الناصرة - لمراسل خاص - أحيا أهل ورفاق وأصدقاء الشخصية الوطنية الراحل رياح عرسان زعاترة ذكراه الأربعين، بأمسية حاشدة أقيمت مساء الجمعة الماضي، في قاعة بيت الصداقة في الناصرة، بدعوة من أهل الفقيد، واللجنة الشعبية، ورفاقه في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في المدينة.
افتتح الأمسية، صديق الراحل ورفيق دربه أديب أبو رحمون، وجاء في كلمته انه تعرف إلى الراحل في الستينيات حينما كان عمره في العشرين، وذلك بعد أن وفد من عكا للإقامة في الناصرة، مشيرا انه اتصف بصفات الإنسان المعطاء لأهله وأهل مدينته.
وتحدث رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي عن الراحل، فأشار إلى عطائه في مجال العمل البلدي، وقال انه قدم بعطائه المتفاني نموذجا ايجابيا، وشدد جرايسي على عطاء الراحل في مخيمات العمل التطوعية التي بادرت لإقامتها الجبهة الديمقراطية، مشيرا إلى أن البلدية تفكر حاليا وبصورة جدية في العودة إلى هذا التقليد الرائع، الذي تمت ممارسته في عهد الرئيس الأول لبلدية الناصرة في عهد الجبهة الراحل توفيق زياد.
وأكد رئيس الجبهة وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، النائب محمد بركة على الدور الريادي الذي أدّاه الفقيد ورفاقه في حياة الحزب والجبهة، مشددا على أهمية الاحتذاء به والسير على نهجه كشخصية عرفت بمواقفها الايجابية من قضايا شعبها، موضحا أن زعاترة انتمى للجيل الثاني من بعد النكبة، الذي عرف بعطائه وتفانيه.
وتحدث بعد ذلك رفيق درب الراحل وابن حارته عضو البلدية سابقا عبدا لله استيتة، فقال انه يكتفي بذكر عدد من القصص التي جرت بينه وبين الراحل، وذكر منها انه كان صديقا مخلصا، وانه زاره قبل رحيله بيومين، ربما ليودعه، إلا انه لم يجده في البيت فترك له تحيته ومضي، ليرحل بعد يومين عن عالمنا.
وأشارت حفيدة الراحل الطفلة سالي فؤاد سليمان، إلى علاقتها بجدها، فقالت إنها اتصفت بدفء لا حدود له، وإنه كان يخصها باهتمام مميز، ويقدم لها كل ما تريده وتطلبه، وقالت إنها ستشتاق إليه كثيرا.
وقال صديق الراحل الكاتب ناجي ظاهر، انه تعرف إليه قبل ثلاثة عقود، وانه عرف فيه إنسانا يسعى وراء الثقافة ويرى فيها رافعة للتقدم الاجتماعي والسياسي، وقال إن الراحل كان يقرا الصحف بصورة يومية، أما على المستوى العام فقد وقـّع قلبه على إيقاع نبض مدينته وكان يقلقه ما يحصل فيها ويسعى دائما للتوفيق بين أصدقائه وأهل حارته ومدينته.
وشكر نجل الفقيد المحامي أمير زعاترة، الحضور باسم العائلة، قائلا أن والده علمه وعلم أشقاءه العطاء، وكان يطلب منهم أن يفرحوا بالعطاء مثلما يفرحوا بالأخذ، لأنه يوجد هناك لذة للعطاء لا تعدلها لذة، وورد في كلمته أن والده امن بالقيم العليا في الحياة وعاش ما عاشه من عمر ساعيا إلى تطبيق ما امن به من هذه القيم على ارض الواقع.
ويذكر انه تم في الأمسية توزيع مطبوعة تضمنت قصيدة لرفيق درب الراحل الشاعر مفلح طبعوني، رثاه فيها وحملت عنوان "رفيق البير".
الجمعة 27/6/2008