«أوبك» قلقة من «استقرار الطلب» مستقبلاً: السياسة وضعف الدولار يرفعان سعر النفط
اعتبرت منظمة «اوبك»، امس، ان المشكلات السياسية وضعف الدولار الأميركي هما العاملان الرئيسيان وراء ارتفاع أسعار النفط، مبدية قلقها من الركود الذي قد يتسبب في التخلي عن الاستثمارات في القدرات الإنتاجية، وذلك فيما ربطت وكالة الطاقة الدولية الأسعار القياسية بالفارق بين العرض والطلب ومخاوف من عدم توافر مخزون كاف في المستقبل. وقال رئيس منظمة «أوبك» شكيب خليل أمام المؤتمر العالمي التاسع عشر للنفط المنعقد في مدريد، ان «المشكلات السياسية وضعف الدولار الأميركي هما العاملان الرئيسيان وراء ارتفاع أسعار النفط وتنبغي معالجتهما لتهدئة سوق الخام». وأشار الى ان المنظمة «قلقة من استقرار الطلب» في المستقبل، مشدداً على ان الركود قد يتسبب في التخلي عن الاستثمارات في القدرات الإنتاجية. وتحدث شكيب ايضاً عن تبعات توجيه ضربة عسكرية الى ايران، قائلا انه إذا نفذت طهران تهديدها بوقف صادراتها النفطية، فإن «اوبك» لن تكون قادرة على التعويض. وذكر «من الواضح إنك اذا حجبت أربعة ملايين برميل يومياً عن السوق فإنك ستواجه مشكلة كبيرة. لا أرى من يستطيع تعويض هذا بما في ذلك أوبك». وترى «اوبك» ان ارتفاع اسعار النفط يدفع الى استغلال حقول جديدة في دول غير أعضاء في المنظمة. كذلك تخشى المنظمة ان يدفع ارتفاع الفاتورة النفطية، اضافة الى الاهتمامات البيئية التي تبديها الدول الغنية، بتلك الدول الى خفض استهلاكها. وقد أبدت أيضاً تخوفها من تباطؤ النمو العالمي وبالتالي من استهلاك النفط. وتعتبر هذه المواقف مناقضة تماماً لمواقف الدول المستهلكة التي تواجه ارتفاعا كبيرا في اسعار برميل النفط (تجاوزت امس 143 دولاراً) يهدد توازناتها الاقتصادية، وتطالب باستثمارات في القدرات الإنتاجية، معربة عن القلق من تطور العرض النفطي، الذي ترى انه سيكون غير كاف في المستقبل. في مقابل ذلك، اعتبرت وكالة الطاقة الدولية ان إمدادات النفط العالمية ستزيد بمعدل أبطأ من المتوقع حتى العام 2013 بما يجعل الطاقة الإنتاجية الاحتياطية محدودة، رغم ضعف نمو الطلب. وحذرت من تباطؤ «كبير» لزيادة العرض على النفط اعتباراً من العام 2010 في حين يتوقع ان يزداد النمو الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط. وفي حال تأكد سيناريو الوكالة الدولية للطاقة، فإن الطلب على النفط لدعم انتعاش النمو في العالم، سيزداد في الوقت الذي سيتراجع فيه العرض ما ينذر بارتفاع جديد على أسعار النفط. واعتبرت الوكالة الدولية أنه يجب ألا تعتبر المضاربة «كبش محرقة» لارتفاع أسعار النفط الناجم عن الفارق بين العرض والطــلب ومــخاوف من عدم توافر مخزون كاف في المستقبل. وأوضــحت «ان تحميل المضاربة مسؤولية ارتفاع اسعــار النــفط هو تبســيط للأمــور»، معتبرة ان الأسباب الحقيقية وراء ذلك هي قوة نمو الطلب إلى جانب نقص المعروض وطاقة التكرير. وفيما قال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري إن العرض يزيد على الطلب في سوق النفط وإنه ليس بوسع منظمة «اوبك» أن تفعل شيئاً لخفض الاسعار، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده مستعدة لزيادة إنتاج النفط إذا طلب المشترون ذلك لكنها غير مستعدة لبيع نفطها بسعر مخفض، معتبراً أن الأسعار القياسية الحالية لا تعكس عوامل العرض والطلب الأساسية. (رويترز، أ ف ب، أ ب)