النقابي شاهر سعد:
وعود المليارات في أنابوليس وباريس لم تفد العمال الفلسطينيين بشيء!



نابلس – لمراسلنا النقابي- التقى النقابي غاي رايدر الامين العام للكنفدرالية الدولية للنقابات ومقرها بروكسل، القيادات النقابية الفلسطينية في مقر الإتحاد بمدينة نابلس، يوم الجمعة الماضي، حيث استقبله شاهر سعد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد والأمانة العامة ورؤساء النقابات العامة والفرعية والقيادات النقابية من كافة النقابات القطاعية الأعضاء في الاتحاد العام. ويزور رايدر الأراضي الفلسطينية المحتلة لاطلاع على أوضاع العمال والنقابات العمالية الفلسطينية.
وإستعرض سعد الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال الفلسطينيون والشعب الفلسطيني نتيجة الإجراءات القمعية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والعمال الفلسطينيين من حواجز تفتيش عسكرية تهدف إلى إذلال المواطنين وتقييد حرية حركتهم، وبناء جدار الفصل العنصري والاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية والعقوبات الجماعية وسياسة الحصار والتجويع والتي تمارسها حكومة الاحتلال، مما أدى إلى رفع نسب الفقر إلى 65% والبطالة إلى الكثير من 35%.
وأوضح سعد أن الحكومة والسلطة الفلسطينية لم تقدم في الفترة الأخيرة الكثير للعمال والعاطلين عن العمل وقد ارتفعت معدلات الهجرة لعدم توفر فرص عمل ، بعد عقد مؤتمري انابولوس وباريس الاقتصادي وبعد الوعود بمليارات الدولارات لدعم الاقتصاد الفلسطيني لم يتم تحقيق أي مستوى من زيادة فرص العمل، ولا يوجد مؤشرات على استفادة العمال الفلسطينيين من هذه الاتفاقيات.
وأضاف سعد في كلمته امام الضيف قائلاً:" تواصل إسرائيل بناء الجدار الفاصل والذي سيؤدي اكتمال بنائه إلى إضافة عشرات الآلاف من العمال إلى جيش البطالة ، وان الاتحاد العام أقام مظاهرة في الأول من أيار للمطالبة بفتح الحواجز أمام العمال ، كما أقام تظاهرة أمام مجلس الوزراء الفلسطيني للمطالبة بتوفير التامين الصحي المجاني ، وتوفير فرص عمل ، وإيجاد تشريعات عمالية مكملة لقانون العمل و العدالة وإعطاء المرأة كافة حقوقها وتمكينها من ممارسة دورها في المجتمع الفلسطيني بشكل فاعل".
وأكد سعد على موقف اتحاد نقابات عمال فلسطين الداعم لتحقيق السلام العادل والشامل. وأبدى سعد استغرابه من الكم الهائل للبناء في القدس في عهد حكومة اولمرت حيث قررت هذه الحكومة بناء 42 ألف وحدة سكنية في مستوطنات القدس والضفة الغربية.
من جانبه أوضح رايدر ان 153 دولة عضو في الكنفدرالية الدولية للنقابات هي داعمة للشعب الفلسطيني وحقوق العمال الفلسطينيين وتعمل المنظمة العالمية لصالحهم، وان الكنفدرالية وضعت وثيقة تأسيس الاتحاد الدولي والذي ذكر فلسطين دون باقي دول العالم، علما بان الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين هو عضوا مؤسسا لهذه الكنفدرالية، ورحب بجهود اتحاد النقابات الدولية والتي تعمل على تحفيز دول العالم والنقابات لتحقيق هذا الدعم ، وبين رايدر انه اطلع على تقرير منظمة العمل الدولية والتي بينت ارتفاع نسبة البطالة والفقر، وأن الهستدروت لم تلتزم باتفاقية 1995 حيث لم تحول الأموال المتفق عليها من حقوق العمال ، وتحدث عن الوضع في قطاع غزة والناجم عن الاحتلال والإغلاق الإسرائيلي للقطاع بالإضافة إلى إغلاق حماس لمقرات اتحاد النقابات ، وتحدث عن أهمية توحيد الحركة العمالية الفلسطينية واعتبر أن للشعب الفلسطيني والعمال الفلسطينيين الكثير من الأصدقاء حول العالم وأنهم ليسوا وحدهم على الساحة الدولية وبين زيارته تهدف إلى الاطلاع على أوضاع العمال الفلسطينيين وللتعبير عن تضامن الأسرة النقابية الدولية مع حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
ثم تحدث راسم البياري نائب الأمين العام عن الأوضاع العمالية في قطاع غزة وما يواجهه العمال هناك من فقر وحصار ،وبين ان هناك تقصير من جانب السلطة الوطنية الفلسطينية حيث لا يوجد تواصل حقيقي بين أطراف الإنتاج الثلاث ، وان هناك ضعفا في برامج مكافحة الفقر والبطالة وعمالة الأطفال، وانتقد تعطيل دور الاتحاد في إصدار التامين الصحي المجاني، وان الحوار بشان إنشاء المناطق الصناعية لا يتم بمشاركة ممثلي العمال، وان الواقع الحالي يؤدي إلى إفقار الفقراء وتعميق الأزمات.
وتحدث عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ورؤساء النقابات العامة والفرعية والنقابين والنقابيات عن أوضاع العمال الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان في العمل والتنقل عبر الحواجز وإغلاق منطقة القدس وتعطيل المؤسسات النقابية العمالية، ووضع العمال في المستوطنات الإسرائيلية الزراعية والصناعية.
ثم عقد الطرفان مؤتمرا صحفيا في مقر الاتحاد العام في نابلس بينا أهمية العمل اللائق وتوفير شروط هذا العمل من حيث حق العمل الإسرائيليين.الأجر الكافي مع ضمان توفير الحماية الاجتماعية وتوفير ظروف الصحة والسلامة المهنية ومواجهة التمييز في العمل وتأكيد حقوق المرأة ومواجهة عمالة الأطفال . كما يتوجب على الاحتلال مراقبة شروط العمل اللائق للعاملين الفلسطينيين في المشاريع الإسرائيلية ومراقبة تجاوزات أصحاب العمل الإسرائيليين.
هذا وقام رايدر بزيارة لمنطقة قلقيلية حيث إطلع على الجدار الفاصل وما يتعرض له العمال الفلسطينيين من معاناة حقيقية ، ثم التقى يوم امس – السبت – مختلف القيادات الحكومية الرسمية في رام الله وقام بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ووفق برنامج زيارة رايدر للمنطقة  قام بزيارة الى اسرائيل وعقد لقاء مع المسؤولين في الهستدروت لبحث إمكانية توقيع إتفاقية بين الطرفين أو تأمين تنفيذ الإتفاقية القائمة،هذا وقد عقد لقاءات يوم امس الأحد في تل ابيب باشتراك رايدر والوفد المرافق له في الهستدروت ووفد عن النقابات الفلسطينية للتوقيع على إتفاقية تعاون مشترك . وقد تم توجيه دعوات لعدد من النقابيين في الهستدروت للإشتراك في لقاء مع الوفد النقابي الدولي والفلسطيني يعقد في "بيت بيرل" للإحتفال بالمناسبة.
وسبق أن جرت لقاءات بين وفد النقابات الفلسطينية ومسؤولين في الهستدروت قبيل عقد هذا اللقاء، طرحت فيها العديد من القضايا للتعاون المشترك وتوقيع إتفاقية تعاون جديدة ، تقوم الهستدروت بتحويل مبلغ مالي بعدها للنقابات الفلسطينية، وضمن جهود رايدر هذه وفي حالة نجاحه فيها سيعقد إجتماع رفيع المستوى لقيادة النقابات الفلسطينية والإسرائيلية بهدف إخراج ثمار تلك المفاوضات الى حيّز التنفيذ.

الأثنين 23/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع