كَوْنْ لا زَمَنْ ـ 4



 

 

 

 

 

 

 

موقِفُ الكَونِ:1
أوقفَني وقال كُنْ لأكُنْ فكُنتُ ليَكُن فأُعْدِمَ. اتّكأنا على شَمسٍ بينَ ظُلمَتِنا ورَجّعنا قُدومَنا. الكَونُ لاكَونَ. الكونُ مِنْ كانَ. أوقفَني والتفَتَ إليْهِ ليراني. سائراً في يَراني رائياً في سَيْري.

 

موقفُ الزّمن:
أوْقَفَني وقالَ كُنْ لأَكُنْ فلم أكُنْ ولم يكُنْ فتكَوْنَنّا. احتفَيْنا بالضّوءِ استذْكَرْنا آتينا أشعلنا النِّسيانَ ودخّنا النّفسَ. انتشَرَ الزّمَنْ. أوقَفَني واستدارَ ليخرُجَ مِنّي إليَّ سَهماً لا ينحني. يَومَها كُنْتُ عائداً الى آتيه الغابرِ بعدَهُ فِيَّ.

 

موقفُ الكِبريت:
أوقَفَني وقالَ الشَّمسَ نفخَةً واحدة. العَماءُ وحدُهُ أبجديّةُ الحالِ عودُ ثقابٍ رأسي الجُنونُ خليّةً يكتُبُ خليّةً مُطلِقاً أعصابَ الكَونِ كبريتاً من العدَمِ. أوقفني أحتَرِقُ ليَبْتَرِدْ.

 

موقِفُ الصّمت:
أوقفني الحُروفُ تغرقُ والرّقائمُ موجٌ يتدافعُ. قال اندَفِعْ ألِفاً فلم أندَفِعْ فأغرقني وقالَ اندفِعْ ألِفاً فلم أندَفعْ فأغرقني وقالَ اندَفِعْ ألِفاً أنا ياءُكِ. ارتجفَ الصّمتُ وكانتِ الكلمةُ. أوقفني مُصغِياً إليَّ في كلمةِ الصّمتِ.

 

      قالتْ: باسمِهِ لنْ يُخزيكَ..
      قلتُ: من هو؟
      قالت: حينها تلتهم العَدَمَ
      قلتُ: من هو؟
      قالت: وتحلِبُ الفَراغَ نُجوما
      : من هو؟
      : وترفَعُ الوُجودَ إليكَ فيهِ
      : من هو؟
      قالت: هو أنتَ هو كلاكُما لا أحدْ
موقِفُ هيَ:
أوقفني وقالَ إن لم تَرَها لستَ فيّ. صورتي والجسَدُ مرآتي كأنها لا تنعكسُ إلاّ فيّ. فكرتي فيكَ مِنّي صدرُها يُرضِعُني حليبي ويُنجِبُ رَحماً فيّ لأخرُجَ مِنّي إليّ. الضّوءُ أحجيةٌ في زاويةٍ تتمارى فيّ صُعوداً. أوقفني. عَيْنُهُ تحدِّقُ في عيني بغَمْضَةٍ. ها هي.

 

موقفُ الأمْرِ:
أوقفني وقالَ كُنْ فارتبَكْتُ في الأمرِ فقال ارتبِكْ فارْتبَكْتُ فيما أرتَبِكْ فقالَ ها أنتَ كائنٌ فيما أنتَ عليهِ ومَضى.
صارَ الأمْرُ ماضِياً.

 

موقفُ الموت:
أوقفني في الموتِ فما رأيتُ سوى الحياةِ تسير في موكبٍ. الحياةُ والسّيرُ والموكِبُ ثلاثةٌ في واحدٍ.

 

      قالتْ: أغمِضْ عينيكَ!
      قلتُ: ليس في وجهي..
      قالت: أغلق ما ليسَ في وجهِكَ
      قلتُ: مُغلَقٌ ما ليسَ في وجهي
      قالت: ها هي الفاتحةُ
      : أين؟
      : فيكَ
      : أينَ؟
      : في جوفِكَ
      : جوفيَ صامتٌ
      : ألا تُصغي
      : كيفَ؟
      : هكذا.. بالضّوء.

وسام م. جبران
السبت 28/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع