إيران ستسحب أموالها من أوروبا. لاريجاني: المسار قد يتبدل



حذر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الدول الغربية امس، من ان ايران «ستغير مسارها» في حال شعرت بأن المحادثات ستتخذ ذريعة لتبرير اجراءات غير قانونية بحقها، وذلك فيما اكدت طهران انها تعمل على سحب اموالها من اوروبا.
وقال لاريجاني مخاطبا الدول الغربية «ان مجلس الشورى يراقب خطواتكم بدقة.. ولو شعر المجلس بأنكم تريدون اتخاذ المحادثات ذريعة لتبرير اجراءاتكم غير القانونية، فكونوا على ثقة من ان المسار سيتغير»، معتبرا ان قضية حقوق الانسان وملف ايران النووي «تحولت الى ذريعة للمراوغة الدبلوماسية والاعلامية من قبل بعض الدول الغربية».
وأضاف لاريجاني «لقد ارسلتم (منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير) سولانا الى ايران حتى يجري محادثات حول رزمة المقترحات وفي اليوم ذاته وقبل ان تصل الوثائق الى ايران اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن قلقه من رفض رزمة المقترحات من قبل ايران.. وفرضت اوروبا خلال الايام الاخيرة قيودا على بنك ملي».
وتابع المسؤول السابق عن الملف النووي «اذا كان مقررا ان تبحثوا مع ايران رزمة المقترحات.. فلماذا اتخذتم طريق المواجهة قبل ان تدرسوا المقترحات وفي الوقت ذاته تتحدثون عن بناء الثقة». وقال «عليكم ان تأخذوا بوصايا (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) محمد البرادعي على محمل الجد (الذي قال بأن ايران ستغير مسارها النووي اذا هوجمت) والا تقوموا بأعمال استفزازية لان هذا الامر يضعكم امام امر واقع لا يمكنكم العودة عنه».
في هذا الوقت، قال نائب وزير الخارجية الايرانية مهدي سفاري لصحيفة «دي بريس» النمساوية اليومية «سنسحب المال من اوروبا ونستثمر في مكان آخر»، علما ان طهران سبق ان نفت نيتها القيام بخطوة مماثلة. وأضاف «إذا سحبت أكثر من 100 مليار دولار فهذا بالطبع سيؤدي إلى ندرة المال وسيكون له أثره على الاقتصاد العالمي».
ورأى ان الاوروبيين سيخسرون نتيجة للعقوبات الجديدة. وأضاف «لدينا موارد النفط والغاز التي يريد الجميع شراءها. والآن نتعامل في الاغلب مع دول آسيوية.. في السابق كان شركاؤنا الاساسيون في أوروبا. ألمانيا وايطاليا وفرنسا والنمسا. الآن لدينا شركاء آخرون».
وفيما حذر وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند طهران من العزلة المتنامية اذا اتخذت «الاختيار الخاطئ»، اعلن سولانا ان الاتحاد الاوروبي سيستمر في استخدام التفاوض والعقوبات في اطار الامم المتحدة «بالتوازي» لحمل ايران على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. وقال «لم نوافق على فرض عقوبات جديدة. اننا نطبق فقط القرارات الدولية.. لم يطرأ اي تغير سياسي».
من جهة اخرى، حذر الحرس الثوري الايراني الولايات المتحدة من انها ستواجه «مأساة» اذا هاجمت ايران. وقال محمد حجازي وهو من كبار قادة الحرس «كلمتنا الاخيرة هي انه اذا اردتم التحرك نحو ايران فاحرصوا على احضار عكازات وسيقان اصطناعية لانكم اذا جئتم لن تصبح لديكم أرجل تعودون بها».
وكان وزير البنى التحتية الاسرائيلية ووزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر قال في مقابلة نشرتها صحيفة «كوميرسانت» الروسية انه سيتم «القضاء» على ايران في حال فكرت «بمهاجمة» اسرائيل. واضاف «نحن لا نخطط لاي هجوم.. لكن لتجنب الكوارث، على العالم ان يتخذ اجراءات ملموسة قبل ان يفوت الأوان».
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو لدى سؤالها عما إذا كان مسؤولون إسرائيليون يضغطون على الإدارة الأميركية لاتخاذ تحرك عسكري ضد إيران قبل ترك بوش منصبه «هذه شائعة أسمعها كثيراً جداً من الصحافيين... وما يمكنني إبلاغكم به أن الرئيس بوش يعتقد أننا يمكن أن نحل هذه المسألة دبلوماسيا وأن الجميع يفضلون حلها دبلومسياً.. ليس فقط هنا في الولايات المتحدة لكن مع حلفائنا وبالتأكيد مع إسرائيل».
(أ ب، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي)



الخميس 26/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع