الدول الثماني، وارتفاع الأسعار!
في الأيام القريبة، وفي حين سيضطر كل منا إلى أن يدفع من جيبه وعلى جلده ثمن ارتفاع سعر برميل النفط إلى رقم قياسي جديد يصل إلى 150 دولارا للبرميل، تنعقد في اليابان، غدا الاثنين وحتى يوم الأربعاء، قمة الدول الثماني ومن المتوقع أن تخصص أبحاثها حول "قلقها من الصعود القياسي في أسعار المواد الغذائية والنفط"! وهذا الموضوع أمر قد يبعث للوهلة الأولى الراحة في الصدور فـ"ها هم الكبار" يشمرون عن سواعدهم لحل المعضلة التي باتت تؤرق الكثيرين وقذفت بأعداد هائلة من المواطنين حول العالم إلى ما تحت خط الفقر. وتفيد مصادر موثوقة إلى أن هذه الدول لن تكتفي بابداء قلقها إنما ستدعو إلى تعزيز مصادر الطاقة البديلة- وهذه المعلومة أيضا مثيرة للفرح للوهلة الأولى. ونحن اذ نتوقع ارتفاعا حادا في منسوب "المعلومات المفرحة" الصادرة علنا عن أعمال القمة أو المتسربة عنها سرا، نعبر عن اشمئزازنا من تصرف هذه الدول وكأنها ضحية وتبحث عن حل لهذه المعضلة العالمية. إنها تتصرف كعامل محايد حط من كوكب آخر ليحل مشاكل كوكبنا- وكأنها ليست جزءا من المشكلة، وكأن سياسة أخرى غير سياستها ومطامع أخرى غير مطامعها هي التي أدت إلى هذا الارتفاع المجنون بأسعار النفط والأغذية. إننا لا نتوقع مفاجآت من هذه القمة ولا حلولا سحرية، فهي ستقرر بلا شك استثمار المزيد من الأموال في الدول المنتجة للنفط للتنقيب والبحث عنه، وستستثمر المزيد أيضا، في الدول الزراعية لتوفير الأغذية اللازمة، وبذلك فإنها تعزز من قبضتها على أعناق الدول النامية لمص خيراتها وخيرات شعوبها للتخلص من كابوسها.. علينا أن نقول بانه لا كابوس إلا هذه الدول وسعيها وراء مصالحها على حساب البشرية وخيراتها. الأحد 6/7/2008 |