*مخول يعود من الهند بعد سلسلة مكثفة من المحاضرات ولقاءات شعبية ورسمية وحضور اعلامي واسع في خمس ولايات مركزية!*
عاد الى البلاد الرفيق عصام مخول بعد جولة محاضرات ولقاءات سياسية مكثفة في خمس ولايات في شتى انحاء شبه القارة الهندية شملت نيو دلهي في الشمال والبنغال الغربية في الشرق وحيدر اباد في الوسط ومومبي في الغرب وكيرالا في اقصى الجنوب. وكان مخول قد تلقى دعوة من "اللجنة الهندية من اجل سياسة خارجية مستقلة" و"اتحاد منظمات السلام والتضامن لعموم الهند" وهما اطاران يضمان أحزاب و قوى اليسار والمعارضة الاساسية للسياسة الرسمية في الهند وفي طليعتها الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) والحزب الشيوعي الهندي وشخصيات شعبية بارزة من الكتاب والمثقفين والشعراء والاعلاميين والمحاضرين الجامعيين اضافة الى تنظيمات واحزاب متحالفة معها.. وقد تزامنت الدعوة مع انعقاد مؤتمر دولي بمبادرة الحكومة الهندية في العاصمة نيودلهي حول السياسة النووية الرسمية في الهند والعلاقات النووية العالمية، في الذكرى العشرين لاعلان رئيس الحكومة الهندية الاسبق راجيف غاندي مبادئ السياسة النووية للهند، في ظل نقاش صاخب على المستوى الشعبي والسياسي حول الموقف من الصفقة النووية الامريكية المقترحة للتعاون بين الدولتين في المجال النووي وتقديم المساعدات والتسهيلات الامريكية للبرنامج النووي الهندي، مقابل منح الولايات المتحدة الفرصة للاشراف على البرنامج الهندي. ويشكل النقاش بين الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) الذي يدعم حكومة حزب الكونغرس من خارج الائتلاف وبين رئيس الحكومة الهندية المتحمس للصفقة، تهديدا حقيقيا لفرص استمرار الحكومة القائمة. وجاءت دعوة الرفيق عصام مخول للقيام بجولة سياسية واسعة في اطار اطلاق حملة شعبية ورسمية واسعة للتضامن مع النضال العادل للشعب الفلسطيني في العام الستين للنكبة وفي الذكرى السنوية الواحدة والاربعين للعدوان الاحتلالي عام 1967 ومن اجل التصدي للتحالف الاستراتيجي الاخذ بالتطور بشكل خطير بين الهند واسرائيل في السنوات الاخيرة بما في ذلك التعاون في المجال النووي والاستخباراتي. وكانت المحاضرات التي قدمها مخول قد استقطبت اهتماما ومشاركة واسعة وتغطية اعلامية بارزة.
جانب من الجمهور في كيرالا
*نشاطات اعلامية مكثفة من نيو دلهي وحتى كيرالا!*
وكانت العاصمة الهندية نيو دلهي أولى محطات الجولة حيث ابتدأت بسلسلة من المقابلات التي جراها عصام مخول مع وسائل الاعلام الصحافية والتلفزيونية شملت تحليلا للتطورات السياسية في الشرق الاوسط والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ، ومستقبل حكومة اولمرت والعملية السياسية، وطالت تطور العلاقات الاستراتيجية الهندية الاسرائيلية وخطر حرب جديدة في المنطقة. ورد مخول خلالها على اسئلة الصحافيين. وكان ابرز اللقاءات التلفزيونية مقابلة مطولة على مدار خمسين دقيقة في اطار برنامج مشهور في القنال الخاص بالبرلمان الهندي والذي يبث على مستوى عموم الهند. اضافة الى برنامج تلفزيوني موسع تم اجراؤه في التلفزيون الرسمي لولاية كيرالا والذي يبث على المستوى القطري. كما عقد مخول مؤتمرا صحافيا صاخبا بمشاركة واسعة من مختلف وسائل الاعلام في مومبي التي تشهد حضورا اسرائيليا رسميا ملحوظا. اضافة الى سلسلة من اللقاءات الصحافية التي بادرت اليها صحافة الحزبين الشيوعيين في جميع الولايات التي زارها والتي قامت بتغطية تفاصيل الزيارة بشكل موسع.
وكان أعد لمخول في نيو دلهي حفل عشاء في منزل الكاتبة والصحافية الهندية التقدمية المشهورة سيما مصطفى والتي كانت في العام 1982 ابان حصار بيروت الغربية قد اقتحمت الحصار لتنضم الى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ومقاتليه المدافعين عن بيروت وتخلد صمودهم الاسطوري. وشارك في هذا الحفل نخبة من محرري الصحف الهندية والادباء والسياسيين والمحاضرين الجامعيين والسفير الهندي السابق في رام الله ومجموعة من اصدقاء مصطفى، حيث استعرض مخول تحليله للتطورات في القضية الفلسطينية وفرص الحل السياسي واوضاع قوى السلام في اسرائيل.
مع وزير التعليم والثقافة في حكومة كيرالا
*من المطار استقبال شعبي ورسمي بالاعلام الحمراء والمنجل والمطرقة*
وكانت اكثر اللقاءات اثارة في عاصمتي ولايتي البنغال الغربية وكيرالا اللتين يقودهما الشيوعيون منذ اكثر من ثلاثين عاما، حيث جرى استقبال رسمي وشعبي حار لمخول تعبيرا عن التضامن الرائع مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتقديرا لدور الحزب الشيوعي الاسرائيلي الشجاع وقوى السلام العادل الاكثر التزاما ومثابرة في اسرائيل. وقام وفد رسمي كبير برئاسة وزير المالية الشيوعي في حكومة البنغال الغربية وبرئاسة وزير التعليم والثقافة في جمهورية كيرالا وبمشاركة قادة الحزبين الشيوعيين ورئيسي بلدتي العاصمتين وممثلي جبهة اليسار والمنظمات الاهلية والشبيبة الشيوعية والاتحادات الطلابية باستقبال رسمي ما لبث ان اندمج في استقبال شعبي واسع تحت غابة من الاعلام الحمراء وشعارات التضامن الاممي مع الشعب الفلسطيني والحزب الشيوعي الاسرائيلي.
واستقطبت المحاضرة في كالكوتا حضورا مكثفا في اكبر قاعات جامعتها حيث قام رئيس البرلمان في الولايةالمحامي خليل هاشم بتراس اللقاءالحاشد. وغصت كبرىقاعات المجمع الثقافي في تريرندروم عاصمة كيرال باكثر من الفي مشارك حضروا للتعبير عن تضامنهم وتحيزهم الى جانب النضال من اجل السلام العادل ورفضهم سياسة التحالف اللهندي الاستراتيجي مع المؤسسة الامنية الاسرائيلية. وشارك في الحديث في اللقاء وزير التعليم والثقافة في الولاية ورئيس البلدية وقادة الحزبين الشيوعيين، كما القى الشاعر الهندي الكبير أونب كوروب قصيدة مهداة الى النضال البطولي للشعب الفلسطيني تحت عنوان: "طائر الفينيق".
*محاولة بوليسية لعرقلة الاجتماع اليساري الحاشد في بومبي!*
وفي مدينة بومبي وفي اعقاب مؤتمر صحافي عقده مخول في مقر اتحاد الصحافيين مع وصوله الى المدينة، اقدمت الشرطة في خطوة غير مسبوقة على اغلاق القاعة المعدة للاستماع الى محاضرته ، واعلمت المنظمين ان الاجتماع غير قانوني بحجة عدم تقديم طلب لترخيصه. وامام موقف المنظمين وتهديدهم بعقد الاجتماع في الشارع العام ، تراجعت الشرطة وفتحت القاعة. واعتبر المنظمون ان هذا الاستفزاز هو التعبير الصارخ عن معنى الحضور الاسرائيلي المؤسساتي والمخابراتي في مدينة بومبي.
وكانت جبهة مكونة من اربعة احزاب يسارية في مركزها الحزبين الشيوعيين في المدينة وعدد من التنظيمات السمية وحقوق الانسان التي شارك في اللقاء عنها توشار غاندي حفيد المهاتما غاندي والناشط في مجال حقوق الانسان والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وكان مخول قد التقاه لاحقاباشتراك قادة تحالف اليسار لتنسيق المزيد من النشاط المستقبلي بين الطرفين.
*اطلاق المبادرة في نيودلهي نحو تحالف شعبي استراتيجي بديل!*
وكان مسك الختام في اجتماع نيودلهي المركزي والذي ترأسته سيما مصطفى وتحدث فيه، وسط حشد كبير من وسائل الاعلام كل من السكرتير العام للحزب الشيوعي الهندي (الماركسي) براكاش كارات والسكرتير العام للحزب الشوعي الهندي أ.ب. باردهان وزعيم حزب المؤتمر القومي المشارك في الحكومة الهندية د.ب.تريباتي وقد اجمعوا على تقديرهم للسياسة الشجاعة والثوابت الصائبة للحزب الشيوعي الاسرائيلي ورفضهم لتحالف حكومتهم المشبوه مع الحكومة الاسرائيلية.
وكان مخول اطلق الدعوة في اجتماع نيو دلهي الى حملة شعبية واسعة تبدأ من هذا اللقاء لتجنيد الوزن الكبير لشعوب لبناء تحالف شعبي سلامي تقدمي يطرح بديلا استراتيجيا لتحالف الحكومات المشبوه مع حكام اسرائيل ومؤسساتهم الامنية والمخابراتية. وقال مخول: "اذا كان النظام الرسمي عالميا وشرق اوسطيا غير قادر او غير راغب في انجاز السلام العادل واحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني فان استنهاض العمق الشعبي هو جوابنا القادر".
تقرير خاص بـ"الاتحاد"
السبت 21/6/2008