رسالة



إلى عطر الروح الذي ينساب من وريد الأرض ،إلى نسمات حلقت على شرفات عينيك يا ولدي ، إلى نبضات الفؤاد التي تُسْكِر المساء في الليالي الدافئة.إلى الصمت المعشش في ثنايا روحي .
يستفزني حنيني إليك في لحظات الوجد يا ولدي  ،وأسافر عبر رياحين اشتياقي
 لاشمشم رائحة الدفء في ثنايا ثوبك،وأغازل ليالي حزيران وتموز، منتظرة رنين الهاتف يأتيني محملا بأكاليل صوتك ،الذي يشبه رنين القلب عند الغروب ،والشمس تعانق الشفق المسافر إليك.
بارد صيفنا............ باردة جدران غرفتك وهي تعانق ملصقاتك الهامسة الضاحكة تنتظر لمسات أناملك وحنينك. وأنت ترتمي بحجري كطفل صغير ينتظرني لأداعب خصلات شعره،ويهمس لي ارو يني من حنانك يا أماه فأنا مشتاق إلى دفئك ..إلى حبك إلى رائحة الأمومة  في ثنايا عطرك ..............
إليك يا ولدي رسائل الروح ،المنبثقة من جسد الروح ،لتنام على أديم غربتك ،لكي تتجسد تحت قدميك جسرا ،يحمي خطواتك . وتسير يا بني فوق أنهر الغربة ،كأنك تسير على انهر أوردتي ،وتلامس شغاف القلب لتحيطك من كل سوء ،ومن كل شر.
همسات الغربة يا ولدي......... لها طعم النوم المبلل بالأرق الصيفي،ولها طعم الجرح الصامت فوق أحاسيس الألم ...........فأنت يا ولدي ابن استأنس العلم بجوار وسادته، منذ كنت طفلا تراقص أحلام طفولتك. وتلك الخرابيش الطفولية التي ما زالت تعانق أوراقك البيضاء ،التي تنام في حجر خزانتك تنتظر جدار عيادتك
لتزينه، وأنت  بني .....أخذت طريق احتراف التفوق، منذ كنت تناغم أحلام أمك على أنغام هطول المطر في ليالي كانون الدافئة .ونسافر أنا وأنت فوق أجنحة الحلم.
حملتك طيور السلامة ،وأعادتك جذرا راسخا في قلب العلم لتروي به تراب وطنك المجروح.  

إلى قرة عيني وجدي
عياشي
أمك التي تحبك وستبقى تحبك
وفاء عياشي بقاعي
2008-6-27

وفاء عياشي بقاعي
الخميس 3/7/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع