الحوار الوطني والمواجهة..



في حين تتزايد حدة التوقعات بأن تشهد هذه الأيام تصعيدا دمويا حربجيا جديدا ضد قطاع غزة، قد يصل إلى حد إعادة احتلال القطاع بالكامل، في هذا الحين، تناقلت وسائل الإعلام الأخبار حول آفاق تجديد الحوار الوطني الفلسطيني- الفلسطيني، وحول هذا الموضوع تخصصت مباحثات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته إلى العالم العربي، وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا واضحا من طرف حماس.
إننا نقول بأن هذه الخطوة وعلى تأخرها إلا أنها خطوة هامة نحو توحيد الصف الفلسطيني في تحديه للإحتلال وجرائمه وبخاصة لهذه الهجمة الدموية التي يتبجح وزير الحرب إيهود براك بشنها في كل لحظة، وهي حرب الكل يعلم بأنها لن تجلي الأمن والاستقرار لأطفال سديروت كما يتبجحون، إلا أنها وعلى ما يبدو قد تضمن استقرار مقاعدهم لبرهة إضافية من الزمن ليس أكثر.
تأتي هذه التطورات الخطرة لتؤكد بأن اسرائيل بقيادتها وشعبها لم تتعلم العبرة من نكسة 1967، التي حلت بالشعب الفلسطيني دون أن تتجاوز الإسرائيليين الذين ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا لهذا الإحتلال الإجرامي المارق، الذي إن لم يزهق الجسد أهلك الروح ومسخها!!
إننا نرى بأن قادة الحرب في اسرائيل يخططون للهروب من مآزقهم السياسية الضيقة إلى دوامة جديدة من الدم في قطاع غزة ومن هنا نثقول بأن من واجبنا إعداد العدة للمواجهة ومن واجبنا كجماهير عربية وكقوى سلم في اسرائيل أن نستعد لإطلاف صرخة مجلجلة ضد هذا العدوان وأن نتصدى للأكاذيب الديماغوغية، فالتهدئة ليس فقط أنها ضرورية إنما ممكنة والكرة في الملعب الإسرائيلي، وهي قادرة على التوصل إلى التهدئة وعلى مبادلة الأسرى، مع التأكيد القاطع بأن تهدئة كهذه ليست هي مفتاح الفرج إنما خطوة صحيحة في الطريق الصحيح نحو أفق سياسي مبشر بقلع الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.. فالوحدة الوطنية يا أبناء شعبنا الوحدة الوطنية!!
الثلاثاء 10/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع