«Live in Dubai» دي في دي حفلها
ثمة الكثير مما يبرر اصدار حفل لفيروز بـD.V.D ولو انه اقيم في العام .2001 واول ما يبرر التأريخ لهذه الحفلة الاستثنائية، وقبل ذلك، صوت فيروز وحضور فيروز التي تبان في الشريط المصوّر، بطريقة مغايرة عن صورها القديمة. ذلك ان كاميرا ريما الرحباني تقترب من «السيدة» الى حدود مدهشة بحيث يستطيع المشاهد الوقوف على أدق التفاصيل معطوفة المشاهدة على تلك المسافة بين الروح والجسد التي تشدهما فيروز الى بعضهما، على مرأى من جمهورها. لكأن هذه المحاولة تريد ان تخفف من المناخ الايقوني الموضوعة فيه السيدة فيروز. انها في Live in Dubai إنسانة تشد رحالها الى مهنتها التي لا تعرف غيرها: الغناء. انها من اجل ذلك، تبذل جهوداً محسوسة وملموسة لكي تطال ما تبتغيه، على صعيد علاقتها بالوفرة الموجودة بصوتها. انها في الشريط تتدرّب وتدرّب. تتدرّب مع الكورس، وتساهم في تدريب الكورس. تقف امام عربة لوقت طويل، تنقلها من مفهومها الى قدرات الكورس. هذه واحدة من وظائفها التي لا يعرفها الكثيرون عنها. ثم ان فيروز ميالة الى الفردية وخصوصا حين تستقبل صباحاتها بفنجان قهوتها او نسكافيه الذي أخذته في ذلك المقهى بـ«الامارات».
سوف نكتشف من خلال الـD.V.D انها صاحبة شخصية واحدة، على خشبة المسرح، وفي الحياة العامة ولو انها تبذل للاولى الكثير، مما يجعلها تستحق ان تبقى فيروز، او سيدة الغناء العربي. ففيروز لا تكل وهي تدرّب نفسها حتى على الأغاني القديمة التي حفظتها عن ظهر قلب.
في الـD.V.D تدريب على اغنية واحدة لمرات عديدة، مع ذلك فإن فيروز لا تتأفف ولا تترك تدريبها بل تصر على دقائقه وتفاصيله من اجل المناخ العام للأغنية والحضور المشترك بينها وبين أفراد الكورس، والمايسترو الذي يقود حفلها في «دبي».
أبيض وأسود
الفرق بين فيروز كل يوم، وفيروز على خشبة المسرح، انها تصعد الى الخشبة بروح لبوة، لن تقدّم لها استمرارية الحفلات عذراً لكي تكبو او تستسهل. وحين تغيب عن الخشبة يتضاعف حضورها الاسر بثوبيها البسيطين. أبيض وأسود غالبا. اغنية لها او اغنيتان، ثم اغنية للمنشدين ولو ان اغاني الكورس ليست لملء استراحة السيدة فقط، بل لها غاية تحصين حضور الاغنية الفردية «سولو» بالاغنية الجماعية (الكورس).
لم يعد سائغاً الكلام على الفروق بين اغنيات الاخوين رحباني، وزياد الرحباني، لان فيروز هي الاكثر دراية بقيمة هذه الاغنيات التي تختارها بتأن، لكي تبني على حضورها عمارتها الصوتية المنسابة بين اقصى الهدوء والرومانسية (مع اغنيات الاخوين رحباني) واقصى التجديد والشبابية (مع اغنيات زياد الرحباني مثل: «كيفك إنت»، «طلي إضحكيلو»، «ليلية بترجع يا ليل»، «أهواك»، «ضاق خلقي»، «نحنا والقمر جيران»، «الأرض مدوّرة»، «الوداع»، «وقف يا أسمر»، «يارا»، «ردني الى بلادي» وسواها.
تحاول كاميرا ريما الرحباني ان توسع من حيّز المسرح الضيّق في «دبي» بحركات متكررة للكاميرا، والاجمل استعمالها لكاميرا الـ«لوما» التي تمسح المسرح، وتميل الى الناس بحركة رائقة كأنها تريد ان تفتح حواراً بين الحيّزين.
انها الاكثر فهما (ريما الرحباني) لحضور فيروز، ومفاجآتها وطلاتها المعتادة، وهي الاكثر فهما لتدوير زوايا المفاجآت بحيث تغدو اشياء مألوفة تضاف الى ألفة الصوت والحضور.
السبت 7/6/2008