خلال النقاش في الكنيست حول اقرار ميزانية الدولة للعام 2004:
بركة: كلما تسارع زوال الاحتلال تسارع زوال البؤس الاقتصادي والاجتماعي في هذه الدولة

* النائب بركة يبعث بتحية لرافضي الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- استمرارا لما صرح به وخلال النقاش الذي يدور في الكنيست منذ يومين لاقرار ميزانية الدولة للعام الحالي تطرق النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الدمقراطية والعربية للتغيير، مرة اخرى لقضية رافضي الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة الذين فُرض عليهم قبل يومين حكم بسنة سجن بسبب رفضهم الخدمة لاسباب ضميرية.
وقال النائب بركة في كلمته ان موضوع السلام وغيابه ومواصلة الاحتلال وهذه الميزانية السيئة كلها مواضيع مرتبطة ببعضها البعض ولكن قبل الحديث عن الميزانية هنالك مكان للحديث عن التيار السيء السائد في الدولة وعن الافراد الذين يسبحون ضد هذا التيار بكل صلابة وهنالك مجال للحديث عن الضمير الاسرائيلي الذي سيزج في السجن.
وتابع بركة حديثه حيث استغل منصة الكنيست لارسال تحية حارة للرافضين الخمسة الذين هم المنارة والضمير الحي في مجتمع يتنفس على القوة والعنف وقال ان هؤلاء الشباب كان بامكانهم ان يسلكوا الطريق العادية للتهرب من الخدمة ولكنهم وقفوا بصلابة امام المجتمع باكمله في هذه المرحلة الصعبة وقالوا انهم يرفضون ان يكون لهم ضلع في عمل الاحتلال والقمع والاذلال ضد الشعب الفلسطيني.
وعلى مسامع الحاضرين في الجلسة قرأ النائب بركة وثيقة صدرت عن اهالي الرافضين حيث قرأ ما جاء فيها وهو ان المحكمة العسكرية في يافا حكمت سنة سجن على رافضي الاحتلال الخمسة وهم نوعام باهاط وآدم مأور وحجاي مطار شمري تسميرت ومتان كامينر والذين يقبعون في السجن العسكري منذ اكثر من عام بسبب رفضهم للتجند في جيش الاحتلال الذي يقوم بقمع همجي للمواطنين الفلسطينيين في المناطق المحتلة، وان اثنين من قضاة المحكمة العسكرية اقترحوا ان يقف الرافضون الخمسة امام لجنة مخولة بتسريحهم بعد قضائهم فترة السجن ولكن المدعي الذي يمثل مواقف الجيش اعلن عن نية السلطات باعادة مطالبتهم بالتجند مجددا الامر الذي سيجر رفضا جديدا.
لقد اعلنت المحكمة قرارها امام قاعة مليئة بمؤيدي الرافضين من ابناء عائلاتهم وممثلي الاعلام ومنظمات حقوق الانسان محلية وعالمية، وخارج قاعة المحكمة تجمع المئات هاتفين بان الاحتلال هو الارهاب والرافضين هم ابطال وبين الحاضرين كان الدكتور جابي الجازي من جامعة تل ابيب والشاعر يتسحاق لئور والذين قضوا ايضا فترات طويلة في السجن بسبب رفضهم للخدمة العسكرية، كما تجمع هناك العديد من الشبان الذين ينوون رفض الخدمة العسكرية والذين قالوا ان هذا العقاب لن يثنيهم عن السير في اعقاب الرافضين الخمسة.
وتوضيحا لمدة الحكم شدد القضاة بالاساس على التأثير الجماهيري الواسع لخطوة رفض الخدمة حيث قالوا ان هذه الخطوة تضع علامة سؤال على مصداقية العمليات التي يقوم بها الجيش ويشككون في شرعية الخطوات التي تقوم بها الدولة.
واما جواب الرافضين، قال بركة، كان ان هذا هو هدفهم وانهم ينوون مواصلة وتصعيد النضال في هذا الاتجاه حتى انهاء الاحتلال الذي يهدم المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، وان هذا القرار هو دليل على اننا ( رافضي الخدمة) نعرقل عملهم ونخيفهم، ولكن هذا الحكم لا يخيفنا وحتى لو خرجنا من المحكمة الى البيت بدون اي حكم فليس هذا هدفنا انما انهاء الاحتلال واذا كان الجلوس في السجن سيساعد في زعزعة واضعاف سلطة الاحتلال فنحن راضون.
وتابع بركة الحديث عن عدد من المواضيع التي جاءت في هذه الوثيقة مثل رفض الشباب للخدمة لاسباب ضميرية ومن خلال قناعتهم بان الخطوات التي تقوم بها الدولة وجيش الاحتلال هي خطوات غير شرعية وغير قانونية وعن ان هؤلاء الشباب مقتنعون بما اقدموا عليه لانهم ارادوا حلا لوقف الاحتلال حيث كان يجب عليهم الاختيار بين ان يكونوا بين المتظاهرين او بين هؤلاء الذين يطلقون النار عليهم ولم يكن لديهم ذرة شك واحدة في الموقع الذي سيختارونه لانفسهم.
ومن الجدير ذكره ان خلال المحكمة بدا واضحا اختلاف وجهات النظر بين القضاة الثلاثة حيث ان اثنين منهم ارادوا اصدار حكم بالسجن لمدة 22 شهرا والثالث وافق على غالبية الامور التي طرحها محامي الدفاع واقترح بان تكتفي المحكمة بستة اشهر وذلك لان اي حكم سيصدر لن يردع المتهمين من السير وراء ما يمليه عليهم ضميرهم ولانهم كانوا مسجونين لفترة كافية ولا يجب باي شكل من الاشكال معاقبتهم لردع الآخرين مع الاخذ بالحسبان ان هناك الكثيرين من الشباب الذين يتهربون من الخدمة بصور مختلفة وايضا بسبب كون هؤلاء الشباب ايجابيين وذوي مبادئ ويجب الافراج عنهم لكي يقومو بالخدمة المدنية كما تعهدوا.
وقال اهالي الرافضين انهم سعداء لان هذا القرار اتخذ باختلافات بالرأي بين اعضاء هيئة المحكمة وعلى الرغم من ان الاشهر الستة التي اقترحها احد القضاة لا اساس لها امام العقوبات السخيفة التي يفرضها الجيش على أولئك الجنود الذين يقومون باعمال همجية ويمسون المواطنين الفلسطينيين.
وانهى بركة كلمته حيث قال ان ظاهرة رفض الخدمة العسكرية آخذة في التوسع وان قرار المحكمة هذا لن يكون رادعا للشباب الذين ينوون رفض الخدمة بل على العكس فانهم سيرفضون ان تكون لهم يد في جرائم الاحتلال، وان هؤلاء الرافضين الخمسة هم الامل والضوء لكلا الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني في هذه الايام المظلمة وعلى الاخص في ظل البؤس الذي تفرضه الميزانية، وهؤلاء الشباب يطرحون امكانية اخرى لحل آخر ولحياة اخرى على صعيد الامن الشخصي وعلى صعيد الامن الاجتماعي لانهما مرتبطان ببعضهما البعض وكلما تسارع زوال الاحتلال تسارع زوال البؤس الاقتصادي والاجتماعي في هذه الدولة.


الخميس 8/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع