مناهضة العولمة محك لمحاربة الفقر والمجاعة!
في الليلة الاولى من افتتاح قمة رؤساء مجموعة الدول الثماني الصناعية في اليابان لجأ رؤساء الدول الامبريالية الى مكيجة مسرحية "شر البلية ما يضحك" بمشاركة عدد من الرؤساء الافارقة لأخذ صورة مشتركة تعكس "وحدة" الجلادين مع ضحاياهم. فبدعوة الرؤساء الافارقة التي تعاني بلدان وشعوب قارتهم الافريقية السمراء اكثر من غيرها من بلدان وقارات المعمورة من مآسي الفقر والمجاعة والتخلف الاقتصادي، بدعوتهم اراد رؤساء مجموعة بلدان الثماني بث رسالة سياسية تضليلية الى الرأي العام العالمي والافريقي مدلولها الاساسي ان هذه المجموعة "قلبها مقطوع" حزنا مع اوضاع الافارقة المزري وانهم يطرحون على اجندة مؤتمرهم معالجة قضايا الفقر والمجاعة وارتفاع اسعار الاغذية والنفط التي تعاني منها غالبية البلدان الافريقية، وسريعا ما اتضح انها كانت مسرحية خداع وتضليل واكاذيب ووعود عرقوبية، فقد وعد ارباب العولمة الرأسمالية الافارقة بمعونة مالية تبلغ اكثر من عشرين مليار دولار لتشجيع التنمية الزراعية وخاصة زراعة الحبوب من قمح وذرة، وان هذه المجموعة ستعمل على استقرار اسعار الاغذية والنفط؟! ولكن يبقى السؤال ما هي الضمانة لتجسيد هذه الوعود والقرارات! فالتجربة الممارسة لتثبت انهم كذابون ولا يؤتمن جانبهم، ففي مؤتمر قمة سابق لرؤساء دول مجموعة الثماني هذه عقد في العاصمة الاسكتلندية في العام الفين وخمسة تقرر مساعدة الدول النامية، وخاصة الافريقية، بخمسين مليار دولار، ولكن هذا القرار والوعد بقي حبرا على ورق ولم ينفذ!! تم كيف يمكن تطوير التنمية الزراعية في افريقيا وزيادة مساحات الاراضي المزروعة بالحبوب ومختلف انواع اخضراوات في وقت تمارس فيه الدول الصناعية المتطورة سياسة تمييز في اسعار المواد الزراعية المستوردة من البلدان النامية وفي وقت تغمر فيه اسواق البلدان النامية، ومنها البلدان الافريقية بالسلع والمواد الغذائية عالية الاسعار! وكيف يمكن دفع عملية التنمية الاقتصادية والزراعية في البلدان الافريقية وفي وقت ادت فيه اصابع الشر والتدخل الامبريالي وخاصة الامريكي والفرنسي، الى تأجج الصراعات والحروب الدموية في السودان والصومال وتشاد وجيبوتي وارتيريا واثيوبيا، حروب تدمر الاخضر واليابس، كما تدمر احتمالات التنمية الاقتصادية والزراعية. كيف يمكن محاربة الغلاء الفاحش في اسعار النفط والمواد الغذائية التي تصعد ازمة الفقر والمجاعة في القارة السوداء وعالميا في وقت لم تجر فيه معالجة جذرية لعوامل اساسية كانت ولا تزال من اسباب ارتفاع الاسعار مثل انخفاض السعر التبادلي للدولار، سعر صرفه كمقياس اساسي على ساحة تقييم اسعار النفط والسلع الغذائية. انطلاقا من هذه الحقائق اكدنا دائما، ونؤكد اليوم اكثر انه بدون اقامة نظام اقتصادي ومالي عالمي جديد، نظام لا يكون رهينة بأيدي الدولار كنقد عالمي اساسي وبأيدي الطابع الهمجي التمييزي للعولمة الرأسمالية، بدون اقامة نظام عالمي قائم على العدل والمساواة لا يمكن معالجة قضايا الازمة الحارقة التي تواجه البشرية، ازمة الطاقة والغذاء والاحتباس الحراري، ممارسة الفقر والمجاعة. اكدنا ونؤكد اليوم ان مناهضة الطابع الوحشي للعولمة الرأسمالية وتغيره جذريا المحك الاساسي لنجاح الجهود المبذولة والبرامج المخطط لممارسة الفقر والمجاعة وازمة الطاقة والاحتباس الحراري. الاتحادالخميس 10/7/2008 |