قالت:
أين أنتَ يا ساكناً تحت الرمشِ؟
يا مَنْ تُغمضُ العينُ، وأنتَ محلقٌ
في الأفقِ والفكرِ
سابحُ  في صمتِ الليلِ
كسائحٍ يعبُرُ ممراتِ الوجدِ

قال:
داعبي الأحلامَ في جفوني
فإنني أطيرُ نحو صَدْرَكِ المُعَطِرِ كُلَِ حلمِ
والخمرُ في جيدِكِ المزينُ مرمرا يسكرني
ويصيرُ حرفا من قصيدة

قالت:
فليلتفْْْْ الحلمُ حول خاصرةِ الحلمِ
ويمسدُ زغبَ الفجرِ نغماً
لحروفِ قصيدة

قال:
آه...........
يا لؤلؤةَ المحارِ
كيف أغوصُ البَحْرَ وأنْتِ بداخلي !؟
سأجَفِفُ نفسيَ كي أجِدَكِ على رملي !

قالت:
وإذا عَطِشْتُ،كيفَ سأرتويَ!؟
كيفَ سَتولدُ من رحمِ الروحِ القصيدة؟!

قال:
من شفتيِّ الموجِ
من رذاذِ الزبدِ 

قالت:
آه يا أميري ..
ما أجملَ هذه الهمساتِ
لها طعمَ البحرِ
 طعمَ الملحِ
 طعمَ الوجودِ
يا وجودي

قال:
يا سحابةً من لؤلؤٍ في سمائي
فأنتِ تسكنينَ في شرياني
وتنامينَ في وريدي

 
قالت:
أعشقُ البحْرَ
لأن في قلبِ البحرِ رذاذ الكلماتِ
تتكور من رحم الشِّعْرِ قصائد وحكايات

قال:
أن العيونَ التي في طَرْفِها عَبْرَةٌ
تقتلُ عاشقاً من شدةِ الورعِ

قالت:
أطلُ عليكَ من قلبِ زهرةٍ تجاورني
في صباحٍ معطرٍ يباغتني
وزقزقةَ بلبلٍ يطيرُ ويحادثني 

قال:
يا ليتَ العمر يطولُ
وارى ظِلِكِ وشاحًا
في ظُلْمَةِ القلبِ يسامرني 

طمره