غريب إلا من وجود أزهار
وروائح بيتية،
أسماء وأرقام محفورة
بأقلام صخرية
أجنة ، أطفال
شبان وبنات ونساء
وكهول وصمت دامس
يلف المكان....
يرابط بين قبور تقاطع
فيها الزمان....
والأسماء ترقب الزائر
ترمقه تتداخل في
حروفه المقروءة،
هناك جالس الزائر
ذكراه هنيهة
وتابع المسيرة...
مضى مع الأيام
غريبا ،
يدنو من مقبرة مدنية..
****
تعض الذكرى
شفاه غربتها
تتساءل : متى العيد؟
قالت: بعد قبرين ودمعه..
كم من الأسماء تنسانا
على قارعة الزمان وترقى
كم من الأسماء نسينا
تحفرها القبور فتبقى
ترابط بيننا القبور
وتربطنا أبيات
من الشعر من منازلة
لمنازله..
من مقتل لمقتل مزدحم
بالدماء والأسماء
****
آآه هذا القتيل أنا
مسجى هناك
أبكي حتى الموت...
لحظات أردت النوم
خفت دوما مني قتيلا،
عند موتي، فقط اذكريني...
فمن يبكي عليّ غيري؟!
اذكريني وابكِ عليّ
هذا القتيل أنا ...غريب
لم يرمني القناص
بل كنت أبحث
عنه،
عن حتفي فوجدته
هناك يعانق الرصاص
فعانقته ومنحته قبلة
ودمعة سخية عليّ
وجلست أبكيني
فتساءلت ..
أين مدفني يا ترى
في مقبرة عسكرية؟
طالما خفت مني قتيلا
هناك ..
بمقبرة عسكرية
****
هذا القتيل المسجى أنا
غريبٌ ومقبرة عسكرية
حب حتى الموت!!؟
أسماء
فأرقام
تقاطع تاريخ دموي
قبل وبعد
أسماء لحروب مضت
وترصد أخرى
اقرأ في الصخر ما كتبوا:
اسما تاريخا كتبوا
وذيّلوا من الحرب، أولى
وثانية
لله ما فعلوا بها،
كأنها،
تـُعدُّ لحرب ثالثه
وتاليه وتاليه..!!!
****
آآه هل يمر بي غريب مثلي؟
هل يجالس ذكراي أحد؟
هل يقرأ علي من كتاب الله ، أحدٌ؟
"قل هو الله أحد" .
وفي الليل عندما يذهب الأحياء
-هل يقوم الموتى
يرددون أشعاري
ويتذكرون الحياه؟
-لا ، لا ذكرى إلا ما صنعتَ حيا
يردده الأحياء فيظلُّ حيا..
لا تخف فليس لدينا
مقبرة عسكريه
وفي عرف الحاكمين
كل قبورنا العربية
ههنا
قبور عسكريه،
فلا تخف! .. لا تبتئس!
أنيسك في القبر عمل صالح
في الحياة
ورباط ببلاد الحشر
وقول فاصل في الحق
رغم الشوك...
ومسير في الأرض
التي منها خُلقنا
واليها نعود بجناز
لمقبرة مدنيه ،
لا فرق عندنا أو عسكريه...
****
آآه.. هذا القتيل المسجى.. أنا
يبكيه ، حتى الموت
.....غريبا،
دائما خفت مني قتيلا
في المقبرة العسكريه....
اللجون-القدس
عزالدين السعد
الأربعاء 18/6/2008