*218 مليون طفل في سوق العمل العالمي بدلاً من الجلوس على مقاعد الدراسة* تنظيم آلاف الفعاليات في 60 دولة من أجل التوعية ومقاومة هذه الظاهرة الخطيرة* جلسة خاصة لمؤتمر العمل الدولي ومظاهرة على هامش المؤتمر* الحملة الدولية من اجل "العمل اللائق" تشمل موضوع مناهضة ظاهرة تشغيل الأطفال*
حيفا- لمراسلنا النقابي- تنطلق في الساعة العاشرة من صباح يوم غد الخميس الموافق 12 حزيران 2008 الحملة العالمية لمكافحة ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم والذين يصل عددهم وفق الإحصاء الرسمي لمنظمة العمل الدولية إلى نحو 218 مليون طفل وطفلة، بينما يعتقد خبراء علاقات العمل ان العدد الفعلي للأطفال العاملين بدل أن يكونوا على مقاعد الدراسة يتعدى 250 مليون طفل يجري استغلالهم في سوق العمل العولمي، يعملون في أشغال مختلفة ومنها مهن مُهينَة تترك تبعات نفسية خطيرة على شخصية هؤلاء الأطفال لاحقا.
وتقوم منظمة العمل الدولية في دورتها الـ97 المنعقدة حاليا في مقر المنظمة في جنيف (ما بين 28 أيار و13 حزيران الحالي)، بعقد جلسة خاصة صباح يوم غد الخميس، يرأسها المدير العام للمنظمة خوان سومافيا ويحضرها ممثل عن اليونيسكو وكالة الامم المتحدة التي تعمل من أجل توفير التعليم للجميع وممثلين عن الحكومات والنقابات وأصحاب العمل، تتناول فيها ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم، الذين من المفروض ان يكونوا على مقاعد الدراسة والإعلان رسميا عن انطلاق حملتها هذه التي ستشمل آلاف النشاطات والفعاليات في أكثر من 60 دولة تعاني من هذه الظاهرة وفي دول أخرى تقوم بتقديم الدعم لهذه الحملة، ويقف على رأس هذه الحملة بالإضافة لمنظمة العمل الدولية الاتحاد العالمي للنقابات العمالية ومعهما اليونسكو واليونيسيف وهيئات دولية أخرى تنضوي تحت مظلة الأمم المتحدة.
هذا وتعقب الجلسة الخاصة لمؤتمر العمل الدولي مظاهرة كبيرة تنظمها المنظمة مع النقابات العمالية بالاشتراك مع مدينة جنيف والوفود المشاركة في المؤتمر (يشارك فيه حوالي 3000 مندوب من مختلف دول العالم). حيث تقام ما بين الساعة 14:30 و15:30 أمام قصر الامم في المدينة، يحضرها رئيس مجلس الدولة في كانتون جنيف، ورئيس بلدية جنيف، ومدير عام منظمة العمل الدولية وكبار المسؤولين والمندوبين لمؤتمر العمل الدولي، وأطفال المدارس ومن المقرر عرض لوحة عملاقة يجري التوقيع على بيان تشمله تحت شعار "لا لعمالة الاطفال". ويجري اطلاق بالونات التضامن مع الاطفال العمال في جميع انحاء العالم وتنظم في الوقت نفسه حملة تبرع بالكتب المفضلة لجيل الأطفال، والتي ستكون متاحة من قبل منظمة العمل الدولية لتقديمها الى الاطفال المشاركين في المشاريع المدعومة من منظمة العمل الدولية في جميع أنحاء العالم.
هذا وقد أكد خوان سومافيا مدير عام المنظمة في بيانه الخاص بالمناسبة، بأن هذه الحملة العالمية التي تدعو الى مكافحة عمل الأطفال في العالم تأتي كجزء من حملة تنظمها المنظمة على مدار سنة وتدعو فيها الى المساواة في العمل عامة وضمان العمل اللائق للجميع والمساواة بين الجنسين ومكافحة عمل الأطفال من خلال ضمان التعليم لهم مع الترويج لشعار: "الضمان من أجل التقدم: تثقيف الفتيات والفتيان على حد السواء".
*الدورة الـ97 لمنظمة العمل الدولية*
جدير بالذكر ان مؤتمر المنظمة هذا العام كان زاخرًا بالأبحاث التي تتعلق بسوق العمل العالمي، والأخطار التي تواجهها الطبقة العاملة في عالمنا اليوم حيث تفتقد الطبقة العاملة فرص العمل اللائق، والأجور التي تضمن العيش الكريم، بل ما أتت به لها العولمة الاقتصادية حتى الآن هو البطالة والفقر وظاهرة العمال الفقراء. ووفق تصريح المدير العام لمنظمة العمل الدولية خوان سومافيا في المؤتمر فإن ظاهرة "العولمة بدون العدالة الاجتماعية" تعني "النمو دون توليد ما يكفي من الوظائف ذات النوعيه الجيدة، وتنامي ظاهرة فرص العمل بدون ضمان حقوق اجتماعية وأجور لائقة مما يؤدي وقف التقدم في مجال مكافحة الفقر المدقع، وتعميق عدم المساواة".
واشار أيضا الى الخطر في "خطر ارتفاع التضخم والانكماش الاقتصادي، بل والركود والبطالة" وأزمة اسعار الاغذية مما يعني "ضرب ميزانيات الأسر الفقيرة والعمال على وجه الخصوص الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على ميزانية الحكومة". ودعا سومافيا الى ضرورة اتخاذ "تدابير مضادة وعاجلة". قائلاً: "يجب على الحكومات معا التصدي لهذه الأخطار القائمة على الأسر العاملة".
هذا وقد تم عرض التقرير الخاص بأوضاع العمال العرب في المناطق العربية المحتلة من قبل اسرائيل، وأسهمت المجموعة العربية بنشاط خاص في هذا المجال، كما وتمكنت المجموعة العربية من ضمان انتخاب ممثل نقابي عربي في إدارة المنظمة ممثلاً عن النقابات العمالية وهو النقابي البحريني عبد الله حين علي وللمرة الثانية على التوالي حيث حصل على 101 صوت من أصل 130. وفور صدور نتائج الانتخابات قال الأمين العام للإتحاد الدولي للنقابات العالمية النقابي البريطاني غاي رايدر: "نحن سعداء من نتيجة الانتخابات لمندوبي العمال، مما يؤكد الدور الذي قمنا به من أجل ضمان انتخاب قائمة الممثلين النقابيين والتي تجسد الوحدة النقابية، بعد توحيد الحركة النقابية الدولية في المؤتمر التأسيسي الذي عقدناه في فيينا في نوفمبر عام 2006".
الأربعاء 11/6/2008