهما. إلا انّ صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نشرت أمس تقريرًا مطوّلا، أشارت فيه إلى أنّ الجنديين أصيبا خلال عملية الأسر، وأنّه تبين أنّ أحدهما قتل عند إخراجهما من الجيب العسكري، أما الآخر فلم تعرف حالته!
وبعد الضوء الأخضر الحكومي يفترض أن يصدر رئيس الدولة شمعون بيرس عفوا عن المعتقلين اللبنانيين.
وتأتي الصفقة بعد أن أكد حزب الله أن الملاح الجوي الإسرائيلي رون أراد- الذي اختفى بعد نزوله من طائرته بمظلة خلال حملة قصف على لبنان عام 1986- لم يعد على قيد الحياة، وهو ما اعتبره أولمرت أول أمس الاثنين أثناء لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في باريس بأنه "غير كاف".
وكانت إسرائيل تعتبر القنطار آخر "ورقة مساومة" لمعرفة مصير أراد.
وتتم الصفقة بوساطة ضابط مخابرات ألماني بموجب تفويض من الأمم المتحدة.

 

* * *

 

الحزب الشيوعي اللبناني يفخر ويهنئ باطلاق سراح الاسرى والمعتقلين 

أدلى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني د. خالد حدادة، بالتصريح التالي:

 

وبعد سنتين، وفي الذكرى الثانية لصمود تموز الكبير، يستكمل الشعب اللبناني، وتستكمل مقاومته انتصارها باطلاق سراح الأسرى وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار. وكذلك باطلاق سراح جثامين شهداء المقاومة ليعودوا الى تراب الوطن، الذي من أجله استشهدوا، من اجل تحريره قاوموا، ومن أجل حياة كريمة لوطنهم ولأبنائهم اسروا وإستشهدوا.

إن الحزب الشيوعي اللبناني، إذ يهنئ الاسرى وعائلاتهم والمقاومة بهذا الانتصار، الكبير يتوجه بالتحية لذكرى شهداء الوطن كلهم وبشكل خاص ذكرى شهدائه الثمانية الذين لا زالت جثامينهم معتقلة لدى العدو، وهم الشهداء الياس حرب، حسام حجازي، ميشال صليبا، حسن علي موسى، جمال ساطي، فرج الله فوعاني، إياد قصير، حسن ضاهر. الذين اشتاق تراب الوطن لإحتضانهم منتظرين ان يكونوا بين الجثامين العائدة.

إن هذه المناسبة، هي حكماً مناسبة للوحدة الوطنية وللفرحة الوطنية العامة، ولكنها فرحة يجب ان تستلزم تقييماً شاملاً لقواعد الانتصار الذي تكتمل احدى حلقاته اليوم...

إنها مناسبة للأقرار الجماعي بنهج المقاومة، من أجل التحرير ومن أجل تحصين الوطن وحمايته ارضاً وبحراً وجواً بالتكامل مع منطق الدولة المقاومة المحددة بوضوح لأعدائها والمتمسكة بقوة بوحدة أرضها والمتصدية للخرق اليومي لسيادته من قبل العدو الاسرائيلي، والمنطلقة بشعار السياسة الدفاعية منطلق التكامل بين المقاومة والدولة السيدة وليس من منطق زج موضوعة المواجهة مع اسرائيل في اتون الفتن الطائفية المذهبية في الداخل والمستدرجة لتسخيف فعل المقاومة ومنهجها...

إن هذه المناسبة هي فرصة من أجل التفكير الجماعي بضرورة استكمال فعل المقاومة التحرري بفعل تغيير ديمقراطي يؤسس لبناء وطن حقيقي، تسوده العدالة والمساواة وتحكمه انظمة ديمقراطية حقيقية بعيدة عن اشكال الفرز المذهبي والطائفي، وطن علماني عربي، ديمقراطي يليق بالعائدين الابطال الاسرى والشهداء

إنها فرصة لإعادة النظر بالسياسة الاقتصادية الاجتماعية التي اغرقت وطن الاسرى والشهداء بالديون وجوعت آباءهم وأبناءهم... إنهم جديرون بالعودة الى وطن محصن  إقتصادياً كما في الجانب الوطني والسياسي، وطن يعمل لنمو اقتصاده المنتج ويؤمن فرص عمل لأبنائه ويحكمه منطق العدالة الاجتماعية..

إننا نتوجه لرفاقنا واصدقائنا في كل المناطق اللبنانية، للإنخراط النشيط في عرس استقبال الاسرى وجثامين الشهداء الى اية منطقة واي سياسة انتموا، فهم جميعاً اسرى الوطن وشهدائه.

إن العودة الظافره وتأكيد الانتصار الكبير هو تأكيد لحقيقة ان من يحب الحياة، هو القادر على مقاومة الموت.

الحزب الشيوعي اللبناني

الأربعاء 16/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع