الطريقة التي عرضت فيها حركة حماس التهدئة كانت منقوصة العناصر. فالأصل ان يتم الاتفاق على تهدئة داخلية والتفاهم حولها ووقف الاعمال العدائية والقمعية ضد حركة فتح في غزة ثم الانطلاق الى عرض تهدئة موحد على إسرائيل، ولعلنا لاحظنا كيف ان حركة فتح في غزة استثنيت من المشاورات وكأنها غير موجودة. فغير الموجود قادر على العمل وإحباط التهدئة ان شاء وبالتالي فان استشارته كانت ضرورية بل ضرورة وطنية قبل ان تكون ضرورة للتهدئة.
ولهذا فان حركة حماس التي اقتبست خطاب السلطة الوطنية السابق وهي تدعو للحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني والتزام التهدئة طيلة السنوات الماضية، تجد نفسها ستأخذ الإجراءات التي اتخذتها السلطة وربما أشد منها ضد من يخرق التهدئة في غزة. وفي الوقت نفسه تنتقد السلطة لأنها تعتقل بعض المحسوبين على حماس في الضفة لحيازتهم أسلحة وتتهم السلطة بملاحقة المقاومة وسلاحها.
وهذا الوضع الغريب جاء نتيجة لحالة الانقسام ونتيجة لوجود مصلحتين متضاربتين. فلو كانت هناك تهدئة داخلية لاتفق الجميع على تهدئة مع إسرائيل من منطلق المصالح العليا للشعب الفلسطيني لكن يبدو ان المصلحة العليا في غزة تختلف عنها في الضفة والمصلحة التي تراها حماس هناك تختلف عنها في الضفة. ولهذا فإننا سنشهد ملاحقات لمن يقاوم في غزة إلا اذا عدنا الى التهدئة الداخلية التي يجب ان تواكب دعوة الرئاسة للحوار وإنهاء الانقسام. لأننا مهما كابرنا لن نستطيع خلق تهدئة مع الآخرين دون تهدئة مع النفس ولن نستطيع الحفاظ على المصالح الوطنية العليا لهذا الشعب طالما أننا لا نحدد ماهية هذه المصالح وسبل تحقيقها. لأن مقاوم الأمس يتحول الآن الى مطارد للمقاومين. ومهادن الأمس يتحول الى مقاوم وكأننا نقاوم ونهدئ نكاية ببعضنا وليس حفاظا على المصلحة العليا.
قليل من التأمل في هذا الوضع الغريب قد يتيح لكل ذي عقل ان يتفكر في حل لأزمتنا الداخلية يبدأ بالتهدئة مع النفس وينتهي بالتهدئة مع الآخرين.
الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس تفرج عن الناطق باسم كتائب شهداء الاقصى في قطاع غزة
حيفا- مكتب "الاتحاد"- اعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة يوم أمس الاثنين انه تم الليلة الماضية الافراج عن الناطق باسم كتائب شهداء الاقصى في قطاع غزة بعد اعتقاله لعدة ساعات.
وقالت وزارة الداخلية المقالة في بيان صحافي: "تم الافراج عن ابو قصي بعد التعهد بعدم العودة الى لغة التخوين والتشهير والتجريح او الطعن". وأكدت: "على ضرورة الالتزام الجميع بالتوافق والاجماع الوطني".
وقال ابو قصي واسمه الأصلي محمد ابو عرمانة لوكالة فرانس برس أمس الاثنين: "تم الافراج عني منتصف الليلة الماضية بعد اعتقال لعدة ساعات وتم استجوابي حول عدد من القضايا منها من يقف وراء خرق التهدئة ومن المسؤول عن اطلق الصواريخ على اسرائيل" مؤكدا انه لم يوقع "على اي تعهد".
وكان ابو قصي اعتقل ليل السبت الاحد بعد ثلاثة ايام على تبنيه باسم المجموعة التي ينتمي اليها اطلاق صاروخين باتجاه جنوب اسرائيل. وكتائب شهداء الاقصى منبثقة عن حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحذرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة من انها ستوقف اي شخص ينتهك التهدئة المبرمة مع اسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ في 19 حزيران.
وكانت كتائب الاقصى هاجمت في بيان منفصل حركة حماس واعتبرت ان التهدئة التي تفرضها حماس في قطاع غزة "خيانة وطنية" مشددة على ان "ما تمارسه حركة حماس من اجل فرض التهدئة وكأنها إجماع وطني ما هو الا خيانة وطنية استغلت حماس سيطرتها على قطاع غزة من اجل وهم اسمه الاعتراف بشرعية حماس".
في هذه الأثناء أفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان بأن 17 متظاهرا فلسطينيا أصيبوا يوم أمس الأول الأحد بجروح في تظاهرة ضد الجدار الذي تقيمه إسرائيل على أراضي قرية نعلين في الضفة الغربية.
وقالت المصادر إن احد المتظاهرين الفلسطينيين أصيب بالرصاص الحي في ذراعه، كما أصيب متضامن إسرائيلي برضوض شديدة في قدمه اليمنى نتيجة ضربه بالهراوات وأعقاب البنادق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تواجد بكثافة في منطقة التظاهرة.
وأشار عضو اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في نعلين صالح الخواجا إلى أن اثنين من الجنود الإسرائيليين أصيبا في هذه المواجهات التي وقعت عقب المسيرة السلمية التي تنظمها اللجنة يوميا.
وشارك حوالي 300 متظاهر فلسطيني مع متضامنين أجانب وإسرائيليين الأحد في التظاهرة التي تنظمها اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار يوميا، في محاولة لوقف أعمال التجريف التي تجريها إسرائيل في المنطقة الجنوبية لقرية نعلين.
وحسب اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الجدار، ستستكمل إسرائيل- في حال نجاحها بإقامة الجدار على حدود القرية- إغلاق المنطقة الغربية من مدينة رام الله.
حافظ الرغوثي
الثلاثاء 1/7/2008