أبو الغيط: لا نعادي «حزب الله»



* انتقد النفوذ الإيراني ونفى تراجع الدور المصري *

الدفاع عن دور مصر الذي يقال إنه تراجع إقليمياً، حاضر في كل مرة سُئل وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط عن مسألة ما، فما أن سُئل، في حديثه إلى مجلة «روز اليوسف»، عن دور قطر في حلحلة الوضع اللبناني، حتى قال إن بلاده هي من رشّحت الدوحة للتوسط بين اللبنانيين.
واستغرب أبو الغيط اتهام القاهرة «بأنها لا تتحرك»، مذكرا بأنها دعت، خلال 48 ساعة من اندلاع اشتباكات بيروت، الشهر الماضي، إلى انعقاد الجامعة العربية، وهو ما رفضته دول عربية لم يسمّها، مضيفاً أن القرار الصادر عن الجامعة، والذي كان يدعو إلى «تجريم استخدام السلاح»، طرحته مصر والسعودية والكويت والإمارات والبحرين والمغرب.
وأضاف أن اللجنة العربية شكلت بناء على اقتراح من مصر، التي آثرت عدم الانضمام إليها، «لأن ذلك كان سيفتح الطريق لانضمام السعودية وسوريا، أي نقل الوضع غير المريح بين الوحدات الرئيسية (المؤثرة لبنانياً) إلى اللجنة»، لافتاً إلى أن اختيار رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم كوسيط بين اللبنانيين تم بناء على اقتراح مصري.
وتساءل أبو الغيط «هل كان مطلوباً أن تخضع مصر للسياسات الإيرانية في لبنان لكي يرضى عنها البعض. ما نشهده في لبنان يمثل اتجاها خطرا لتقسيم البلد.. تحقيقاً لمكاسب.. إيران التي تمسك بالكثير من الأوراق»، مضيفاً «بالتأكيد، (لطهران) دور سلبي فلسطينياً». وماذا عن لبنان؟ أكد جازماً: «بالطبع إلى حد كبير».
ونفى أن تكون بلاده «على عداء مع حزب الله»، وإنما هي «ترفض الميليشيات العسكرية في دولة القانون والنظام»، داعياً إلى «تهيئة وضع لا تكون فيه حاجة للسلاح، أي أن تتوقف إسرائيل عن الاعتداء على لبنان».
ووصف أبو الغيط «قتل حزب الله لعدد من السنة» بأنه ليس «مقاومة»، داعياً إلى «سحب السلاح من الجميع». ونفى أن تكون بلاده «قد دعمت ميليشيات سنية»، ولكنه أضاف أن بلاده «لديها القدرة على ذلك»، متهماً مَن يروج لتراجع دور مصر إقليمياً بأنهم «يرغبون أن نوظف إمكاناتنا لخدمة إيران».
وعزا عجز الخطاب المصري عن استقطاب الشارع العربي، الذي يؤيد خطابات إيران، إلى «الظلم الذي يشعر به الشارع»، لكنه أورد مقارنة بين «رئيس مصر (حسني مبارك) ورئيس آخر لن أسميه (الإيراني محمود أحمدي نجاد). عندما يصل الأول إلى روما، يلتقي كل القوى، الكثيرون يريدون لقاءه»، أما الثاني «الذي تُقابل تصرفات بلاده بتحفظ دولي، فلا يلتقي حتى وزير الخارجية».
وحدد عناصر تحقق تسوية في المنطقة بتوقف إسرائيل عن الإساءة للفلسطينيين ومحاولة سلب أراضيهم، واستعادة سوريا للجولان، واستعادة لبنان لأرضه، وتخلي إسرائيل عن السلاح النووي، «عندها ستصبح (إسرائيل) عضوا عاديا في الشرق الأوسط الجديد».
وعن المفاوضات السورية الإسرائيلية، أمل بأن «ينجحوا في تحقيق انفراجة»، مؤكداً أن بلاده «لم تنزعج بتاتاً من الوساطة التركية».
(«السفير»، أ ش أ)


الخميس 12/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع