الـحــريــق الآتـــي !



هدّدت إحدى شخصيّات النظام الإيراني، أمس، بحرق تل أبيب والأسطول الأمريكي في الخليج في حال القيام بأية عملية عسكرية ضد إيران.

إيران تهدد بإحراق تل أبيب وسفن أميركية إذا هوجمت  

طهران- وكالات- هددت إيران "بإحراق" تل أبيب والأسطول العسكري الأمريكي في الخليج في حال شن هجوم على منشآتها النووية، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس الأمريكي جورج بوش مجددا أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن علي شيرازي ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لدى الحرس الثوري قوله في كلمة أمامهم إن "أول رصاصة يطلقها الأمريكيون على إيران سيعقبها قيام إيران بإحراق مصالحهم الحيوية في كل أنحاء العالم".
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن "النظام الصهيوني يضغط حاليا على قادة البيت الأبيض لتحضير هجوم على إيران"، مضيفا أنهم "إذا ارتكبوا حماقة كهذه سيكون رد إيران الأول إحراق تل أبيب والأسطول الأمريكي في الخليج".
ولم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل اللجوء إلى القوة ضد إيران لوقف برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أنه يخفي شقا عسكريا تحت غطاء إنتاج الطاقة.
ويأتي تصريح شيرازي بينما يجري الحرس الثوري مناورات بحرية في الخليج لتحسين "القدرات القتالية لوحدات بالستية وبحرية"، كما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.
وفي وقت سابق هدد قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري "الأعداء بضربات قاضية" في الخليج في حال حصول هجوم على إيران، وقال إن "تكتيكات (..) الحرب الخاطفة لسفن الحرس الثوري لن تترك أي فرصة للأعداء".
كما أطلق رئيس أركان الجيش الإيراني تحذيرا مماثلا من أن بلاده قد تغلق مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره نحو 40% من النفط العالمي، إذا تعرضت مصالحها للخطر.
وفي القدس رفض مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الحكومة إيهود أولمرت التعليق على التهديد بضرب تل أبيب، وقال فقط: "كلمات شيرازي تعبر عن نفسها".
وتعهدت إسرائيل وهي القوة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط، بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
وفي نيسان الماضي قال وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعيزر- وهو جنرال سابق في الجيش ووزير "الأمن" الأسبق- لوسائل إعلام إسرائيلية، إن "أي هجوم إيراني سيثير رد فعل عنيف من جانب إسرائيل وسيدمر الدولة الإيرانية".
وكثفت تصريحات شيرازي الحرب الكلامية التي أثارت مخاوف من مواجهة عسكرية، وأسهمت في رفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية في الأسابيع القليلة الماضية.

ويأتي هذا التصريح في ظل مناورات عسكرية تجريها وحدات حرس الثورة الإيرانية، التي بدأت يوم أمس، لفحص جاهزية هذه الوحدات أمام أي هجوم على إيران.
ولسنا في هذا الصدد هادفين إلى انتقاد التصريحات الايرانية، فهي تدخل في مصاف الحرب النفسية، المشتعلة منذ مدة طويلة بين الطرفين، الإيراني من جهة، والأمريكي الإسرائيلي من الجهة الثانية، إلا أنّ هذه التصريحات لا يمكن أن تخدم المصلحة الإيرانية، بأي شكل من الأشكال، خاصة وأنّ النوايا الحربية الأمريكية الإسرائيلية واضحة في التصريحات الإسرائيلية، وفي الشكل الذي تجري فيه الأمور منذ فترة، خاصة على صعيد التحركات الأمريكية في المنطقة.
ويمكن أن نضع التحركات الأمريكية في الساحة الأوروبية، في سياق استعداداتها للحرب المقبلة، على ما يبدو، ضد إيران، فلا يمكن تفسير وضع الرادار في الجمهورية التشيكية، والعمل على وضع منصات صاروخية في بولندا، إلا في سياق الاستعدادات الحربية الأمريكية، فبالإضافة إلى الجانب الاستراتيجي الذي تجني الولايات المتحدة فائدته من وضع هذا الرادار، ومن وضع المنصات الصاروخية، والمتمثل بالتضييق على روسيا في ساحتها الغربية، هناك الجانب التكتيكي المتمثل بالضغط على إيران، والاستعداد لأي هجوم إيراني محتمل، ردًّا على هجوم، بات شبه مؤكّد، عليها.
على إيران اليوم، الاستعداد للدفاع عن نفسها في حال تعرّضت للهجوم، ولكن عليها من الجهة الأخرى أن تحاول درء هذا الهجوم بالوسائل السلمية، لأنّه، وإن كان في غير صالح الولايات المتحدة وإسرائيل، فهو في غير صالحها أيضًا، وهنا تكمن الحاجة الإيرانية في العمل على منع هذا الهجوم من الوقوع.

الأربعاء 9/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع