كندا لسكانها الأصليين: نعتذر عن إبادتنا لثقافتكم



هل يكفي «الاعتذار» عن «الإبادة الثقافية» التي تعرّض لها السكان الأصليون في كندا؟ بالنسبة لتيد كويويزانس، الذي يترأس جمعية للدفاع عن هؤلاء، ذلك لن يكون كافياً «إذا لم يُقرن بأفعال.. وإلا كيف ستتم مصالحة»؟.
وسيقدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اليوم اعتذاراً، نيابةً عن كندا، إلى نحو 80 ألفاً من التلاميذ السابقين لـ«دور رعاية السكان الأصليين»، الذين أجبروا على إنكار ثقافتهم الأصلية. إذ بعدما «فشل (البيض) في قتل كل الهنود، قرروا قتل انتمائهم إلى أصولهم، منذ الطفولة»، حسبما قال الزعيم الوطني فيل فونتين، الذي أمضى عشر سنوات في أحد هذه المراكز.
وإن كان فونتين يصف تلك الحقبة بأنها «أسوأ صفحة في تاريخنا»، فإن كويويزانس يصفها بـ«عملية إبادة ثقافية»، راوياً كيف كان هو نفسه «ضحية استغلال جنسي، مادي ومعنوي» في تلك الدور.
ومنذ نهاية القرن الـ19 إلى التسعينات، أدخل نحو 150 ألف طفل من الهنود والخلاسيين، إلى هذه الدور، التي تشرف عليها مؤسسات مسيحية بإشراف الحكومة الفدرالية، وحيث كان الشبان يمنعون من التحدث بلغتهم الأم، وكانوا «يُنعتون بالمتوحشين»، حسبما قال فونتين، موضحاً «كانت ثقافة طاغية تفرض إرادتها على ثقافة أخرى. وقد أساء ذلك لاحترامي لنفسي. كنت أشعر بالخجل لأنني من السكان الأصليين».
ويعيش السكان الأصليون، الذين يُعدون 1.3 مليون نسمة من أصل 33 مليون كندي، بدخل اقل بكثير عن متوسط دخل الكندي، كما تعاني مجتمعاتهم من إدمان الكحول والانتحار.
وبعد حملة طويلة وآلاف الشكاوى، تم التوصل إلى اتفاق في نيسان العام ,2006 ينص على دفع عشرة آلاف دولار لكل من النزلاء السابقين لهذه الدور وثلاثة آلاف دولار عن كل سنة أمضاها في المركز. كما يقضي بإنشاء لجنة للمصالحة بدأت أعمالها مطلع حزيران الماضي وتستمر خمس سنوات.(ا ف ب)
الأربعاء 11/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع