نوايا حربية عدوانية مبيّتة
لا شك أنّ ازدياد وتيرة التصريحات الاسرائيلية تهديديّة الطابع والمضمون، تجاه إيران، وتهديدها بتوجيه ضربة استباقية لإيران، وبتدمير إيران، منذ يوم الجمعة، تدلّ على أمر واحد، واضح، هو أنّ رئيس الحكومة إيهود أولمرت تحاور مع الرئيس الأمريكي خلال زيارته إلى واشنطن، حول موضوع مركزي واحد ليس إلا، هو ما تسميه إسرائيل والولايات المتحدة "الخطر الإيراني". ومن الواضح أنّ زيارة أولمرت، وهو رئيس حكومة في نهاية عهده، إلى البيت الأبيض ليلتقي جورج بوش، وهو رئيس أمريكي في نهاية عهده، لا يمكن أن تتمحور حول اتفاق سلام منشود مع الشعب الفلسطيني وقيادته، لأنّ رئيسين في نهاية عهدهما لن يتوجّها لإحقاق سلام عادل. ومن هنا نستطيع أن نؤكّد أنّ لقاء الاثنين تمحور حول "الخطر الإيراني"، وحول سبل التعامل مع هذا "الخطر". إنّ تصريحات شاؤول موفاز، يوم الجمعة، القائلة بأنّ هناك احتمالا لضرب إيران ضربة استباقية للقضاء على مشروعها النووي، وتصريحات بنيامين بن اليعيزر أمس الذي قال بأنّ أي هجوم إيراني على إسرائيل سوف يقود إلى "تدمير إيران" (كذا..)، تدل على أمر واحد، هو أنّ النوايا الاسرائيلية هي نوايا حرب وعدوان، وليست نوايا تهدئة واستقرار، وما غلى ذلك. يمكننا التأكيد من هنا، أنّ الحاجة الأمريكية والإسرائيلية لضرب إيران هي حاجة واضحة، لذا على العالم أن يقف سدًّا منيعًا في وجه خطوة قد تقود إلى حرب مدمّرة، في هذا الجزء من العالم، في أحسن الأحوال، وفي العالم كله في أكثرها سوءًا، وذلك لمنع هذا المشروع التدميري الذي تقوده الامبريالية الأمريكية، بواسطة ذراعها الطولى في المنطقة، إسرائيل. الأثنين 9/6/2008 |