أليوم العالمي لمكافحة تشغيل الاطفال



يصادف اليوم، الثاني عشر من حزيران، اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الاطفال، فصحيفة "الاتحاد" نشرت امس بعض المعلومات والمعطيات الرسمية الصارخة عن استغلال تشغيل الاطفال. ففي مستنقع النظام الرأسمالي العالمي يعمل في سوق العمل العالمي اكثر من مئتين وثمانية عشر مليون طفل. وهذا يعني ان هذا العدد الهائل من الاطفال في سن مبكرة محروم من حقه الانساني الاولي في الدراسة والتعليم، اضافة الى حرمانه من سعادة سن الطفولة ووضعه تحت مكبس الاستغلال الطبقي الهمجي. فبروز ظاهرة تشغيل الاطفال في كثير من البلدان، خاصة في البلدان النامية ضعيفة التطور في بلدان القارات الافريقية والامريكية اللاتينية والآسيوية وحتى في البلدان الصناعية الرأسمالية المتطورة، بروز هذه الظاهرة هو نتاج للتمييز الصارخ داخل اطار التقسيم العالمي للعمل في النظام الرأسمالي العالمي، التمييز بين مستوى التطور بين بلدان "الشمال" الصناعية الرأسمالية المتطورة وبين البلدان النامية المذكورة من "بلدان الجنوب" ضحايا استغلال وتمييز البلدان الرأسمالية المتطورة، خاصة في ظل العولمة. فتشغيل الاطفال الصغار دافعه الاساسي الفقر والضائقة الاجتماعية المعيشية في العديد من البلدان، حيث يستغل ارباب المصالح والرأسمال هذه الظاهرة لشراء قوة عمل الاطفال بأجرة منخفضة، وفي اغلب الاحيان دون توفير وضمان الشروط والضمانات الاجتماعية والانسانية للاطفال. فالركض وراء تحقيق المزيد من الارباح على حساب حرمان الاطفال من حياة الطفولة ومضاعفة استغلالهم دين وديدن ارباب الرأسمال الكبير.
ومن الجدير ذكره وتأكيده ان ظاهرة تشغيل الاطفال وحرمانهم من حياة الطفولة واستغلالهم ابشع اشكال الاستغلال تنتشر في البلدان وبين الشعوب التي وقعت ضحية العدوان والاحتلال الاجنبي الاستعماري الغاشم، فالشعب العربي الفلسطيني في المناطق المحتلة وفي مواطن الشتات القسري يعاني من جرائم الاحتلال الاسرائيلي ومن ظلم وتمييز ذوي القربى ومن ماكنة الاستغلال الرأسمالي في العديد من البلدان. ففي المناطق الفلسطينية المحتلة، في الضفة والقطاع، وبسبب جرائم الاحتلال الاسرائيلي، من تخريب الاقتصاد الفلسطيني وفرض الحصار الاقتصادي وقتل واعتقال آلاف الفلسطينيين واغلاق ابواب عمل الفلسطينيين من هذه المناطق في اسرائيل فان نسبة الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر تبلغ بالمعدل حوالي خمسة وخمسين في المئة وفي قطاع غزة اكثر من سبعين بالمئة، ونسبة البطالة تتراوح على التوالي بين ثلاثين في المئة واكثر من خمسين في المئة. ولتوفير لقمة العيش ودرء خطر الموت والمجاعة، وخاصة في ظل اغلاق المدارس من جراء العدوان الاسرائيلي المسلح والمتواصل، خاصة على قطاع غزة، يضطر اطفال فلسطين الى العمل الاسود في مختلف الاعمال، والى التسول في سوق الشحاذة. وتنتشر هذه الظاهرة المأساوية في العراق المحتل وفي افغانستان المحتل. فالمحتل الامريكي لا تقتصر جرائمه على اغتصاب السيادة العراقية وقتل وتهجير ملايين العراقيين، بل كذلك قتل آلاف الاطفال واضطرار آلاف الاطفال النزول الى سوق العمل لكسب لقمة العيش والتسول في الشوارع والساحات في بلدانهم وفي بلدان خارجية اخرى.
ورسالتنا في اليوم العالمي لمكافحة تشغيل الاطفال تصعيد المعركة ضد هذه الظاهرة وضد الاستغلال الرأسمالي والاحتلالي.

الخميس 12/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع