حيفا – مكتب "الاتحاد" ووكالات الأنباء - وصفت حكومة إسرائيل اتفاق التهدئة الذي بدأ سريانه صباح امس الخميس في قطاع غزة بـ"الهش". وفيما أكدت حركة "حماس" التزامها بالاتفاق، طالبت السلطة الوطنية الفلسطينية بتوسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية. فقد قال وزير "الأمن" الإسرائيلي إيهود باراك إن التهدئة مع حماس "هشة للغاية، لكننا نعتقد أنه قبل أن ندخل في عملية كبيرة، فإن علينا أن نعطيها فرصة لكي نؤمن الهدوء للمستوطنات المحيطة بغزة". وأضاف باراك عقب لقائه نظيره الفرنسي هرفي موران في باريس أن التهدئة ستسمح بإطلاق مفاوضات حول الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. كما تحدث عن إمكانية "اتخاذ قرارات صعبة بشأن الأسرى الفلسطينيين". وكان رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت حذر حماس من أن التهدئة تعد الفرصة الأخيرة لها قبل شن هجوم عسكري آخر على القطاع. وأضاف في مقابلة مع صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الأسترالية "إن مؤيدي حماس وشعب غزة، طفح بهم الكيل من حماس بعد سنوات من العنف". في المقابل أكد الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن حركته ملتزمة باتفاق التهدئة وإنجاحه، وطالب الجانب الإسرائيلي بالالتزام بالاتفاق. وكان رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية قد عبر عن ثقته في أن جميع الفصائل ستحترم التهدئة "انطلاقا من شعورها بالمسؤولية الوطنية". أما رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض فاعتبر التهدئة "خطوة مهمة جدا" نحو تحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع، مطالبا بأن "تعطى الهدنة كامل الفرصة للنجاح". كما دعا فياض إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في الضفة الغربية أيضا. وقال "لطالما نادينا وأثبتنا بما لا يدع مجالا للشك أن هناك وضعا مختلفا تماما على الأرض الآن في الضفة الغربية, وبكل تأكيد فإن التدخل العسكري يجب أن يتوقف". وتأتي كل تلك التصريحات والمواقف في وقت وصلت فيه شاحنات محملة بالوقود والمواد الأساسية من الجانب الإسرائيلي إلى معابر القطاع مع بدء سريان التهدئة صباح الخميس. وشهدت حركة الشاحنات على معبري صوفيا والمنطار نشاطا فاق المعدل الذي شهدته الأيام الماضية. من جانبه قال مسؤول في سلطة المعابر الإسرائيلية إن كميات الوقود التي تدخل إلى القطاع محدودة، وستزداد اعتبارا من الأحد المقبل بناء على الوضع الأمني. كما شوهدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحلق في أجواء المنطقة. واتخذت القوات الإسرائيلية مواقع جديدة حول القطاع مع بدء سريان الاتفاق. وعاد الهدوء إلى البلدات الإسرائيلية الواقعة على الحدود مع غزة, مع دخول التهدئة حيز التنفيذ. وبموجب الاتفاق سيتم تدريجيا وجزئيا تخفيف الحصار الذي تفرضه تل أبيب على القطاع. من جهة أخرى ذكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن المبادرة العربية التي انطلقت من المبادرة اليمنية لا بد أن تنسق بجهد عربي. وأضاف عباس خلال لقائه الرئيس علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء، أن التهدئة ستساعد الفلسطينيين على إنهاء الحصار. وبدوره قال الرئيس صالح إنه ناقش مع عباس وقيادة حماس أن تشمل المصالحة الفلسطينية كافة الفصائل، وألا تقتصر على فتح وحماس. وسط هذا التطورات، أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي أن إيهود أولمرت سيتوجه الأسبوع المقبل إلى مصر لإجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك. ويتوقع أن تستقبل القاهرة في الفترة ذاتها عوفر ديكل مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلي لشؤون الأسرى والمفقودين، بهدف تجديد المفاوضات على إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شاليط.