قبيل انطلاقها غدًا:
إجراءات أمنية مشددة وتباين التوقعات بشأن قمة الثماني



سابورو (اليابان)- وكالات- اشتبكت الشرطة اليابانية مع متظاهرين ضد العولمة في مدينة سابورو التي ستستضيف قمة مجموعة الثماني غدًا الاثنين، وفي هذه الأثناء تباينت التوقعات بشأن المواضيع التي سيبحثها زعماء الدول الغنية وما إن كان سيتم التوصل إلى تسويات فاعلة بخصوص الأزمات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وأفادت مصادر صحافية في طوكيو بأن السلطات اليابانية فرضت إجراءات أمنية مشددة ونشرت عشرات الآلاف من رجال الأمن للحيلولة دون تأثير الاحتجاجات على أعمال القمة السنوية لأكثر الدول ثراء وهي ألمانيا، وكندا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، واليابان، وروسيا.
وندد المتظاهرون بالسياسات الاقتصادية والبيئية لمجموعة الثماني التي تهيمن على قمتها أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعار النفط. كما اعتقلت الشرطة أربعة من المحتجين.
وأوضحت المصادر الصحافية أنه من المرجح أن تنجح اليابان بوصفها مسؤولة عن تنظيم القمة في الحصول على موافقة الدول الغنية على خفض معدلات الانبعاث الحراري إلى النصف مع نهاية عام 2050 الأمر الذي سيكون له تأثير على أسعار النفط والغذاء في العالم.
وأضافت هذه المصادر أن اليابان ستضغط على المؤتمرين في هذا الاتجاه خصوصا أن طوكيو نجحت في الحصول على موافقة مبدئية بهذا الصدد من الرئيس الأميركي جورج بوش الذي سيصل للمشاركة في أعمال القمة ويجتمع قبل ذلك بالمسؤولين اليابانيين.
وتعتزم مجموعة الثماني الصناعية الكبرى مراقبة أسواق النفط العالمية للحد من دور المضاربات في صعود أسعار النفط العالمية. وجاء في مسودة البيان الختامي المنتظر صدوره عن قمة دول الثماني المقبلة، تأكيد هذه الدول قلقها من الصعود القياسي في أسعار المواد الغذائية والنفط. كما سيشدد قادة القمة على ضرورة تعزيز مصادر الطاقة البديلة.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنها ستعرض على قمة الثماني مجموعة من التدابير لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم. وأكدت ميركل أهمية التعامل بشفافية أكبر في أسواق النفط من أجل الحد من دور المضاربات في زيادة الأسعار. 
ومن جهته حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون مجموعة الثماني من "الركون إلى الانعزالية" قائلا إن التهديد المحدق بالاقتصاد العالمي يتطلب في المقابل الإسراع بمكافحة التغير المناخي والفقر.
وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان نشرت أمس السبت شدد براون على الحاجة لعمل موحد في الغرب لتقليل الاعتماد على الوقود الحفري وزيادة إنتاج الغذاء في الدول النامية. وقال براون: "ما لم نساعد الدول الفقيرة كي تصبح أكثر ازدهارا من خلال التعليم والتنمية الصحية والاقتصادية فسنراكم مشكلات الظلم العالمي".
وفي السياق ذاته يرجح خبراء أن احتمالات إحراز اختراق حاسم في ملف المناخ ضئيلة بسبب غياب النية المشتركة لدى الدول الصناعية الكبرى، فقد أعلنت المجموعة طموحات لا تتجاوز الحد الأدنى.
وقال خبير أوروبي إن "المشكلة تكمن في غياب دور ريادي، فالاتحاد الأوروبي الذي قاد هذا التحرك حتى الآن محرج في المفاوضات بسبب قانونه الجديد حول المناخ والطاقة. أما الولايات المتحدة فهي مشغولة في حملتها الانتخابية". وأضاف: "ختاما، أدى ارتفاع أسعار النفط الحاد إلى نقل النقاش إلى مسألة أمن الطاقة".
يذكر أن مجموعة الثماني أعلنت في ختام قمتها العام الماضي في منتجع في ألمانيا، أن "الاقتصاد العالمي في وضع جيد". لكن بعد سنة فقط تضاعف سعر النفط وزادت نسبة التضخم وواجه النظام المالي العالمي أسوأ أزمة في تاريخه، مما أرغم مجموعة الثماني على مراجعة توقعاتها.

الأحد 6/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع