البرادعي: ضرب إيران سيحول الشرق الأوسط إلى كرة من لهب



*إيران تحذر إسرائيل والولايات المتحدة من مهاجمتها وتؤكد أن ردها سيكون رهيبا على أي هجوم ضدها*

دبي- وكالات- اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مقابلة مع محطة "العربية" التلفزيونية ان توجيه ضربة عسكرية الى ايران سيحول المنطقة الى "كرة من اللهب". في الوقت الذي أكّدت فيه واشنطن تفضيلها للخيار الديبلوماسي حتى الآن.
وقال البرادعي في المقابلة التي بثت الجمعة واعيد بثها السبت ان توجيه "ضربة عسكرية (الى ايران) في رأيي ستكون أسوأ من اي شيء.. ستحول منطقة الشرق الاوسط الى كرة من اللهيب".
واضاف ان "اي هجوم لن يؤدي الا الى جعل ايران اكثر تصميما في مواجهتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي".
وقال: "حتى ولو لم تقم اليوم بصنع سلاح نووي ستؤدي الضربة العسكرية الى ما يطلق عليه خطة عاجلة الى صنع سلاح نووي بموافقة كل الايرانيين حتى الايرانيين الذين يعيشون في الغرب".
واوضح انه لا يرى في البرنامج النووي الايراني حاليا "خطرا بالغا وملحا" مضيفا ان "القيام بعمل عسكري ضد ايران في هذا الوقت سيجعله غير قادر على مواصلة عمله".
وحذر رجل دين ايراني كبير اسرائيل من اي هجوم محتمل على بلاده مؤكدا ان الرد سيكون "رهيبا".
وقال اية الله محمد خاتمي: "اذا كان الاعداء، الاسرائيليون خصوصا وانصارهم في الولايات المتحدة يسعون الى استخدام القوة فليتأكدوا انهم سيتلقون صفعة رهيبة".
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان المناورات العسكرية الاسرائيلية التي جرت مطلع حزيران يبدو وكأنها استعدادات للجيش لشن ضربة محتملة على المنشآت النووية في ايران.
من جهتها اكدت الولايات المتحدة الجمعة انها ما زالت تفضل العمل الدبلوماسي في الملف النووي الايراني بعد المعلومات التي تحدثت عن استعدادات اسرائيلية لشن ضربة جوية محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية.
وقال سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد "نحن في مرحلة الدبلوماسية، ونريد تسوية دبلوماسية لهذه المسالة".
وفي رد على سؤال حول ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة بشأن اجراء اسرائيل تدريبات عسكرية استعدادا لاحتمال شن ضربة عسكرية ضد ايران، قال خليل زاد للصحافيين "لقد رأيت مقال الصحيفة (...) وانتم تعرفون رأينا بشان ايران وهو انه من غير المقبول ان تمتلك اسلحة نووية".
واكد "نحن الان في مرحلة الدبلوماسية، وهذا ما ندفع باتجاهه، ونريد حلا دبلوماسيا لهذه المشكلة. وبصراحة ان الكرة في ملعب ايران".
ونقلت نيويورك تايمز الجمعة عن مسؤولين اميركيين ان اسرائيل باشرت في بداية الشهر مناورات عسكرية تبدو استعدادا لهجوم محتمل للجيش على المنشآت النووية الايرانية.
وبحسب الصحيفة اكد مسؤول في وزارة الحرب الاميركية ان احد اهداف هذه التدريبات هو توجيه رسالة مفادها ان اسرائيل مستعدة لعمل عسكري في حال اخفقت الجهود الدبلوماسية في دفع طهران الى التخلي عن انتاج اسلحة نووية.
وفي السادس من حزيران، اعلن نائب رئيس الحكومة شاؤول موفاز ان اسرائيل ستوجه ضربة للمنشآت النووية الايرانية معتبرا ان العقوبات الدولية ضد ايران. وقال ان "الاستراتيجية في الوقت الراهن استراتيجية عقوبات وجبهة موحدة من دول عديدة والتاكيد بدون التباس ان كافة الخيارات مطروحة".
واضاف موفاز الذي شغل في الماضي منصبي رئيس الاركان ووزير "الأمن": "اعتقد مثل آخرين ان اللجوء الى القوة هو خيار اخير"، مؤكدا انه "من الواضح ان فرص الحل التفاوضي ستتقلص اذا لم تتوصل الدبلوماسية الى وقف برنامج ايران النووي".
واشار مع ذلك، الى ان مثل هذه العملية لا يمكن ان تتم الا بدعم الولايات المتحدة.
وردا على سؤال حول نجاح العمل الدبلوماسي في هذه المرحلة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك أول أمس الجمعة ان اي نجاح ليس بعد على جدول الاعمال. واضاف "لم نصل بعد الى نقطة غيرت معها ايران، وهذا النظام، موقفها".
واعرب مع ذلك عن الامل في ان "يرى العقلاء في الحكومة الايرانية ان الاستمرار على الطريق الذي يسيرون عليه (...) ليس الطريق الجيد لانهم سيستمرون في دفع تكاليف اكثر واكثر ارتفاعا من قبل الاسرة الدولية".
وقال مصدر في هيئة الاركان اليونانية طلب عدم كشف هويته ان هذه المناورات التي سميت "غلوريوس سبارتن 08" اجريت بين 28 ايار و12 حزيران واشتملت على عمليات جوية وتبادل خبرات.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء اليونانية شبه الرسمية "انا" ان هذه المناورات اجريت في القسمين الشرقي والجنوبي من جزيرة كريت وفي حقل رماية في لاريسا (وسط)، وتضمنت مهمات قتالية جوية وهجمات على اهداف برية وامدادا جويا وعمليات بحث وانقاذ.
وقد حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من خطر تكرار سيناريو التدخل الاميركي في العراق مع ايران، والذي بررته واشنطن بامتلاكها ادلة "مزعومة" على وجود برنامج نووي عراقي.
وردا على سؤال عن توعد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي اخيرا بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، دعا لافروف الى ان "يتحمل السياسيون ووسائل الاعلام مسؤولياتهم"، ناصحا اياهم بان يكونوا "واضحين" في اتهاماتهم.
واضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو ان سياسة كل دولة "ينبغي ان تستند الى وقائع. تذكرون الوقائع، تلك الوقائع المزعومة التي طرحت قبل مهاجمة العراق".
وتابع لافروف "طلبنا مرارا من زملائنا الاميركيين والاسرائيليين الذين يقولون انهم واثقون بان ايران في صدد امتلاك قنبلة نووية، ان يقدموا معلومات فعلية تدعم هذه الفرضية. لكننا لم نر شيئا حتى الان".
وقال ايضا "علينا ان نكون مسؤولين في سياساتنا وخصوصا حين تمس مصالح دول اخرى، ولاسيما سيادتها على اراضيها".

الأحد 22/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع