ربــع مليــون توقـيــع، حملـة غير مسبوقـة منذ قيام الدولة



في الوقت الذي انشغل فيه المواطنون اليهود في قضايا أيقاف إطلاق الصواريخ من غزّة، وإرجاع غلعاد شليط، تبادل الأسرى مع حزب الله، مغلفات تالينسكي وغيرها، فإنّ الكثير من المواطنين العرب اهتموا بأمر آخر حدث قبل ثماني سنوات: أكتوبر 2000 ومقتل ثلاثة عشر مواطنا (من بينهم قتيل من الضفة الغربية).
منذ أن أعلن المستشار القضائي للحكومة قبل ثلاثة أشهر عن إغلاق الملفات، شرعت لجنة المتابعة (التي تضم أعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية العربية وشخصيات جماهيرية) بتوقيع المواطنين العرب في الجليل والنقب والمثلث على عريضة تطالب بإقامة لجنة تحقيق حيادية بمشاركة مختصين دوليين، من أجل استخلاصات مجددة في أحداث أكتوبر 2000.
المبادر لهذا الاقتراح هو سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أيمن عودة، ومنذ انطلاقة الحملة، قبل شهرين، وقّع عليها ربع مليون مواطن عربي بالغ. هذه حملة غير مسبوقة منذ قيام الدولة ولكنه لم ينل الاهتمام الإعلامي العبري بما يليق به.
هناك اقتراح في لجنة المتابعة للسير على الأقدام من الناصرة حتى القدس لتقديم العرائض، وهذه ستكون المسيرة الاحتجاجية الأكبر في تاريخ البلاد.
إن شعور المنخرطين في إنجاح حملة التواقيع هو أن لجنة أور، وبعد ذلك لجنة لبيد، لم يعدلوا في تعاملهم مع أسر الشهداء بشكل خاص والمجتمع العربي بشكل عام.
اعتقد ممثلو الجمهور العربي، ومركز "عدالة" بشكل خاص، أن لجنة أور ستتعامل معهم كجسم رسمي، كما تمّ التعامل في قضية "الأحد الدامي" في مدينة ديري الإيرلندية سنة 1972، ولكن هذا لم يتحقق.
إن الشعور السائد في الجمهور العربي هو أن قرارات لجان التحقيق جاءت لإسكات الجمهور العربي وليس من اجل إحراز استخلاصات حقيقية ومعاقبة الجناة.
إن حقيقة الأمر أن الذي بادر وأعلن عن العريضة هو سكرتير الجبهة لم يجعل الآخرون يتحمسون بالشكل اللائق، فجمعت الجبهة 190 ألف توقيع وجمعت باقي الأحزاب 60 ألفا، ولكن هذا أثبت أيضا أن قوة الجبهة التنظيمية ما زالت متينة.
ثمة ثلاثة حوادث مؤسسة في العلاقة بين الجمهور العربي والدولة بعد النكبة، وهم: كفر قاسم 1956، يوم الأرض 1976، وأحداث أكتوبر 2000، - والشعور السائد لدى المواطنين العرب هو أنهم يجب أن لا يسكتوا بل أن يناضلوا بشكل علي ضد القرارات المتعسّفة من وجهة نظرهم.
من الجدير الإنصات لمطلبهم وسماع ألمهم، حتى لو أن الأمر تمّ قبل ثماني سنوات، وحتى لو اعتقد البعض أننا يجب أن لا نحفر في الماضي.

* نقلا عن "يديعوت أحرونوت"

يهودا ليطاني
السبت 5/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع