كن مفيدًا يا مفيد



في معرض حديثه وفي مقالةٍ نُشرت في صحيفة "العنوان الرئيسي" (في 6\6) تحت لافتة مُلفتة للنظر (مجد "أصوليات" و"أصوليي" تل أبيب وحضيض البوهيميا في شارع شينكن) كتب "الأخ المسلم" عبد الحكيم مفيد المحترم عن الحركة الإسلامية وطُلاب الجامعات بشكلٍ عام وعن نتائج الانتخابات الطلابية بجامعة تل أبيب حيث يدعي أنّ الطلاب "الأصوليون" "شديدي الحياء الذين سجدوا لله شاكرين في جامعة تل أبيب حيث هتف هؤلاء "وحدة وحدة وطنية الشاب بجنب الصبيّة"…
فوالله العظيم- وما لكم/ لكنّ عليّ يمين- أنني أفرح من كل قلبي إذا كان هذا صحيحًا وأن الحركات الإسلامية في البلاد وغيرها قد تبنوا هذا الشعار لأن في هذا تطورًا تقدميًا محمودًا.. وإن دلّ هذا على شيء فإنه يدل أن طلابنا من هذه الفئات قد تمرّدوا على أصولية الأصوليين وجاءوا بشيء جديدٍ وإن كان منقولاً عنّا نحن الشيوعيين والجبهويين والعِلمانيين والعَلمانيين.
إنني أعلم أن لديهم في الحركات الإسلامية مشروعهم (وكنت ومنذ ما يقارب العشرين سنة قد كتبت عن هذا المشروع وما زلت أكتب عنه وأنتقده)، ولدينا نحن مشروعنا التقدمي المنفتح على كل الثقافات والحضارات والأديان والأساطير، وفي صُلبه النضال العربي- اليهودي المشترك الذي وضعه الأخ الكريم عبد الحكيم بصيغة التهكم والمسخرة.
وهو يكتب في أكثر من موضع أن "هؤلاء رأوا من المناسب أن يضعوا مخططات في وجه "الأصولية" التي تتمدد في الجامعات"، وفي موضع آخر يكرر "أولئك الذين كانوا يضعون المخططات لمواجهة التيار المد الإسلامي في الجامعات" ويعود ويكرر للمرة الثالثة- بعد أن يتمسخر على المناضل تشي جيفارا وعلى الحلقات الحزبية والأكتيف ومؤتمرات الشبيبة حيث "هناك يتم تسميمهم"- إلى أن يقول: "الحياة والحقيقة أيها الرفاق ليس كما تقال في الجلسات السرية ولا كما تقال في جلسات التآمر على التيار الإسلامي في الجامعات ولا حتى من الكتب التي يًلقيها عليكم المحامي وليد الفاهوم (صديقي سابقًا الذي قررت أن أتخلى عن صداقته بعد أن اكتشفت أنه يشارك في جلسات التآمر على من هم مثل أبنائي وبناتي في الجامعات)".
ولو يا مفيد لم تقرأ خلال العشرين سنة الماضية مقالات وتلخيصات وليد هذا عن حسن البنّا والمصطفى شكري وارث الأرض وما عليها وصالح سرية صاحب الفنية العسكرية، أم أن عين الرضا عن كل عيبٍ كليلة لأنك كنت عضوًا في حركة أبناء البلد، أصدقاء صديقك السابق.
أين التآمر يا سيّد ما دام وليد هذا ينشر عن تلك الحلقة اليتيمة بحيفا ويطالب أن تتبعها حلقات من أجل تعميق الوعي؟ أين السرية في الموضوع ما دام وليد هذا نشر عنه وألقى ويُلقي الكتب ويحثّ على قراءتها ومناقشتها؟ وهل الوعي جريمة يًعاقِب عليها القانون؟ وأيُ قانون هذا؟
هذا بعد أن فضّل قيمة النقد الذاتي على تغطية السماوات بالعماوات رغم خطورة "التعمشق" لأن في مثل هذا النقد قوة ولأن واثق الخطوة يمشي ملكًا.
وبعد، فمع مثل هؤلاء أصدقاء وليد ليس بحاجة إلى أعداء أو خصوم سياسيين، مع العلم أن الفرق شاسع بين العدو والحليف والخصم والصديق. وبعد أيضًا يا مفيد.. كن مفيدًا، ولنبحث عن المشترك رغم الخصومة… ولك مني تحية الصباح.

وليد الفاهوم
الأربعاء 11/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع