إيران: هيكلة للحرس الثوري «استعداداً لاعتداءات محتملة»



إسـرائيل تحـرض الـوكالة الذريـة سـراً ضـد طهـران

أعلنت طهران امس، إعادة النظر في هيكلية قوات الحرس الثوري، وتعزيز قدراتها القتالية، وذلك عبر تشكيل فيالق جديدة لها في المحافظات، وزيادة روابطها بقوات التعبئة الشعبية، استعدادا لمواجهة اعتداءات وتهديدات «محتملة»، وذلك في وقت عمدت اسرائيل الى تحريض الدول الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد ايران، مؤكدة ان الخيار العسكري لا يزال قائما.
وقال القائد العام لقوات الحرس الثوري العميد محمد علي جعفري إنه «تم الإعداد لتشكيل 31 فيلقا في المحافظات لتعزيز القدرة القتالية لقوات الحرس». واضاف «الهدف من ذلك هو تعزيز القدرة القتالية لهذه القوات في العام» الذي أطلق عليه مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي «اسم عام التطور والازدهار».
وأكد جعفري ان «اعادة النظر في هيكلية قوات الحرس الثوري تعتبر ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها»، موضحاً ان «مهمة هذه القوات هي الدفاع عن الانجازات القيمة التي حققتها الثورة الإسلامية في مختلف المجالات... بينها الاستعداد للدفاع عن ثغور الوطن أمام الاعتداءات والتهديدات المحتملة». وقال إن «التجربة التي ادخرتها هذه القوات خلال ثلاثة عقود من الزمن أكدت ضرورة زيادة القدرة الدفاعية تماشياً مع المتطلبات الميدانية والحديثة».
في موازاة ذلك، دعا رئيس مجمع خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني، الغرب الى «اخذ تحذير ايران على محمل الجد». وقال في خطبة الجمعة في طهران، ان «سياسة الدول الغربية في ممارسة الضغوط على ايران سياسة خاطئة... وإيجاد المشاكل لإيران والمنطقة سيعود بالضرر على منتهجي هذه السياسة».
وأضاف الرئيس الايراني السابق متوجهاً الى الدول الغربية «انتم اصغر من ان تقرروا انه يجب تشجيع او معاقبة ايران... فقط بالامكان التعامل مع دولة مثل ايران من خلال اللغة السليمة والتفاوض ومناقشة المسائل بشكل منهجي». كما اعرب عن «اسفه» للاوضاع «الدامية» في العراق ولبنان وفلسطين، منتقدا «تصرفات القوات والدول الاجنبية في هذه البلدان».
وتطرق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى زيارته الاخيرة للسعودية. ووصف مشاركة الوفد الايراني في مؤتمر مكة حول حوار الاديان، بأنها كانت «ناجحة ومؤثرة للغاية»، مشيراً الى ان «علماء الوهابية المتطرفين احتجوا لدى الملك السعودي قائلين إنه: لقد فسحت المجال للإيرانيين ما ادى الى سمو الشيعة وايران... لكن بالطبع، فإن اغلبية العلماء الحاضرين في المؤتمر دعموا وشجعوا برامج الوفد الايراني».
وفيما اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، ان التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لايران «جزء لا يتجزأ من كيانها»، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي الحسيني انه «لا يمكن التكهن بتداعيات شن أي عدوان ضد ايران... من الصعب التحكم بمستقبل هذا العدوان».
وقال حسيني لصحيفة «لوس انجلس تايمز» الاميركية ان «اي شخص لديه أدنى نسبة من الحكمة ويتحلى بالمنطق السياسي، لن يجرؤ ابدا على القيام بمثل هذه الخطوة». وأضاف «اميركا والكيان الصهيوني اللذان يواجهان أزمة اقتصادية سياسية امنية وعسكرية خانقة، لا يمكنهما الدخول في مغامرة واسعة النطاق».
وكانت صحيفة «هآرتس» ذكرت امس ان مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية أهارون أبراموفيتش التقى الأربعاء الماضي سراً سفراء الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة النووية وحثهم على العمل بسرعة لوقف البرنامج النووي الإيراني. واعتبرت الصحيفة ان اللقاء نادر لان إسرائيل تعتبر الوكالة «جهة معادية».
ونقلت «هآرتس» ايضا عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله ان عددا من الحكومات الأجنبية طلبت في الأيام الماضية من إسرائيل، تفاصيل ومعلومات حول التدريب الكبير الذي أجراه سلاح الجو «استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية». وقال مصدر سياسي آخر رفض تاكيد اجراء المناورات قبالة اليونان «لا شك ان إيران والمجتمع الدولي يدركون الآن أن الخيار العسكري ما زال ماثلا على الطاولة».
(«السفير»، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)



السبت 28/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع