كلمة <<الاتحاد>>
هل يُكربج مؤتمر الليكود أية محاولة للتسوية؟

عقد امس الاثنين مؤتمر مركز حزب الليكود الحاكم وعلى جدول اعماله تطرح العديد من القضايا التي مدلولها السياسي قيادة الليكود اكثر نحو اليمين المغالي في تطرفه المغامر. وفي مركز هذه القضايا اقتراحات رجعية مغامرة لاجراء تغييرات في دستور (النظام الداخلي) هذا الحزب. فمن التغييرات المقترحة ان اي وزير او عضو كنيست يقوم بنشاط او بعمل مناقض لقرارات المركز لا يستطيع ترشيح نفسه للمنافسة مرة اخرى وتكون حتى امكانية الاطاحة به وعزله. والمدلول السياسي لهذا التغيير المقترح والمقصود منه هو كربجة اية محاولة يقوم بها وزير او رئيس حكومة او عضو كنيست وفي ظل المتغيرات الحاصلة على ساحة الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني والمنطقي وعلى الحلبة الدولية تتعارض والموقف الرفضي التقليدي اليميني لليكود المعادي للتسوية السياسية، كربجة اية محاولة تجنح باتجاه بلورة مبادرات وطرح خطط وبرامج لتسوية سياسية. وقد جاء هذا التغيير الذي يقترحه غلاة اليمين والاستيطان في الليكود بعد اقتراح مبادرة اولمرت وخطة شارون حول الانسحاب احادي الجانب القسري واخلاء بعض المستوطنات الهشة الخالية عمليًا من اوباش المستوطنين. كما تتضمن التغييرات المقترحة على جدول اعمال المؤتمر الطلب باعطاء حق الرفض (الفيتو) على جدول اعمال المركز، واقتراح الترانسفير للفلسطينيين وترحيلهم الى الاردن وسوريا، وتقييدات على من يحق له ان ينتخب ويُنتخب. وتأتي هذه المقترحات لاجراء تغييرات في الدستور من خلال محاولة بعض قوى اليمين المتطرف والفاشية العنصرية الهيمنة على المركز لاحتكار العصمة بيدها فيما يتعلق بصياغة القرار النهائي وتحت يافطة الدمقراطية المزيفة بادعاء ان الهيئة، المؤسسة، المركز هو صاحب السيادة.
تغييرات ومواقف مطروحة اثارت مخاوف حتى وزيرة المعارف، ليمور ليفنات، التي لا يمكن اعتبارها من "المعتدلين" داخل الليكود، فهي ترفض هذه التهمة، بل تعتبر من صقور اليمين المتطرف ومن انصار الاستيطان  وشارون الاحتلال والعدوان فيما يتعلق بالموقف من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. ما يثير مخاوف ليفنات هو "انه توجد محاولات من قبل مصادر جنائية ومتطرفة للهيمنة على الحزب بشكل يهدد الدمقراطية ويجعلها في خطر ويقود الى الفوضى في الحزب". وهي تقصد في الأساس المجموعات والافراد من ايتام حركة كهانا الفاشية بزعامة  المجرم الفاشي العنصري رئيس عصابة "قيادة يهودية" التي انضمت الى الليكود عشية الانتخابات  البرلمانية الاخيرة بعد ان فشلت في الخروج من اطار القوة الهامشية الهشة. ولا تخفي هذه المجموعة هدفها بطبع الليكود بميسمها الفاشي المتطرف والسيطرة على صياغة القرار فيه. وتحذير ليمور ليفنات من مخاطر هذه العصابة وغيرها لا ينبع من حرصها على صيانة عفاف الدمقراطية او من منطلق تحصين الطريق نحو التسوية السياسية من مخاطر قطّاع الطرق الفاشيين، فهي أبعد ما تكون من انصار الدمقراطية والسلام العادل، بل تحذيرها نابع من خوفها على حاضر ومستقبل موقعها في قيادة وزعامة حزب الليكود. ورغم هذه الحقيقة فإن انطلاق صوتها التحذيري من وكر ذئاب الاحتلال والاستيطان والعدوان له اهمية خاصة من حيث المدلول السياسي في اطار المعركة السياسية - الجماهيرية لانصار السلام والدمقراطية، معركة مواجهة جرائم حكومة وقوى اليمين السياسية والاجتماعية وصيانة الدمقراطية.

("الاتحــــــــــاد")


الثلاثاء 6/1/2004


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع