هموم مسرحية!



في هذا الباب وعن غير عادة سوف أتناول موضوعًا لا يقل أهمية عن الفن المسرحي، يضاف الى هموم الفن وعرض هذا الموضوع عبر وسائل الإعلام يأتي ليضع الضوء على أحد الفنون الأكثر إثارة وشيوعا في عالمنا المعاصر وله تأثير مباشر محليا وعالميا، وهنا يأتي الدور الذي يقوم به الفنانون العرب في بلادنا لعرض أفلام سينمائية فلسطينية.
مع بداية هذا القرن بدأنا نشعر في نهوض حركة سينمائية فلسطينية نعتز ونفتخر بها، وهذه الأعمال يقف خلفها ويدفع بها شباب مبدع له كلمة ورؤية تجذب اليها أنظارنا وأنظار المشاهدين في العالم.
وهنا تقال الكلمة الممزوجة بالصورة الساحرة لتُخلّد على الشاشة البيضاء حكاية شعب.
وأصبحنا نحن شعب هذه البلاد نرسم الشخصية السينمائية الفلسطينية ونعرضها في جميع أنحاء العالم. لقد أصبح الفنان الفلسطيني مثل غيره من المبدعين العالميين يشارك في أهم المهرجانات السينمائية في العالم مثل "مهرجان كان" في فرنسا و"مهرجان برلين" في المانيا و"مهرجان البندقية" في ايطاليا ودول أخرى حتى قرع باب الأوسكار في الولايات المتحدة.
ففي هذه المهرجانات يعتلي الفنان الفلسطيني المبدع ابن هذه البلاد المنصة ليتسلم جائزة التقدير والإبداع وهناك يقول بصوت هادئ وواضح: نحن من هذه البلاد التي عرفت أكبر مأساة في عام 1948، خرجنا من باطن هذه الأرض، من أرض الناصرة الخالدة وحيفا الكرمل وعكا البحر ويافا ومن المخيمات ومن الضفة والقطاع.
نحن نصنع الصورة ونقول كلمتنا ونحوّل ذاك الجسر العظيم الذي يربط العالم بسيرة شعبنا وحكايتنا.
إن بلادنا التي أنجبت المبدعين السينمائيين أمثال هاني أبو أسعد وإيلي سليمان وميشيل خليفة وأزيدور مسلّم وابتسام مراعنة وداوود بولس ونزار حسن ورشيد مشهراوي ومحمد بكري وآخرين.. هي نفس الطينة التي أنجبت الشعراء والأدباء أمثال محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وحنا أبو حنا وسلمان ناطور وشكيب جهشان ونخبة من الفنانين التشكيليين أمثال عبد عابدي وإسماعيل شموط وناجي العلي وكوكبة كبيرة من الأدباء والفنانين من شعبنا الفلسطيني الذين رسموا وما زالوا يجسّدون الشخصية الفلسطينية في الحكاية والشعر والسينما والمسرح.
ففي هذه الأيام أنهى الفنان أكرم تلاوي، عمله التمثيلي في فيلم كان قد صاغ حكايته.. لقد استطاع هذا الشاب الطموح والمبدع ابن مدينة الطيبة والمقيم حاليا في ايطاليا أن يجنّد لفيلمه طاقمًا كبيرًا من رجال السينما العالمية، فجنّد منتجًا ايطاليًّا ومخرجًا ومصوّرًا من اليابان وطاقمًا فنيًّا ومهنيًّا من شباب بلادنا وخاصة مدينة الطيبة.
وهذا الكادر عمل مثل آلية مشحونة بطاقات عظيمة ومهنية فنيا يعجز القلم عن وصفها، فهذه الباقة وغيرها ما زالت ترسم الشخصية الفلسطينية لتتابع مسيرة الفن في هذا القرن لنقول للعالم نحن هنا في بلادنا مثل سنابل القمح وأشجار الزيتون والتين والبرتقال وصنوبر الكرمل.
سوف نجعل من هذا القرن الواحد والعشرين قرن الفن الفلسطيني في السينما والمسرح والموسيقى والفن التشكيلي وجميع الفنون الأخرى ونرسم شخصية الإنسان الفلسطيني الذي يعمل على إزالة الهموم ليمتطي ركب الحضارة الأدبية والفنية مثل باقي شعوب العالم ويعمل على إكمال الصورة للشخصية الفلسطينية المستقبلية التي تعشق الحياة والكرامة والإبداع.

أديب جهشان *
الأربعاء 11/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع