لقطع الطريق على حكومة إسرائيل



نفّذ فلسطيني من صور باهر، أمس، عملية، في مدينة القدس الغربية، بجرافة، استخدمها لدهس مارّة في الشارع، وصدم حافلات وسيارات، ادت إلى مقتل أربعة أشخاص، منهم منفذ العملية، وجرح عشرات آخرين.
وعلى الرغم من تنديدنا بهذه العملية، ورفضنا لها من مبدأ رفضنا للمس بالأبرياء، إلا أنّه ليس بالإمكان فصلها عن الواقع السياسي في المنطقة، خاصة في ضوء التهدئة، التي أبرمت بين حماس وإسرائيل.
فالرفض الإسرائيلي للتهدئة في الضفة الغربية أيضًا، والتصميم على الاستمرار في الممارسات الاحتلالية في مدن وقرى الضفة الغربية، واعتقال المقاومين، وقتلهم، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات، وشق الشوارع لهذه المستوطنات، وما إلى ذلك من ممارسات احتلالية، كان من الواضح والمفهوم أنّه سيقود إلى قيام شخص فلسطيني، أو أكثر، بالسعي إلى الانتقام على هذه الممارسات.
وهنا، يمكننا القول إنّ ردّ الفعل الاسرائيلي الرسمي حول هذه العملية، والدعوات الإسرائيلية المختلفة، من اليمين و"اليسار" إلى هدم منزل منفذ العملية، سوف يصب في ما سبق ذكره من ممارسات احتلالية مرفوضة، لا يمكن أن تفيد التهدئة، أو جهود التوصل إلى هدنة واتفاق. وهكذا، نستطيع أن نصل إلى نتيجة مفادها أنّ الممارسات الاسرائيلية لا تبتغي شيئا، سوى القضاء على التهدئة، التي ليست في صالحها، فهي تريد أن تظهر أمام العالم وكأنّها ملتزمة بالاتفاق، وأنّ الفلسطينيين هم من خرقوه، على الرغم من أنّ ممارسات جيشها ومستوطنيها في الضفة الغربية تشير إلى واقع آخر، هو أنّ إشعال النار من جديد، هو هدف هذه الحكومة.
فممارسات الجيش والمستوطنين في الخليل، وفي القرى والمدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، سوف تخرج أكثر من فلسطيني، للانتقام، مثلما فعل منفذ عملية يوم أمس الاربعاء، وهذا ما سوف يؤدي إلى إشعال المنطقة من جديد.
ولا بد لنا من ملاحظة حول التنظيم المدعو بـ"أحرار الجليل"، والذي تبنى هذه العملية، وهو "تنظيم" ينشط حسب المزاعم المنتشرة، في أوساط المواطنين العرب في إسرائيل، وهنا الخطر، فاستمرار المسؤولين عن هذا "التنظيم" بنشر الشائعات حول تنفيذه عملية هنا وأخرى هناك، تخدم فقط أعداء الجماهير العربية، ولا تؤدي إلا إلى وضع هذه الجماهير في خانة الدفاع عن نفسها أمام المحرّضين والمتطرفين، وعلينا أن ننبذ هذه الظاهرة من داخلنا، إن وجدت، لئلا نخدم مصالح اليمين الاسرائيلي المتطرف.

الخميس 3/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع