للصعود وجهان، وجه جميل يعبر عن قدرة الانسان على التحدي واقتحام السماوات وتذليل الصعاب وسيره الدائم في الدروب المؤدية الى نهايات سعيدة وجميلة تعمق انسانيته وجماليتها وبالتالي جمالية اعمالها ونتائجها وابداعاتها الرائعة،ووجه قبيح يعبر عن هبوط الانسان اخلاقيا وضميريا وشعوريا، بسيره عمدا في الدروب المؤدية الى نهايات كارثية مأساوية تبرز نزعته الوحشية غير آبه لما يترتب عنها من اضرار وخسائر وبشاعات. وللهبوط وجهان، وجه جميل يعبر عن قدرة الانسان على التحكم في الامور، وهو هبوط ايجابي لأنه نتيجة حتمية للصعود الايجابي كالهبوط على سطح القمر او على سطح المريخ بسلام، وهناك هبوط لا اخلاقي في مستنقع الرذائل ودوس القيم الانسانية الجميلة، والسير في دروب الاحقاد والعنصرية والاستغلال والانانية والحروب، وهو يعبر عن نزعة الانسان الحيوانية والاستعلائية والعنصرية، تلك النزعة التي كلفت البشرية غاليا على مر التاريخ، ورغم الخسائر الهائلة التي اصابت البشرية من جراء تلك النزعة الا انها لا تزال متحكمة وبناء على الواقع العالمي في تسيير شؤون المجتمعات الرأسمالية القائمة.
نحن نقول وفي وضح النهار ونعمل من اجل تحقيق ذلك، ان خلاص البشرية من مآسيها يتجسد في انتصار القيم والمبادئ والاهداف الشيوعية لانها وباختصار شديد تريد للبشرية على اختلاف انتماءاتها القومية واللغوية والدينية والجغرافية، ان تكون عائلة واحدة يعمل افرادها جميعا وبقناعة تامة من اجل تعميق ومضاعفة كل ما هو صالح وجيد ومفيد وجميل لهم ويعمق انسانيتهم وتآخيهم وتعاونهم من اجل سعادتهم وصعودهم الدائم في دروب الحياة الجميلة الى القمم الرائعة وبوصولهم الى تلك القمم يجسدون مدى جمالية النزعة الانسانية عندما تنبذ كليا المشاعر الحيوانية المفترسة والبشعة وعندما تسعى دائما لتعميق جماليتها الانسانية والصعود الدائم في دروب المحبة والتآخي والتعاون البناء والدفاع عن خيرة وجمالية القيم الانسانية، ومن هنا فان التناقض الاساسي يتجسد بين القدرة لانقاذ البشرية وبين خطر ابادتها، وتبادل التهديدات بين قادة اسرائيل وايران بمحو الدولتين عن وجه الارض، اي من خلال استعمال السلاح النووي الخطير، هو بمثابة دليل الى اي مدى هبطوا اخلاقيا وضميريا وشعوريا وغاصوا عمدا في مستنقعات العفونة والقاذورات التي لا تنتج الا الجراثيم الخطيرة، والهبوط الى تلك المستنقعات لن ينحصر في هؤلاء القادة، بل سيؤدي الى هبوط آخرين من المؤيدين لهؤلاء، وطالما ظل حكام اسرائيل يصرون على الدخول الى غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان على ظهر دبابة، فبذلك يزيدون الحواجز في الطريق الى السلام ويواصلون الهبوط الى مستنقعات دوس القيم الانسانية الجميلة والغوص في مياهها النتنة المليئة بالجراثيم السامة المضرة والمسببة للامراض، وليسال كل واحد نفسه، ما هو الافضل الصعود في سلم الانسانية الجميلة والوصول الى قمم المحبة الصادقة والتعاون بين بني البشر لانجاز وتحقيق كل ما يفيدهم ويضمن لهم العيش السعيد في كنف المحبة والاحترام المتبادل والسعادة والطمأنينة والصعود الدائم في دروب المجد والنجاحات المفيدة المؤكدة مدى قدرة الانسان على الابداع الجميل والمفيد، ام الهبوط في دروب الخلافات والاحقاد والكراهية والحروب والعنصرية والنهب والتسلط بالقوة على الاخرين، ونتائج ذلك الهبوط السيئة! ؟
ان النضال للحفاظ على جمالية النفس البشرية والتفكير البشري الجميل والذي يخدم ويضمن جمالية السلوك الانساني، واجب تفرضه الحياة وقيمها الانسانية الجميلة وحب الحياة وحب الانسانية والعمل لتكون متآخية وعائلة واحدة، وهذا يتطلب الصعود الدائم في الطريق المؤدي الى تحقيق ذلك ، ونعتز كشيوعيين اننا ندافع عن جمالية وخيرة القيم الانسانية ولتعميق المحبة والصداقة والتآخي وقيمها الاممية الجميلة بين الشعوب ونحن على قناعة بان الشيوعية وحدها القادرة على تحويل الكرة الارضية كلها الى ثدي ام شيوعية ترضع اولادها جميعا الحليب الصافي النقي الدسم ليترعرعوا وليتعاملوا معها كأم رؤوم، وكيف تكون الكرة الارضية للبشر كلهم بمثابة بيت واحد وكيف يكونون لها ابناء بررة يحافظون على قدسيتها وجماليتها ويعملون من اجل عزها ومجدها وعدم تشويهها وتخريبها، وذلك لانها الوحيدة من بين الانظمة التي شهدتها البشرية خلال تاريخها الطويل، تصعد في الدروب المؤدية حتما الى تآخي وسعادة ووحدة البشرية، بغض النظر عن الفترة الزمنية المطلوبة لذلك الصعود الدائم حتى يعطي ثماره الطيبة اللذيذة للعائلة البشرية المتآخية والساكنة في بيت واحد.
نقولها دائما وبصوت جهوري قوي وفي وضح النهار، ان الشيوعية وحدها تضع في خدمة الانسان كنوز البشرية المادية والروحية واولها واهمها تعميق انسانيته وجماليتها وجمالية مشاعرها وانتمائه الانساني وبالتالي جمالية سلوكياته وافعاله ونبذه للسيئات ولكل ما يضره وبتحقق المبادئ الشيوعية الجميلة وهو امر حتمي تصرخ الحياة نفسها والكائنات من بشر وشجر وثمر وحجر وانهر وزهر وطيور وهواء ونجوم: عاشت الشيوعية التي يجب ان تنتصر والمسألة مسألة وقت وبغض النظر عن طوله، لأنها الوحيدة التي تضمن لنا الاستمرارية الجميلة والطمأنينة في ظل السلام الثابت الذي لا يتزعزع اطلاقا، ولكن النصر لها لا ينزل من السماء، وانما هو واجب على البشرية ان تحققه بنضال دائم ومثابر للحفاظ على امميتها وجماليتها ولنبذ كل ما يشوهها من دمامل واورام سرطانية تتجسد في العنصرية والاستغلال والاستعلاء القومي والنزعات الحيوانية، فما هو الافضل للبشرية: التراجع والهبوط والانزلاق في طريق الاحقاد والحروب والخلافات وكل ما ينجم عن ذلك من اضرار ام التقدم والصعود الدائم في طريق حب الحياة وقدسيتها وجماليتها والعمل الدائم لتظل بمثابة حديقة جميلة عامرة بأهلها الذين يعملون دائما للحفاظ على جماليتها وبالتالي جمالية افكارهم ومشاعرهم واهدافهم؟ ونعتز في اسرائيل بأننا نسير في الحزب الشيوعي الاممي بتكاتف صلب مع الجبهويين اليهود والعرب في الطريق صاعدين دائما باتجاه المحبة والتآخي والاممية في كنف السلام الدائم والراسخ ورايته الحمراء الخفاقة للابد.
سهيل قبلان*
السبت 21/6/2008