رايس تجمع بين فياض وباراك في القدس
*وزيرة الخارجية الأمريكية تشكو من البطء الحاصل في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين*حيفا- مكتب "الاتحاد"- عقد أمس الاثنين لقاء في القدس بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير "الأمن" الاسرائيلي ايهود باراك، على ما افادت مصادر رسمية. وسبقت اللقاء الذي جرى في فندق في القدس خلوة بين باراك ورايس التي تنهي الاثنين زيارة لاسرائيل والفلسطينيين. وسيتناول اللقاء الثلاثي خصوصا تخفيف القيود المفروضة على حركة التنقل في الضفة الغربية حيث يقيم الجيش الاسرائيلي اكثر من ستمائة حاجز. وتركزت زيارة رايس على مواصلة الاستيطان في الاراضي المحتلة، وهي مسألة تعيق التقدم في مفاوضات السلام التي بدأت برعاية واشنطن ويأمل الرئيس الأمريكي جورج بوش ان تفضي الى نتيجة بحلول نهاية السنة. وقالت رايس الاحد في اشارة الى هذا الاستحقاق: "اننا في حزيران واعتقد انه سيتوجب علينا العمل بجهد اكبر". واكدت وزيرة الخارجية الأمريكية الاحد ان استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات له تأثير ضار على مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقالت رايس بعد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصف المستوطنات بأنها "أكبر عقبة في طريق العملية السلمية" انه لا يزال من الممكن التوصل هذا العام لاتفاق بين الجانبين لإقامة دولة فلسطينية لكن الأمر يتطلب جهودا مكثفة من جميع الأطراف. وأشارت رايس التي تقوم بسادس زيارة لها الى المنطقة هذا العام لمحاولة دفع الجانبين نحو إبرام اتفاق للسلام الى انها ربما تكثف مساعيها الخاصة واقترحت إجراء المزيد من اللقاءات الثلاثية مع رئيسي فريقي التفاوض الاسرائيلي والفلسطيني. ويقول مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون وغربيون ان الخلافات بشأن بناء المستوطنات وفضيحة فساد يمكن ان تطيح برئيس الحكومة ايهود أولمرت أثرت بالسلب على الجهود الأمريكية الرامية للتوصل الى اتفاق سلام هذا العام قبل أن يترك الرئيس جورج بوش منصبه في كانون الثاني. وقال متحدث باسم بلدية القدس أول أمس الأحد ان مجلس تخطيط اقليميا صرح ببناء 2550 وحدة سكنية جديدة على الأقل بحلول عام 2020 في الضفة الغربية المحتلة في مناطق تقول اسرائيل انها جزء من مدينة القدس. ويتضمن هذا العدد 1300 وحدة سكنية أعلنت اسرائيل في بداية الأسبوع خططا لبنائها. وقالت رايس في مؤتمر صحافي مع عباس مشيرة الى سياسة الاستيطان الاسرائيلية "الاجراءات التي تتخذ والاعلانات التي تصدر لها بالفعل تأثير سلبي على أجواء المفاوضات وهذا ليس ما نريده". وقالت رايس في وقت لاحق للصحافيين الأمريكيين ان من المهم استعادة الثقة في ان اسرائيل لا تحاول "إملاء أو استباق" حدود ترى واشنطن انها يجب أن تتقرر من خلال التفاوض بين الجانبين. وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت تعتقد أن اسرائيل ستتخذ أي خطوات لوقف النشاط الاستيطاني قالت رايس: "لا أتوقع بصراحة أي انفراج مُبهر". وقالت في وقت لاحق للصحافيين انها لم تلمس ما يدل على تغيير اسرائيل لموقفها بالنسبة للمستوطنات. وتصر اسرائيل على ان مشروعاتها الاستيطانية تتسق مع سياسات قائمة منذ أمد طويل لا تتعارض مع جهود السلام في حين يخشى الفلسطينيون ان تمنعهم الجيوب الاستيطانية من إقامة دولة تتوفر لها مقومات البقاء. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت: "انه أمر واضح للجميع ان الأحياء اليهودية في القدس ستبقى جزءا من اسرائيل في أي اتفاق بشأن الوضع النهائي". وأعلنت اسرائيل بشكل متكرر خططا لبناء مزيد من المساكن في المستوطنات اليهودية التي تعتزم الاحتفاظ بها في أي اتفاق للسلام منتهكة التزاماتها بوقف كل النشاط الاستيطاني بموجب خطة "خارطة الطريق" للسلام التي طرحت عام 2003 وتساندها الولايات المتحدة. كما تدعو الخطة التي أكد عليها الزعماء الاسرائيليون والفلسطينيون في مؤتمر استضافه بوش في تشرين الثاني الفلسطينيين الى قمع نشطاء الجماعات المسلحة. وعقدت رايس سلسلة من الاجتماعات شملت محادثات مع عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ورئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزير "الأمن" ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني. كما عقدت اجتماعا ضم تسيبي ليفني رئيسة فريق التفاوض الاسرائيلي واحمد قريع رئيس فريق التفاوض الفلسطيني ورئيس الوزراء الأسبق. واقترحت رايس عقد المزيد من اللقاءات الثلاثية لمحاولة تحقيق الهدف المحدد بنهاية هذا العام والذي ينظر اليه على نطاق واسع بأنه غير واقعي. وقالت رايس: "أمامنا الكثير من العمل لكي نقوم به بين الحين والآخر اذا كنا نريد تحقيق ذلك الهدف. ولهذا فانني أتوقع انهم سيعملون بصورة أكثر جدية". وقالت رايس انها تعتزم مناقشة الالتزام بخطة خارطة الطريق في محادثات ثلاثية الاثنين مع باراك وفياض. وفي قطاع غزة قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على القطاع ان زيارة رايس لا يمكن ان تأتي بخير. الثلاثاء 17/6/2008 |