ألنقاش الذي دار في زاوية "صباح الخير" على مدى ثلاثة اعداد هي عدد الاثنين 12.05.2008 وعدد الاحد 25.05.2008 وعدد الاربعاء 28.05.2008 بين الاستاذ المحامي وليد الفاهوم وبين الدكتور عزمي حكيم ابن عضوة بلدية الناصرة السابقة سامية حكيم لم يكتمل. خاصة لانه حذف من ارشيف الجريدة، جريدة "الاتحاد" مقال الاستاذ المحامي وليد الفاهوم بخصوص المواقف من طلاب الحركة الاسلامية في الجامعات الاسرائيلية والترويج للباس غير المحتشم و/ او المحتشم الذي دخل حشوا خلال ذلك النقاش.
ما اثارني لكتابة هذه المداخلة هو التهمة التي حاول الدكتور عزمي حكيم الصاقها بالاستاذ وليد عندما يقول في رده: "ان الاستاذ وليد يحمّل طلابنا الجامعيين اكثر مما يحتملون وان هؤلاء الطلاب يأتون من مدنهم وقراهم وكل طالب يصل الى الجامعة حاملا فكره وانتماءه السياسي!
ألا تعتقد اننا نحمل ابناءنا طلابنا الجامعيين عبء فشلنا ليس كحزب وجبهة، فقط، انما اعباء فشل مجتمعنا المدني عامة!".. هكذا بالحرف الواحد!
نحن الأهل، نعرف تمام المعرفة اسباب فشل الحزب والجبهة اذا كان هناك فشل! لانني اضع على كلمة فشل هذه علامة سؤال كبيرة! ولكن ما اريد توضيحه في هذه العجالة هو ان النقد الذاتي كما ورد في مقالة الاستاذ وليد الفاهوم هو البلسم الشافي لمشاكل مجتمعنا المدني الذي يتخبّط بين البطريركية والعائلية والحزبية وحتى الديماغوغية التي نمارسها ليس فقط تجاه ابنائنا طلابنا بل تجاه جماهير شعبنا المتعطش للمعرفة وللتوعية الضرورية على ضوء ما تتعرض له الحضارة العربية الاسلامية من حضارة العولمة التي ترى في حضارتنا الاسلامية العربية حضارة ارهابية تدعو الى العنف والارهاب وتمارسها قولا وفعلا! هذه التهمة مرفوضة اساسا لان حضارتنا العربية والاسلامية هي حضارة تسامح منذ ما قبل انتشار الدعوة الاسلامية وبعدها.
ما يجب ان نذكره في هذا المجال هو ان الحركات الطلابية في العالم العربي والعالم الاسلامي والعالم الغربي كان لها ولا يزال دور كبير في نضال الشعوب الضعيفة والمستضعفة في كفاحها من اجل التحرر وتحقيق الاستقلال.
لذلك ومن اجل التذكير وشرح ما لا يعرفه البعض ارجو لفت الانتباه الى دور الحركات الطلابية في الجامعات الاسرائيلية وفي مصر بشكل خاص. وهو امر ينسحب على جميع الحركات الطلابية في العالمين العربي والاسلامي، وان الحركة الطلابية الفلسطينية والحركة الطلابية المصرية ليست سوى نماذج لما نريد ان يحصل في مختلف دول العالم الثالث، والدور الذي لعبته هذه الحركات في مسيرة الكفاح القومي الشريف من اجل الحرية والدمقراطية والاستقلال الناجز.
*ألحركات الطلابية الفلسطينية*
ساهمت هذه الحركات في الجامعات الاسرائيلية وفي المعاهد العليا في الضفة وقطاع غزة الى جانب مؤسساتنا الوطنية في التصدّي للممارسات العنصرية ومنع تفكيك هُويتنا القومية الفلسطينية ومنع تحويلنا الى قبائل وطوائف متصارعة.
إن الحركة الطلابية هي احدى المؤسسات الوطنية الفلسطينية لانها احد روابط هؤلاء الطلاب بشعبهم وهي تختار قيادتها بالانتخابات الدمقراطية وذلك بعد ان تعلم هؤلاء الشباب المستنيرون لعبة الدمقراطية قولا وفعلا. لذلك فان مهمتها- اي مهمة الحركة- هي الحفاظ على الهوية الفلسطينية للطلاب العرب في ظل ممارسات السلطات الاسرائيلية والداعية الى تحويل شبابنا الى حطّابين وسقاة ماء! ولكن هيهات ان تنجح هذه السلطات لان لدى طلابنا ابنائنا من الوعي ما يكفي لافشال مخططات التجهيل كافة التي تخطط لها السلطات الاسرائيلية والدليل على ذلك هو في الازدياد المطّرد الذي نلاحظه في أعداد الطلاب العرب الذين يجتازون امتحانات البسيخومتري بعلامات عالية. ففي العام الحالي قُبل 75 طالبا عربيا للكليات الطب في اسرائيل من مجموع 87 طالبا عربيا تقدموا بطلبات الانتساب لهذه الكليات.
أليس ارتفاع هذه النسبة مؤشّرا مطمئنًا الى ان مستويات تحصيل طلابنا اخذت في الارتفاع. يذكر الجميع كيف كانت كليات الطب في الجامعات الاسرائيلية تقبل طالبا واحدا او اثنين او ثلاثة في احسن الظروف للكيات الطب. وحقيقة اخرى اوردها في ما يلي: في عام 1997 كنت في زيارة لجامعة صوفيا عاصمة بلغاريا وقد طلب مني اهالي طلابنا من كفر ياسيف وابو سنان ان انقل لهم بعض الدولارات لتغطية نفقات الدراسة الجامعية. ووجدت انها مناسبة ممتازة لاحصاء عدد طلابنا من خريجي مدرسة ينّي الثانوية في كفر ياسيف الذين جاؤوا للقاء معلمهم السابق-كاتب هذه السطور- ولشد ما كانت دهشتي كبيرة عندما توصلت الى النتيجة القائلة بان خمسة وتسعين طالبا من كفر ياسيف وابو سنان يتعلمون في جامعة صوفيا هذه! هذا العدد الهائل هو مؤشر لأعداد الطلاب الذين يتعلمون في مختلف الجامعات خارج اسرائيل. ان هذا العدد الهائل مضافا اليه اعداد الطلاب الذين يتلقون علومهم في الجامعات الاسرائيلية وجامعات دول اخرى في العالم يشير الى ان شعبنا ما زال بخير وان هناك منافسة كبيرة لزيادة التعلم والدراسة الجامعية الاكاديمية.
كذلك لفت نظري توجه اتحاد الطلاب الى الاحزاب الفاعلة في الساحة السياسية والمنظمات المختلفة لدى شعبنا العربي الفلسطيني الى وجوب تقديم التنازلات من اجل وحدة الصف وتقدم وتحسين عمل اتحاد الطلاب القطري العربي في اسرائيل، هذا التوجب يشير الى مدى الوعي والمسؤولية الكبرى التي يمارسها هذا الاتحاد، وذلك من اجل ضمان وحدة حقيقية ومن اجل تمثيل صحيح وقوي للحركة الطلابية الوطنية تجاه رئاسة الجامعات والسلطات الحكومية الاسرائيلية.
وهو يؤكد على ضرورة ربط الفكر التقدمي بالسياسة وليس اخضاع هذا الفكر للسياسة وهناك تحديات كثيرة تواجه الحركة الطلابية الفلسطينية لهذا العام 2008 يتلخص قسم منها في ما يلي:1. اقامة لجان طلابية محلية في جميع الكليات الاسرائيلية 2. ضبط العمل الطلابي في اطار تنظيم قوي وضمان الممارسة الدمقراطية عبر انتخابات دمقراطية للجان الطلاب في جميع المعاهد العليا الجامعية 3. دمج طلاب اللقبين الثاني والثالث معا في نشاطات الطلاب وذلك لما للطلاب الدراسيين لهذين اللقبين من خبرات ووعي حيث يعتقد البعض ان نشطاء السياسيين من بين طلاب الجامعات العرب لا ينجحون في دروسهم بسبب انشغالهم بالنضال السياسي المذكور. 4. رفع شأن ممارسي السياسة من الطلاب وذلك لان الاهالي في الغالب يريدون لابنائهم الطلاب الابتعاد عن النشاطات السياسية. 5. مواجهة العنصرية المتفشية في المجتمع الاسرائيلي تجاه الانسان العربي والتصدي لهذه السياسة البغيضة. 6. النضال من اجل الحرية والدمقراطية وتحيق المساواة الحقيقية للعرب مع اليهود كمواطنين وتأمين او ضمان حق التظاهر والسماح بالنشاطات السياسية داخل الحرم الجامعي. هذه لمحة صغيرة لما نريده ويريده طلابنا كمواطنين في دولة اسرائيل.
