نجاح آخر للجنة الشعبية في الطيرة:
المئات في الأمسية الثقافية الأولى في خيمة الإعتصام



* الجمهور يستقبل الفنان محمد بكري بحفاوة، والنائب حنين يؤكد: السماح للسلطة بالإستفراد ببكري ممنوع! *

سجلت اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في مدينة الطيرة، أمس السبت، نجاحا كبيرا آخر بإنجاحها لأمسية التضامن مع الفنان محمد بكري، الملاحق منذ إخراجه لفيلم "جنين جنين" الوثائقي الجريء.
وكان قد تخلل برنامج هذه الأمسية، مداخلتان، إحداهما للفنان محمد بكري، والأخرى للنائب د. دوف حنين، إضافة إلى عرض فيلم "من يوم ما رحت" من إخراج بكري.

 

* قشوع: خيمتنا، نحو مركز ثقافي عامر *


إفتتح الأمسية، الشيخ عبد السلام قشوع، رئيس اللجنة الشعبية في المدينة، مرحبا بالضيوف، الذين قدر عددهم بالثلاثمة، من أبناء الطيرة إضافة إلى ناشطي اللجان الشعبية من البلدات المجاورة إلى جانب عدد من التقدميين اليهود.
 وتطرق قشوع إلى آخر أخبار خيمة الإعتصام، داعيا الناس إلى تكثيف حضورهم في الخيمة، مستعرضا ما تشهده الخيمة من نشاطات مختلفة لتشجيع المواطنين، والشباب على وجه الخصوص، للتواجد فيها، حيث ذكر وجود جناح خاص للحواسيب المربوطة بشبكة الإنترنت إضاغة إلى العرض اليومي للأفلام الملتزمة على شاشة ضخمة، وأكد قشوع على عزم اللجنة بتحويل الخيمة إلى مركز ثقافي عامر.

 

* شبيطة: وحدتنا عامود الخيمة، فلنصنها لتصوننا! *

 

 

 

وفي ختام كلمته دعا قشوع، أمجد شبيطة، عضو اللجنة الشعبية لتولي إدارة الأمسية، والذي أكد في مستهل مقدمته على شرعية هذه اللجنة الشعبية، إذ قال  "نقول بأن هذه اللجنة الشعبية، قد حصلت بالتفاف المواطنين حولها، والذي انعكس بالمظاهرة الجبارة والإضراب المجلجل، قد حصلت على التفويض الأصدق والأقوى.. تفويض الجماهير في أصدق استفتاء فعال، وهي آتية لتوحد لا لتفرق وكل من يحاول الإلتفاف عليها إنما يلتف على ذاته ويمس بشرعيته.. وأما هذه اللجنة فهي أبعد ما تكون عن الحسابات الضيقة المقيتة فعلى أكتافها مسؤولية وطنية تتجاوز هذا المنزل ولا أغالي إن قلت أنها تتجاوز حدود الطيرة.. ففي نجاح هذا النضال صفعة مدوية لليأس، وتأكيد لا تأويل له على أن اليد قادرة على ملاطمة المخرز السلطوي.. لذا فإننا نهيب بالأهل الإرتقاء إلى مستوى المسؤولية والتحدي والإلتفاف حول الخيمة وتعزيز الحضور.. فالكلاب الداشرة والأفاعي الماكرة، وإن اعتلت البلدوزرات وانتفلت البساطير لا تتجرأ على الجماعة..هذه التي إن صناها صانتنا!"
وأضاف "لا يخفى على أحد أن المعركة أولا وقبل كل شيء سياسية، وبأن نفس العقلية المهووسة بداء العنصرية هي التي تلاحق الحق بالمأوى، والكلمة الحرة، وهي هي عقلية شرعنة الإحتلال والتمييز العنصري..
وأردف شبيطة "قد شاءت الصدف أن تتزامن هذه الأمسية مع ما هو أهم من افتتاح مباريات كأس اليورو، فاليوم الـ 7 من حزيران هو اليوم الثالث في حرب الأيام الستة قبل 41 عاما ولا مجال للنظر إلى ملاحقة هذا المنزل وهذا التوثيق الجريء لمجازر جنين بمعزل عن الإحتلال، ومن هنا فإننا نؤكد بأن الإحتلال مقبرة للمحتل، إن لم يزهق الجسد أهلك الروح ومسخها، وبأن شعبا يحتل شعبنا آخر لا يمكن أن يكون حرا."
وأكد شبيطة باسم اللجنة الشعبية على ضرورة الحفاظ على وحدة المدينة وأبنائها ونبذ كل أشكلل العنف وإطلاق الرصاص بشكل لا يقبل التأويل.

 

* د. حنين: بكري ليس وحيدا !*

 

 


ومن ثم كانت الكلمة للنائب د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة ورئيس اللوبي البرلماني لحقوق الإنسان، وافتتح كلمته بالإشارة إلى أنه سيتطرق من خلالها إلى ثلاث حلقات نضالية، مترابطة: النضال ضد الإحتلال، الدفاع عن الدمقراطية والحق بالمساواة.
وفي حديثه عن النضال ضد الإحتلال، ذكر حنين بأنه كان قد شارك في نفس اليوم بمظاهرة قوى السلام في تل أبيب، ضد الإحتلال، وأكد على ضرورة أن ترفع قوى السلام بما فيها الجماهير العربية في البلاد صرخة واضحة ضد الإحتلال وجرائمه التي تعاني منها المنطقة برمتها، ولم يخف د. حنين قلقه من المخططات الحربجية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، قائلا "آمل ألا يضطر بكري إلى اخراج فيلم جديد تحت عنوان "جباليا جباليا" بعد الهجمة المخططة على القطاع المحتل".
وحذر د. حنين بأن أي تفكير بالإعتداء على إيران قد يهدد بقاء المنطقة بأسرها.
وفي حديثه عن الدفاع عن الدمقراطية، أشار د. حنين إلأى ما يشهده فيلم جنين جنين، ومخرجه من ملاحقة غير مشروعة، قائلا بأنه جزء من الملاحقة للكلمة الحرة في البلاد ودليل على تآكل الهامش الدمقراطي في البلاد في تدهورها نحو الفاشية، وأكد د. حنين على ضرورة أن يرفع كل ذي ضمير حي، إن كان عربيا أو يهوديا صوته إلى جانب بكري قائلا بأن بكري ليس وحده وبأن المعركة هي على الدمقراطية.
وأما عن النضال من أجل المساواة فقد تطرق د. حنين إلى سياسة هدم المنازل وتضييق الخناق على المواطنين العرب مشددا على ضرورة مجابهة هذا التمييز العنصري بصلابة دفاعا عن حق الجماهير العربية في البلاد بالعيش في وطنها بمساواة مدنية وقومية تامة.
يذكر بأن د. حنين من أوائل رافضي الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة، وقد برز قبل انتخابه للكنيست كمحام عنيد بالدفاع عن حقوق الإنسان وعلى وجه الخصوص بترافعه عن رافضي الخدمة العسكرية من منطلقات ضمائرية، كما أنه من وقف خلف الحكم المعروف في المحكمة العليا بحكم "ليؤور" والذي ألغيت في اعقابه الرقابة على المسرحيات في إسرائيل.


 
* بكري: نحن معا أقوى..*

 

 

أما الفنان الكبير محمد بكري، فقد أبدى تأثره من الأمسية التضامنية معه، من محبة الناس ووقوفهم إلى جانبه، كما أنه أشاد وبشكل خاص بمداخلة النائب حنين قائلا "كنت قد التقت بدوف الأسبوع المنصرم في الناصرة في حفل تكريم محاربي الحزب الشيوعي الأوائل، وكلما سمعته يزداد تفاؤلي واصراري على ضرورة التأثير على المجتمع الإسرائيلي برمته."
وأنشد بكري أغنية "الخط دا خطي والكلمة دي ليا"، ثم تطرق إلى قضية المنازل المهددة في الطيرة وغيرها مؤكدا على ضرورة مواجهة هذه السياسة بوحدة وصلابة كفاحية وأكد "أنا أقوى معكم منهم ونحن مع بعضنا أقوى وأقوى".
ومن ثم عرض فيلم "من يوم ما رحت" واختتمت الأمسية بكلمة شكر مقتضبة من قبل بكري، وأخرى من قبل إدارة الخيمة التي أكدت على أهمية الإلتفاف حول الخيمة.
يذكر بأن الجمهور قابل بكري قبل وبعد عرض الفيلم بحفاوة بالغة، وتجدر الإشارة إلى أن شبيطة كان قد قال في تقديمه لبكري " محمد بكري لم يختلق في فيلمه شيئا، إنما وثق ما قام به جيش الدفاع ذي الحس المرهف.. محمد بكري لم يقم إلا بنصب مرآة أما المحتل ليرى نفسه مسخا ويخاف من صورته.. إنهم يخافون من صورتهم وفي هذا البشرى.. وفيه التأكيد على أن يدنا ثابتة ثابتة ويد الظالم مهما ثبتت مرتجفة.. وفي هذا تأكيد على أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة..على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. خوف الطغاة من الذكريات.. خوف الغزاة من الأغنيات.."

 

* خلف: إلتفاف الناس مطمئن *

 

 


عضو اللجنة الشعبية في المدينة وأحد المبادرين المركزيين لهذه الأمسية، صالح خلف، عبر عن رضاه من نجاح هذه الأمسية آملا أن تشهد الخيمة مسلسلا من الأمسيات المشابهة.
هذا ويذكر بأن مباريات كأس بطولة أوروبا ستعرض في الخيمة على شاشة كبيرة.

* التصوير: موقع 7artna.co.il

 

الأثنين 9/6/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع