واشنطن "قلقة" من الترسانة النووية الروسية والتهديد الصيني



واشنطن- وكالات- أعربت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) عن قلقها مما وصفته بتركيز روسيا على قدراتها النووية، معتبرة أن ذلك يستدعي تطوير الولايات المتحدة لسياسة الردع النووي، مع الإشارة إلى أن الصين تشكل هي الأخرى مصدر خطر إستراتيجي على المدى البعيد.
جاء ذلك في حوار مغلق أجراه وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس مع ضباط وعناصر قاعدة لانغلي الجوية بولاية فيرجينيا حول قراره استبدال قيادة سلاح الجو على خلفية أخطاء تنفيذية تتصل بالأسلحة النووية.
وشدد غيتس على أن روسيا وعلى ما يبدو باتت تركز أكثر على تعزيز قدراتها النووية وليس على دعم قواتها المسلحة التقليدية، مما "يؤكد ضرورة حفاظ الولايات المتحدة على قوة الردع النووي".
وعزا غيتس هذه التحولات في السياسة الإستراتيجية الأمنية الروسية إلى إدراك القيادة صعوبة إصلاح قواتها التقليدية التي تعاني- منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق- من ضعف لا يمكن تعويضه إستراتيجيا، بحسب تعبير غيتس إلا عن طريق تطوير القدرات النووية.
وكانت موسكو- منذ استلام فلاديمير بوتين منصب الرئاسة عام 2000- رفعت إنفاقها العسكري في إطار جهودها للاضطلاع باستعادة دورها على الصعيد العالمي، وإصلاح قواتها التقليدية تنظيما وتجهيزا.
بيد أن بعض المراقبين يرى أن الإصلاح يسير بخطى بطيئة ولا يزال الجيش الروسي يعاني من ضعف المعنويات بين جنود يتقاضون رواتب ضئيلة وقادة مستائين من حالة الجيش.
وكان الرئيس الروسي الجديد ديمتري ميدفيديف تعهد الشهر الفائت بتخصيص المزيد من الأموال للترسانة النووية بهدف درء المخاطر التي تواجه الأمن القومي.
وكما هو معروف، تعتمد القوى الإستراتيجية الروسية على مبدأ الثالوث النووي في البر والبحر والجو القادر تقنيا على ضرب أهداف داخل الولايات المتحدة.
يشار إلى أن العلاقة الأمنية بين واشنطن وموسكو اتخذت منحى غير ودي في السنوات الأخيرة على خلفية نظام الدرع الصاروخي الذي تنوي الولايات المتحدة إقامته في بولندا والتشيك، وترى فيه روسيا تهديدا مباشرا لأمنها القومي. 
وفيما ربط دعوته لتعزيز قدرة الردع النووي الأمريكي بحرص واشنطن الكبير على ما أسماه "احتمال وصول السلاح لجماعات أو دول مناهضة مثل إيران"، تعرض غيتس لأكثر من سؤال حول طبيعة الموقف الأمريكي من الصين.
وحول هذه النقطة بدا لافتا قول غيتس إنه لا يستبعد أن تجد الولايات المتحدة نفسها مستقبلا في حالة صراع مع الصين، مشيرا إلى أنه من غير الحكمة استنفاد القوة العسكرية الأمريكية التي تخوض حربا في الوقت الراهن، من أجل الاستعداد لحرب قد تقع أو لا تقع.
وشدد على أن الأولوية الرئيسية بالنسبة إليه حاليا تتمثل في إيجاد التوازن الصحيح والمناسب في برامج تطوير القوة الجوية الأمريكية لاسيما بعد التباطؤ وتضخم النفقات الذي شهدته هذه البرامج.
كما نفى غيتس ربط قراره باستبدال قيادة السلاح الجوي بما تردد عن وجود خلافات معها بشأن بعض المسائل الخاصة بهذا السلاح ومنها الحصول على الجيل الخامس من مقاتلات "أف-22".
يذكر أن البنتاغون كان قد أصدر قرارا في وقت سابق قضى بموجبه باستبدال العماد تي مايكل موسلي من منصب رئيس هيئة أركان سلاح الجو ومايكل واين من منصب سكرتير القوة الجوية.
وجاء هذا القرار على خلفية التحقيق الذي أجراه الأدميرال كيركلاند دونالد وخلص فيه إلى تراجع معدل الكفاءة في سلاح الجو وعلى نحو سبب خطأين جسيمين، أولهما إرسال صواعق نووية إلى تايوان عام 2006، إضافة إلى الحادثة التي هزت البيت الأبيض إثر تحليق قاذفة من طراز "بي- 52" في أجواء الولايات المتحدة مزودة بصاروخ نووي من طراز كروز قبل عدة أشهر.

الصورة (من الارشيف): بكين وموسكو توقّعان اتفاقاً نووياً: الدرع الصاروخية تعرقل الحدّ من التسلّح

الأربعاء 11/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع