أول وزير سوري في باريس منذ سنوات
أسبوع للثقافة السورية في العاصمة الفرنسيةالسفير-زياد حيدر-دمشق : بدأت خطوات التطبيع الفرنسية مع سوريا تأخذ بعدا عمليا، وأبرزها الزيارة التي يقوم بها حاليا وزير الثقافة السورية رياض نعسان آغا إلى باريس بناء لدعوة من نظيرته الفرنسية كريستين أنابيل، وذلك لبحث «أطر التعاون الثقافي بين البلدين» على هامش أسبوع للثقافة السورية بدأت نشاطاته في باريس. وتعتبر زيارة آغا الأولى لمسوؤل سوري بهذا المستوى إلى باريس منذ حوالى ثلاث سنوات، حيث «استثمرت» الوزيرة الفرنسية التحسن الحاصل في أجواء العلاقات لتدعو نظيرها السوري إلى إجراء «محادثات ثنائية». ويتضمن برنامج اغا، الذي يرافقه مدير دار الأسد للثقافة والفنون نبيل اللو، اجتماعين مع مدير متحف اللوفر ورئيس المكتبة الوطنية الفرنسية. وبدأت مظاهر العلاقات بين دمشق وباريس بالتحسن بعد «اتفاق الدوحة» الذي وضع نهاية لأزمة لبنان السياسية، وتم وفق الاعتراف الفرنسي بمساعدة سورية واضحة. ومن المتوقع أن يزور دمشق نهاية الأسبوع الحالي أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان ومستشار الرئيس الفرنسي جان ديفيد ليفيت ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط بوريس بوايان، وذلك للتحضير لزيارة الرئيس بشار الأسد، غير المؤكدة بعد، إلى باريس في 13 تموز المقبل، ومناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وخصوصا أن الوسط الدبلوماسي بدأ بتداول أسماء مرشحين لشغل منصب السفير السوري في باريس الخالي منذ أكثر من عام، والذي كان من أبرز مرشحيه سابقا السفير السوري في لندن سامي الخيمي. كما من المرجح أن يزور وزير الخارجية السوري وليد المعلم باريس في موعد غير مؤكد أوائل تموز لعقد لقاء «تنسيقي» حول «قمة الاتحاد من أجل المتوسط». ويأتي هذا في ضوء تحسن المناخ السياسي حول سوريا، والذي ارتكز على التطورات السياسية الأخيرة سواء كان ذلك بنجاح «اتفاق الدوحة» أو خطوة الاتصالات السورية الإسرائيلية غير المباشرة. وتقول مصادر سورية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن «اتفاق الدوحة» سمح بـ«الانفكاك من الفخ اللبناني»، مشيرة إلى أن «الصورة الإيجابية» التي تشكلت «كانت بعكس ما يريد خصوم سوريا». وأضافت أن دمشق «تتحرك عربيا وأجنبيا لتمتين هذا التحسن»، وأن فشل الإدارة الأميركية في محاصرتها وقرب نهاية ولايتها «يسمح لأطراف كثيرة بهامش من التحرك». وتتابع المصادر إن ادارة الرئيس جورج بوش تركز جهدها الآن على «وضع معوقات في وجه أي تحسن للعلاقات بين دمشق والإدارة الأميركية المقبلة»، موضحة أن العقوبات التي يتم الحديث عنها بين الحين والآخر، والموضوع النووي يصبان في هذا الإطار، مستبعدة أن يتركا تأثيرا كبيرا، باعتبار أن هامش «التحرر» من التزامات هذه الإدارة بات واضحا، على المستوى الدولي، وإن ما زال ضعيفا على المستوى العربي.
الثلاثاء 10/6/2008 |