*ألحركة الطلابية في مصر*
في عام 2000 وبالذات يوم 29 ايلول من ذلك العام قامت مظاهرات شارك فيها معظم ان لم يكن جميع طلاب الجامعات المصرية احتجاجا على زيارة اريئيل شارون رئيس حكومة الليكود اليميني المتطرف للمسجد الاقصى المبارك واحتجاجا على الاوضاع المخزية التي تعيشها الانظمة العربية. لذلك فان الحركة الطلابية عالميا وبتجاربها الكثيرة باتت شعلة النضال الوطني ضد الظلم والاستبداد ومن اجل ضمان الحريات والدمقراطية.
*ألحركة الطلابية في مصر في مطلع القرن العشرين*
منذ تأسيس"نادي المدارس العليا" على يد الزعيم الوطني مصطفى كامل 1905 بدأت الحركة الطلابية المصرية تهتم بنشر الوعي الكامل لدعم الحركة الوطنية السياسية المصرية وتنظيم المظاهرات والاضرابات وحركات الاحتجاج. صحيح ان سياسة البرجوازية المصرية المتمثلة في الحزب الوطني هي التي كانت رائجة بين صفوف الطلاب، الا ان هذا الحزب لم يكن يعبر تعبيرا صادقا عن القوى الوطنية الاجتماعية الحقيقية في الحياة المصرية. لذلك فقد ادى ذلك الى عزله سياسيا عن الجماهير المصرية وإضعاف مبناه في الداخل. الا ان توجهه الى الاتحادات الطلابية المصرية في الخارج اعطاه دعما قويا حيث قام اتحاد طلاب الجامعات الاوروبية المصريين العرب بدعوة القادة والحركات الطلابية بالدعوة الى تبنّي المبادئ الاشتراكية ودراستها دراسة علمية ودراسة امكانية تطبيقها واستيعابها في العالم العربي.
في عام 1919 كان للحركة الطلابية المصرية في الجامعات المصرية الكبرى خاصة جامعات القاهرة دور كبير في تحريك احداثها ومساراتها منذ البداية والمقصود هو احداث ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول.
ولما حاول سعد زغلول جمع تواقيع اعضاء الهيئة النيابية واعضاء المجالس المجلية كي يقنع بريطانيا بانه انما يمثل مصر في مؤتمر فرساي- مؤتمر المصالحة عام 1919- وكانت بريطانيا قد رفضت مشاركة سعد زغلول وجماعة الوفد بحجه انهم لا يمثلون الشعب المصري ولا يمثلون اهدافه وطموحاته، عندها قام اتحاد طلاب الجامعات المصرية باتخاذ موقف مغاير، حيث قرروا التوجه للشعب المصري من اجل تأكيد تمثيل سعد زغلول والوفد للاماني القومية المصرية في مؤتمر فرساي المذكور عام 1919. ولما قامت بريطانيا باعتقال سعد زغلول قام طلاب الجامعات المصرية باعلان الاضراب وعقد المظاهرات العارمة والمنادية بالاستقلال التام وبحياة سعد زغلول واعضاء الوفد المرافق- والذين من اسمهم اتخد حزب الوفد فيما بعد اسمه!
في الايام الاولى للثورة كان الطلاب الجامعون وحيدين في ساحات النضال والمظاهرات. الا انه بعد مرور ثلاثة او اربعة ايام، انتشر المد الثوري من القاهره ليشمل جميع انحاء مصر مطالبين بالافراج عن سعد زغلول ورفاقه من اعضاء الوفد. ثم بعد الغاء دستور سنة 1923 قامت الحركات الطلابية من جديد بالمطالبة بتطبيق الدمقراطية واعادة الدستور الى جانب مطلب تحقيق الاستقلال والزام بريطانيا المستعمرة لمصر آنذاك على توقيع اتفاقية تضمن جلاء الجيش البريطاني عن مصر وتحقيق الاستقلال التام الناجز.
من هنا شهدت الساحة السياسية المصرية تحولا في نضال طلاب الجامعات من جديد وذلك عندما بدأت تطالب بتطبيق الدمقراطية واعادة الدستور الى جانب المطالبة بالاستقلال، والاهم من ذلك تقديم مبادرات سياسية وعدم الاكتفاء بالمظاهرات والاحتجاجات.
فقد قام الطلاب بتأسيس" اللجنة العليا للطلاب" والتي انبثقت عنها لجان فرعية اخرى اخذت على عاتقها نشر التوعية والاعلام وتعبئة الرأي العام المصري لدعم مطالب الحركة الطلابية. وقد توجهت هذه اللجنة من جديد للاحزاب بما فيها حزب الوفد واستجابت معظم الاحزاب لهذا النداء فشكلت جبهة وطنية موحده لانقاذ مصر فأعيد العمل بدستور 1923 ووصل حزب الوفد في الانتخابات الى الحكم. كما ظهر في هذه الحقبة قوى سياسية جديدة هي حزب مصر الفتاة والمنظمات الماركسية والاحرار الدستوريون وجماعة الاخوان المسلمين!
وخلال عام 1945 ابان الحرب العالمية الثانية تكونت من جديد جبهة طلابية ذات ميول يسارية اشتراكية لعب فيها الشيوعيون والطليعة الوفدية وطلاب الازهر والمعاهد العليا والمدارس المهنية دورا كبيرا في التنظيم فنشأت" اللجنة الوطنية للطلبة" التي حددت اهدافها في النقاط التالية: 1. النضال من اجل الاستقلال الوطني اولا 2. التخلص من السيطرة الاستعمارية الاقتصادية، الثقافية والسياسية البريطانية 3. العمل على تصفية العملاء المحليين الذين يتآمرون على مصر لصالح دول الاستعمار 4. المطالبة بالغاء معاهدة سنة 1936 التي فرضتها بريطانيا على حكومة الملك فاروق 5. مقاومة حكومة النقراشي باشا والتي اضطرت الى تقديم استقالتها يوم 15/2/1946.
جاءت بعدها حكومة اسماعيل صدقي التي اتخذت خطا ليبراليا ازاء الحركات الطلابية حيث سمحت بالتظاهر واطلقت سراح المعتقلين من المظاهرات السابقة. الا ان هذه الحكومة كانت ليبرالية في الظاهر بينما حاولت في الخفاء ضرب الحركات الطلابية، وذلك عن طريق تفكيك وحدة القوى السياسية العاملة داخل الحركة الطلابية فاخرت اولا الاخوان المسلمين ثم اخرجت جماعة مصر الفتات من اللجنة المذكورة وهكذا بقي الشيوعيون والوفديون. واقيمت اللجنة الوطنية للطلاب والعمال في عام 1946 بمبادرة من اليسار المصري ومن الشيوعيين واخذت هذه اللجنة على عاتقها مقاومة التواجد العسكري البريطاني في مصر، وقامت باعمال ضرب المصالح البريطانية مما اضطر بريطانيا الى سحب قواتها من منطقة قناة السويس، وانتهى الامر بتوقيع اتفاقية صدقي- بيفن (صدقي رئيس حكومة مصر وبيفن رئيس حكومة بريطانيا) ولم تحصل مصر على الاستقلال الموعود.
لذلك تجددت المظاهرات من جديد وفي يوم 21/2/1946 هاجمت قوات الشرطة المصرية احدى المظاهرات الطلابية بالرصاص الحي فراح ضحيتها عدد كبير من الطلاب الجامعيين الامر الذي دعا الحركة الطلابية العالمية الى اتخاذ قرار بان يكون ذلك اليوم يوما للتضامن الطلابي العالمي مع نضال الحركة الطلابية المصرية، وذلك تكريما لنضالهم البطولي والعادل في القضاء على الاستعمار البريطاني.
وهكذا ومع مرور بعض السنوات ظهرت حركة الضباط الاحرار التي اعلنت فيما بعد ثورة 23 تموز من عام 1952 بقيادة الجنرال محمد نجيب وزميله جمال عبد الناصر وتحرير مصر من نير الاستعمار البريطاني نهائيا.
هكذا كانت الحركة الطلابية احد العناصر المحركة للحركة الوطنية المصرية ولا تزال.
ولو تابعنا نشاط الحركة الطلابية المصرية في عهد السادات الذي تلا عهد جمال عبد الناصر لعرفنا ان الحركة الطلابية لم تهدأ، لما لهؤلاء الشباب الجامعيين من الوعي السياسي والاهتمام بالمصالح الوطنية فأقيمت عشرات النوادي التي اشهرها "نادي الفكر الناصري" و"نادي الفكر الاشتراكي" وغيرها. كان حكم السادات عودة الى نظام قمع الحريات ففرض السادات قيودا على حرية التنظيم السياسي داخل الحرم الجامعي عام 1972 وذلك بموجب المادة 332 والتي حرّمت قيام تنظيمات او تشكيلات سياسية داخل الحرم الجامعي، الا ان الاحداث التي تلت مثل حرب الاستنزاف وحرب العبور اعادت الحيوية الى الحركة الطلابية. وفي عهد الرئيس الحالي محمد حسني مبارك يلاحظ الدارسون ان الحركات الطلابية لا تهدأ بين الحين والآخر وتلعب دورا رائدا في الفكر السياسي الى جانب الاحزاب وحتى فوق الاحزاب. هذا في مصر كنموذج سقناه للدلالة على ان هذه الفئة الشبابية باستطاعتها ان تلعب دورا قياديا لما فيها من روح الشباب المتوثبة نحو احقاق الحقوق ومن الوعي السياسي الحاصل من المواضيع الدراسية المختلفة.
لذلك فان التطلع الى الحركة الطلابية الفلسطينية في الداخل وتوجه الاستاذ وليد الفاهوم لهذه الفئة ومطالبتها بان يكون لها دور فعال في الفكر السياسي والقيادي لجماهير شعبنا في الداخل هو توجه ايجابي وضروري وانه لا يمكن عزل هذه القوة الثورية عن نضال شعبنا وعن التعاون مع الاحزاب والمنظمات السياسية الفاعلة على الساحة الداخلية من اجل تحقيق المساواة الحقيقية في ظل ما تدعيه اسرائيل من نظام دمقراطي ومن اجل قيام الدولة الفلسطينية العتيدة مع كل ما تضعه اسرائيل من عقبات!
في النهاية اعتقد ان على جميع القوى السياسية العاملة على الساحة العربية الداخلية ان تعيد النظر في مواقفها وفي توجهها لحركتنا الطلابية وتقديم الدعم الكامل لها من اجل تحقيق الثوابت الفلسطينية التي لا حاجة لتكرار تفاصيلها.
ومن هنا فان القضية الاساس ليست في لبس التنورة ولا الحجاب وانما تتركز في النهج السياسي السليم الذي يجب اتباعه لانجاح الحركة الوطنية المحلية.
فهل حقا اخطأ الاستاذ وليد الفاهوم وحمّل الحركة الطلابية اكثر مما تستطيع ان تحمل؟! اننا نتطلع الى ابنائنا شباب اليوم الذين يتلقون علومهم في الجامعات الاسرائيلية وغير الاسرائيلية على انهم قادة مجتمعنا في المستقبل القريب والقريب جدا ونحن نثق كل الثقة بوعي هؤلاء الشباب وبالطاقات الكامنة لديهم وان باستطاعتهم تحقيق المعجزات في الحركة الوطنية كما نشدّ على ايدي اتحاد الطلاب القطري وتوجهه الذي لمسناه في بيان رئيسه الاخ ممدوح اغبارية ونرجو لهم كل الخير.
* ملاحظة: في لقاء لي مع بعض الخريجين الجدد ادعى البعض ان اول تنظيم سياسي للطلاب العرب في الجامعة العبرية كان عام 1958 والحقيقة التي اذكرها لأنني عشتها عندما كنت طالبا في الجامعة العبرية في القدس ان اول مبادرة لتأسيس لجنة للطلاب العرب في الجامعة العبرية كانت في نهاية العام 1954 عندما كنت طالبا في السنة الاولى. وفي العام التالي أي عام 1955 اسسنا صندوق المساعدات لدعم الطلاب المحتاجين وقمنا انا والدكتور بطرس ابو منة بجولة في حيفا والناصرة وبعض القرى وجمعنا مبلغا وزعناه على الطلاب المحتاجين على امل استرداده بدون فوائد عندما يتخرجون من الجامعة.
(كفر ياسيف)
د. بطرس دلة
السبت 7/6/2008